بغداد/ المدى تروج مع حلول فصل الشتاء وموسم البرد، مهنة ريافة وإدامة الالبسة الشتوية السميكة مثل القماصل والجاكتات الجلدية المصنوعة من الجلد الطبيعي الحيواني تلبية لطلبات الكربلائيين الذين يفضّل الكثير منهم وحتى الآن ارتداءها والعمل على إدامتها سنوياً للحِفاظ عليها.
ويقول المواطن علي صبار 20 عاماً لوكالة كردستان للأنباء "يفضل الرجال في كربلاء ومنهم شريحة الشباب ارتداء القماصل الجلدية السوداء أو البنية لجماليتها ومتانتها ووقايتها للجسد من البرد، وبالتالي فهي رائجة بكثرة في المدينة خلال فصل الشتاء".ويضيف، انّه "يقوم في كل فترة بإدامة سترته من خلال صبغها أو تبديل القطع التالفة فيها لإرجاعها جديدة وجميلة يمكن الاستفادة منها مرة ثانية".وبالرغم من كثرة الملابس المستوردة الداخلة إلى العراق وذات التصاميم الحديثة، إلا إن العراقيين لا يزالون يفضّلون القماصل الجلدية المصنوعة محلياً والامتناع عن شراء البضائع التجارية الصينية لتلفها بسرعة وعدم استخدام الجلود الطبيعية في صناعتها.فيما يشير صاحب محل لبيع وريافة القماصل الجلدية بالقرب من باب قبلة الإمام الحسين، ويدعى رافد أبو سجاد إلى ان "مهنته الشعبية تقتصر على ببيع القماصل والجاكيتات الجلدية الطبيعية والمصنعة محلياً في العراق، وكذلك إدامة القماصل التالفة وإرجاعها إلى صورتها الأصلية".وتابع، "يتم تصنيع القماصل الجديدة من جلود (البقر، الغنم، الماعز) في مدابغ محلية بالعراق مثل شركة النهروان التي لا تزال صامدة بعملها أمام التغيرات التي طرأت على السوق العراقية ودخول البضائع المستوردة".وأضاف رافد "أعمل منذ 16 عاماً في هذه المهنة واعتقد إنني صاحب واحد من خمسة محال في كربلاء بقيت تبيع القماصل الجلدية وتعمل على إدامة التالفة منها، بعدما كانت كربلاء تملك 30 محلا أغلقت بعد الانفتاح الجديد الذي طرأ على العراق".ويلفت أبو سجاد الى انه "تروج مهنتنا الشعبية هذه خلال فصل الشتاء وتحديداً منذ شهر تشرين الأول وتستمر إلى آذار من العام الجديد، وهنالك إقبال كبير على الشراء والصيانة من أهالي كربلاء وزائريها، لأهمية هذه الأردية الشتوية ومنظرها اللائق والجذاب".وبيّن انّ "الكثير من الايدي العاملة في هذا المجال تراجع بسبب التكلفة الغالية في العمل وتزايد أسعار عمليات دباغة الجلود في العراق، حيث كنا سابقاً نشتري الجلود ونقوم بخياطتها حسب رغبات الزبائن حتى اقتصر عملنا في الوقت الحاضر على شراء البضائع الجاهزة المحلية وإدامة التالفة".فيما يوضّح محمد الأعرجي ويعمل في مهنة بيع وإدامة القماصل الجلدية، بمدينة كربلاء انّ "عمله أصبح يقتصر الآن على تسلم القماصل الجلدية التالفة من المواطنين لصيانتها وإعادة ديمومتها من جديد، حيث تتم خياطتها وتعويض الأجزاء التالفة ومن ثم صبغها بمادة (السبينز) البوليش، والتي تعطي لوناً براقاً يدوم طويلاً".ويضيف انّ "أجور صيانة القماصل التالفة يصل إلى 10 آلاف دينار عراقي وأسعار القماصل الجديدة تتراوح ما بين 50 – 70 ألف دينار عراقي .
بيع وريافة الملابس الشتوية يشهد انتعاشاً في كربلاء
نشر في: 4 ديسمبر, 2011: 10:37 م