TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > نساء فقدنَ أزواجهنَّ

نساء فقدنَ أزواجهنَّ

نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 05:50 م

ربما كان لحكاية جنان صدى واسع ،وهي أم لثلاثة أطفال، لم تحتمل سماع حكم المحكمة بحبس زوجها سبع سنوات حتى طلبت منه الطلاق أثناء مقابلتها له، بقولها لا أستطيع أن أعيل أطفالي طيلة هذه الفترة ومن يضمن لي أن ينتهي الأمر بهذه الفترة ، فقد قضى الكثير من المحكومين مدة حكمهم ولم يخرجوا.
وعندما نتكلم عن ابتعاد الأزواج إجمالا، نعلم دائماً أن ثمة حكايات لزوجات أكثر من ذلك، ولا تتشابه كلها بالضرورة، منهن من رفضت الصبر على هذه الحال وتحمل مسؤولية أطفالهن، ومنهن من تخلين عن أزواجهن الذين سكنوا المعتقلات من نواة ركيزتها الأساسية، عدم قدسية الحياة الزوجية وقابليتهن التلقائية لإعادة النظر في ارتباطهن مع أزواجهن عند المحن.. تؤكد الخبيرة الاجتماعية الدكتورة عواطف نوري أن صبر الزوجات على وضع أزواجهن في هذا الشكل ليس واحداً بل له وجوه عدة بحسب البيئة والأهل والظروف التي ترتكز عليها حياتهن . وتضيف عواطف وإذا كنا نعيب على الزوجة لتخليها عن زوجها المعتقل أو عن أبناء زوجها المفقود، أتساءل أنا أيضا أين دور الدولة من كل ذلك؟ أليس من المفترض أن تكون الدولة والجهات المعنية في مفهومها المبدئي مناهضة لكل ما يحدث، موضحة عندما يعتقل الزوج في بلادنا، فمعنى هذا أن تُشّرد وتهدم أسرة بحالها من أم وأطفال، تهديم هذه الأسرة يكون من قبل الدولة أولا وبمساعدة المجتمع، هذا المجتمع الذي ينظر إلى الأم وأطفالها بنظرة الخطأ والخطيئة ويحملهم قضية لا ذنب لهم فيها، ليخرج المجتمع من جراء ذلك على كل القواعد الدينية والاجتماعية والإنسانية، والتي على أساسها ينمو ويكبر هذا الأمر، لينتج لنا جيلاً ضائعا يتوق انتقاما من المجتمع . الخبيرة القانونية منتهى حميد ترى أن هناك نساء فقدن أزواجهن ما بين المعتقلات وما بين فقدان أي اثر لهم يذكر، حاولن بكل الطرق الانفصال عن أزواجهن والحصول على حكم من القضاء، إلا أن القضاء رفض انفصالهن إلا بعد أربع سنوات للتي فقدت اثر زوجها، أما التي كان زوجها معتقلا، فبالإمكان الانفصال عنه بقرار من المحكمة، مشيرة إلى أن المحاكم العراقية تعج بتلك القضايا.وتشير القانونية منتهى إلى حكايات أخرى منها قضية سحر التي اعتقل عريسها ليلة زفافها ليأتي أهلها بعد ذلك ويطلبوا منها الانفصال عن زوجها الذي لم يدخل بها، بعذر أنه سيطول الأمر عليه، حتى أصروا على طلاقها وزواجها بابن عمها قسرا.الزوجة مشغولة بعلاقاتها وزياراتهاتقول المواطنة نضال محمد هناك الكثير من الأزواج لا يحبذون خروج زوجاتهم من البيت، مطالبين بأن تستجيب لرغباتهم في عدم طرح أسئلة كثيرة، لأنهم لا يحبون الخوض في تفاصيل كثيرة يعرفون نتائجها، كحصول المشكلات وتدخل الآخرين في حياتهم الخاصة، فضلا عن أن الزوج حتما يعود من عمله متعبا ويحتاج إلى أن يكون منزله نظيفا ومرتبا وهادئا، فإذا كانت الزوجة مشغولة بعلاقاتها وزياراتها فأن هذا بالطبع سيؤثر فيه كثيراً. في المقابل، ترى الحاجة أم علاء هذا النوع من الزوجات أنهن لسنَ ذكيات، فالزوجة الذكية التي ترغب بالمحافظة على بيتها وأطفالها، هي التي تهتم بهم بصدق وأمانة وتفكر في أن يكونوا ناجحين وسعيدين في حياتهم.تقول الخبيرة الاجتماعية أحلام أمين: إن هناك الكثير من الزوجات اللائي لا يؤدين واجبهن الصحيح تجاه الزوج والأبناء، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع الكثير من الأبناء وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبلهم. وترى أمين أن سبب ذلك يعود إلى البيئة التي خرجت منها هذه الزوجة، فكل ما نتربى عليه نجده أمامنا في الحياة ، حتى إن كنا لا نعي حقيقة هذا الأمر. مؤكدة أن المرأة الصالحة هي التي تؤمن بواجبها تجاه زوجها وأبنائها، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بتربية الأبناء والاهتمام بهم. وتجد أمين أن مستوى المرأة العلمي والتعليمي المتدني ليس صحيحاً في كون المرأة غير المتعلمة تطيع زوجها وتحرص على أبنائها أكثر من المتعلمة، مشيرة إلى انه كلما كانت المرأة متعلمة عرفت كيف تكسب قلب زوجها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram