TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :الدوحة مسك الختام

مصارحة حرة :الدوحة مسك الختام

نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 06:45 م

 إياد الصالحي مثلما كانت العاصمة القطرية وعاصمة الرياضة العربية الدوحة باكورة خير عام 2011 بنثرها أريج المنافسة القارية المثيرة من كأس الأمم الكروية مطلع كانون الثاني ، تستعد غداً الجمعة لإيقاد نار السباق العربي المرتقب من جمر وجع الشعوب ليشهدوا انطلاقة الدورة العربية الثانية عشرة في كانون الاول الحالي ليكون مسك الختام لعام رياضي كثرت فيه الانتكاسات وخابت الآمال مراراً فأتى الجميع على خطو محبتهم للدوحة ، يمنحون آخر ما تبقى من ارادات مخبأة تحت جروح الهموم الغضب الانتفاضات في ربيع الأحرار ،
لعلهم يرون في الميداليات بريق التفاؤل وهو يروّض احلامهم ويراقص خيالاتهم في أفق طموح ممدود من برج (أسباير) الى برج ساعة (بيغ بن).حقاً أنه اولمبياد عربي كبير تتآلف فيه الحلقات الاولمبية الخمس بلون واحد هذه المرة ، فمهما بلغ الصراع أشدّه للظفر بالمعادن الملونة تزين صدور الأوائل ، يبقى الرياضي العربي شغوفاً لهكذا ملتقيات تشيع الحُب والتعارف والتواصل مع اشقائه ، وهي واحدة من فضائل الرياضة التي ستكون الدوحة سفارة العرب كلهم على مدار ايام الدورة ، فما عجزت عنه السياسة في ملف التقارب بين الدول العربية ، تحققه ميادين الالعاب والفعاليات الرياضية المختلفة مهما ازدادت حدة الاختلاف واتسعت رقعة الانشقاق .فالملاعب والصالات والمضامير محطات جذب للوفاق والتراضي والتسامح وكأن الدوحة تكبّر الصوت : ادخلوا مدينتي آمنين ، وأرموا حقائب الزعل في البحر ، وتشابكوا تحت شمسي ، فلا شرق عربي ولا غربه يغيّران بوصلة الطريق نحو دورة التحدي والتعايش والانبهار فوق تخوم التفوق الفردي والجماعي.إننا واثقون ، مثلما لمسنا في زيارتنا الدوحة ، ايلول الماضي ، مدى الثقة المفرطة التي اعترت كل مسؤول رياضي قطري التقيناه على هامش تدشين موسم دوري النجوم 2011-2012 ، بأن دورة الالعاب العربية استعدت للظهور برداء التميّز وخطـّت رقم 12 بفخر لتكون واحدة من اروع الدورات في التاريخ ، وبروفة استثنائية لاولمبياد عالمي ما زال يراودهم لتحقيقه .لهذا يبقى الرهان على نجاح قطر مكسباً دائماً ، وحتى عنصر المفاجأة التنظيمية يطلّ برأسه ليضيف مقومات جديدة يبتكرها ابناء (العنابي) من وحي المنافسة لتعبّر علامات الدهشة عن قوة الإعجاز الوطني على ليّ أذرع المستحيل فوق بساط الوفاء للبلاد.وإذا كانت رسائل الدوحة المبكرة تنذر بحمى الاركاض نحو الانجاز العربي وتحطيم اليأس قبل كسر الارقام القياسية ، فان الدول الاثنتين والعشرين مطالبة باغتنام فرصة اقامة الدورة قبل عام من اولمبياد لندن لدعم تحضيراتها للاستحقاق العالمي باعتباره قمة أحلام الرياضي العربي لاسيما عندما يلوح في الأفق أمل صناعة بطل يوقف الزمن بين قدميه ويكتب فصلاً خالداً في لعبته يهبه ثروة السعادة ونشوة انتصار تنبعث من روحه مهداة لأسرته واصدقائه وأمته وتاريخه.اما نحن فرسالتنا الى الوفد الرياضي العراقي ، أن يضطلع بمسؤوليته بشكل مثالي ولا يعيدنا الى الذكريات الأليمة على ايقاع الهزائم والإقصاء من الأدوار الاولى ، انها مناسبة للتذكير : الدورة العربية امتحان يسير لمن شقّ دروب الاجتهاد بصعوبة ، فالطموحات تتسع لا تنحسر ، والاندفاع نحو منصة الفوز لن يتحقق من دون استعداد عالٍ في التدريب للتغلب على اية معوقات لم تحسب في البال ، فالوعود التي قطعها رؤساء الاتحادات المركزية لرئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي وبقية اعضاء المكتب التنفيذي ولجنة الخبراء  المشكـّلة لتقييم المنتخبات الوطنية المشاركة في 23 فعالية يجب ان تكون موضع تنفيذ لا تسوّفها الأعذار لاحقاً .هناك من الطاقات ما نعوّل عليها لزيادة غلة ميداليات العراق في نهاية الدورة بعد ان اظهرت حسن التحضير في المعسكرات الخارجية التي لم تستنزف الجهد فحسب ، بل الاموال الطائلة التي بلغت ستة ملايين دولار ، ومع ذلك فالضمانة الأكبر هي القدرة الهائلة للرياضي العراقي على تطويع الظروف الصعبة لتصبح حافزاً له على بلوغ قمم الالعاب والعودة من الدوحة بمراكز مشرّفة تليق بما تحظى به رياضتنا وسط الاهتمام العربي والقاري بسمعتها المتوارثة من سلفها جيل الشيخلي وإيمان أنموذج ذهب العهود الى خلفهما طعيس وكولستان بطلي زمن الأسود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram