TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة:لعنتان.. صدَّام والاحتلال

وقفة:لعنتان.. صدَّام والاحتلال

نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 07:33 م

 عالية طالب كلما جمعنا موقف مع مرادف ثابت، طاردنا السؤال "اللعنة" لماذا قتلتم صدام حسين؟ ويركض السؤال الثاني كمرادف ثابت، لماذا تقبلون وقبلتم بالاحتلال ؟؟ سؤالان نحملهما فوق أكتافنا وكأن قدرنا الذي ابتلي بوجود صدام حيا عليه إن يظل مثقلا به ميتا!! سنوات طوال ونحن نُقتَل يوميا ولا أحد يسأل لماذا يقتل صدام الشعب ؟
وسنوات طوال مرت ولا أحد يجيب عن سؤال العراقيين، هل لدينا حدود برية مع أميركا لتدخل وتحتلنا ؟ نحمل فوق أكتافنا وزر أخطاء نظام  عاش بلا حكمة وسقط ليحملنا " عربيا" أخطاؤه  وتركته وديونه وعلاقاته المتأزمة وسحبه للأميركان  إلى وطن  يعيش ليبتلي بالصعاب طوال عمره .اجتماع  ثقافي يضمنا مع الأشقاء ، تنسحب  منه الثقافة تاركة  همومنا الثقافية والمعرفية والحضارية ودور المثقف الغريب اللا مفهوم منذ عقود، تغادر مكانها  لصراع كلامي وفكري ووطني وتاريخي وسياسي وأيدلوجي وكأننا في موقع من  عليه أن يجيب على كل المفاهيم الخاطئة والتصورات المسبقة والتشنجات اللامبررة والمزايدات المكشوفة والنزعات المتباينة والمواقف المغلوطة ، نصغي لصوت أعصابنا التي تثور في دواخلنا وتكاد تنفجر ونحن نفكر بتشنج أن نغادر كل هذا إلى الوطن المبتلى بسوء فهم الأشقاء لوضعه، وإصرارهم على إغماض أعينهم على جراحاته بل وإسهام بعضهم في ديمومة نزفه اللامنتهي، نصغي  بتوتر ونشحن من صبرك ياوطني  طاقة  لنرد بها على  تشنجات لقائنا الغرائبي المليء بالتناقضات العربية، وكأنهم يترجمون انعكاسات سياسات بلدانهم على طاولة ثقافية  كان لابد لها أن تتمتع بموضوعية فكرية وفهم متعمق قبل أن  تستمع إلى أقاويل متناثرة من هنا وهنـاك.طاولة ثقافية صغيرة ترجمت أمامي كل ما يعتريك من شجن ياوطني وكل ما  يمر على أرضك من صراعات  دامية، طاولة تمزج بين موقفنا الواضح من  رفض من يحتلك جملة وتفصيلا وكائنا من يكون وبين  تصوراتها المسبقة التي تريد أن تفرضها كواقع زائف  علينا أن  نرضخ له ،كم من الحقائق شوهت على مدار تأريخك ياعراق ، وكم من أسئلة كاللعنة ستظل تطاردنا بعد انسحاب الأميركان من أراضينا ؟ وكم من صدام  يعيش في عقول الآخرين مازال يبحث عن شعب يصب عليه عذابات لا تنتهي ؟وكم بنا من صبر واحتمال وتصبر وألم، ونحن  نرد سهام الكلمات الجارحة عن تأريخك الوطني الذي نعرفه جيدا ونفهم كم  دفعت من ضرائب  دامية لتحافظ على أبنائك من الشتات والتشرذم والخنوع والأذى والاستلاب،طاولة  ثقافية زادتنا  إصرارا على البقاء على أرضك  والتظلل بسمائك والاحتماء بك من أي زلزال قد يفكر بطرق حيواتنا في حاضر الأيام أو في مستقبلها،  فلربما يأتي ذاك اليوم قريبا ويعي الأشقاء معنى أن نكون عراقيين، نفديه بكل ما لدينا ليبقى كما هو  متخما بالكبرياء مفعما بالكرامة ورائعا بالإباء الراسخ أبدا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram