TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محمود عبد الوهاب.. مات وحيداً كما تنّبأت العرّافة

محمود عبد الوهاب.. مات وحيداً كما تنّبأت العرّافة

نشر في: 7 ديسمبر, 2011: 10:01 م

محمود النمرعن عمر يناهز 82 عاماً رحل امس عن عالمنا القاص العراقي الكبير محمد عبد الوهاب بعد فترة من المرض قضاها في أحد مستشفيات البصرة مؤخراً.ويعد محمود عبد الوهاب من أهم القصاصين العراقيين والعرب الذين ظهروا منذ نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، متميزاً بأسلوب خاصا وتفردا في السرد، وكان ضمن مجموعة أسست للأدب العراقي الحديث
ولد  محمود عبد الوهاب في بغداد 1929، أكمل دراسته فيها، مارس الكتابة في مجال القصة والرواية والنقد، قرابة ستين عاما، وترأس اتحاد أدباء البصرة لفترات له عدد من الإصدارات منها (رائحة الشتاء، رغوة السحاب، و ثريا النص، وسيرة بحجم الكف)،  تخرج مطلع الخمسينيات في  جامعة بغداد، ونال أعلى درجة في دفعته بكلية الآداب، وعين مديرا لإحدى المدارس  في مدينة البصرة. كانت حقبة الستينيات، من أحلك السنوات التي جابهها، حيث فصل من وظيفته، وتعرض إلى السجن، إذ اضطر إلى العمل كقاطع تذاكر، ثم مديرا لسينما الكرنك في البصرة. وسافر إلى جامعة عين شمس لدراسة الدكتوراه لكنه لم يكمل الدراسة بسبب الحالة الاقتصادية .قال عنه محمد خضير: لا اعجب ان يتعكز القاص محمود عبد الوهاب على عصا لا عن تقدم في السن وانما عن ثقل في الافكار ، فرأسه مملوء بالافكاروتحدث الشاعر "حسب الشيخ جعفر" عن الراحل حيث قال:- إن إحساسي لهذا النبأ المؤلم هو كإحساس اي امرئ يفاجأ بانطفاء ضوء الشمس فجأة وحلول الظلام لقد كان كاتبا لامعا وصديقا رائعا  مع انني لم التق به الا مرارا معدودة فقد ترك لدي انطباعا بعظمة موهبته وصداقته ووفائه وكان هذا هو احساسي اعني عمق صداقته وموهبته بعد كل لقاء لي معه، رحمه الله رحمة واسعة وسأبقى حاملا له اعظم المودة والشركة لتلك الساعات الطيبة التي امضيتها في قراءة نتاجه العظيم او في صحبته الوفية. الشاعر ألفريد سمعان الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين:إن محمود عبد الوهاب من اوائل القصصاين الذين تركوا بصماتهم على القصة العراقية اضافة الى كونه انسانا نبيلا وشهما واكد لنفسه شخصية ابداعية وانسانا يتعايش ويتجاوب مع احبائه واصدقائه لذلك خسرت القصة العراقية نجما متألقا ومبدعا تعتز به الثقافة العراقية. وتحسرت الناقدة الدكتورة نادية العزاوي على رحيل هذا النجم المبدع قائلة لا شك بأن رحيل محمود عبد الوهاب الانسان الانسان والمبدع المبدع في هذا التوقيت الحرج خسارة كبيرة للعراق وهؤلاء الأعلام تشكلوا انسانيا وثقافيا عبر مخاض طويل وعبر كفاح طويل يحملون قيما وطنية عالية تجسدت في مقاومتهم بكل الموت والحروب والخسارات من اجل كلمة نظيفة بيضاء وقد احتضنوا الوطن بأصرار عجيب في أحلى احلك اللحظات والظروف لم يساوموا عليه ولم يساوموا على ابداعهم.فجيعتنا بمحمود عبد الوهاب وامثاله فجيعة كبيرة وخسارة لا تعوض على ان الامل باق في ابناء الشرفاء الطبيبين وقال الروائي احمد خلف: ربما يشكل رحيل رائد من رواد القصة الحديثة بحساسيتها التي تركت آثاراً فنية على مسار السرديات العراقية التي عمل الراحل محمود عبد الوهاب خلال انشغاله الجاد والمخلص لثقافتنا الوطنية اعتقد ان هذه الآثار التي تركها في مدوناته لن يستطع الزمن بكل ما يأتي به من خطوب ومآس علينا كمصابه هذا لن تمحى هذه الآثار اظن انها ستثبت اسم محمود عبد الوهاب مع الخالدين الكبار والى الابد. وعبر الناقد ياسين النصير بأسف وألم مستذكرا الآثار:- كما توقع محمود عبد الوهاب في احدى قصصه من رائحة الشتاء بأنه سيموت وحيدا كما تنبأت العرافة الغجرية وهو بذلك يصطف مع السياب والبريكان ومهدي عيسى الصقر في حياتهم ومماتهم فقد كانت تلك الغجرية تلحض تاريخ البصرة الثقافي ورموزه عندما قرأت أكفهم اليوم. اليوم وانا في السليمانية وقد علمت خبر وفاته واعلنته في المؤتمر فكان وقع الخبر شديدا بحيث اصبح الادباء يعزونني بوفاته وقد تذكر الكثير من الادباء فن وانجاز محمود عبد الوهاب، وبهذه المناسبة نأسف جدا لموقف وزارة الصحة التي وعدت برعايته وحنثت بوعدها مع الاسف، اننا في بلد لا يهتم بالمثقفين الكبار بل يهتم بالمقاولين الصغار "إنا لله وإنا اليه راجعون"، مرتين مرة على محمود ومرة على هذه الدولة البائسة وأاعزي كل أدباء العراق وليس بفقدان محمود بل في ما أتوقعه لهم من هذه الدولة من إهمال.وقالت  الروائية لطفية الدليمي عن رحيل عبد الوهاب: "في ذمة خلوده وبقائه المؤبد بيننا انحني احتراما واجلالا لروحه الحية التي ستبقى بيننا مادام حرفه يتوهج في قلوبنا استاذنا الاخ الكبير رقيق الحضور وسيد المرح والكلمات الراقية - الف سلام لروحه وكلماته.وقال الشاعر بعد الزهرة زكي عنه: "عاش بين زملائه من الأدباء البصريين فكانوا أكثر من أهل له، وبين أهله من أدباء البصرة مات.. رحل محمود عبد الوهاب بعد حياة كان فيها رمزاً من رموز مدينته التي أحبَّ..إنه أحد مواطنيها الأبديين، وهذه ميزة من ميزات البصرة ومن ميزات ولاء بنيها لها...أحزن الآن على فقدان رجل نبيل مثل محمود وأحيا مشاعر أسرته البصرية، ادبائها ومثقفيها..العزاء لهم والرحمة له والذكر الخالد لما خلف من أدب ومن سيرة حياة نعتز بها جميعا."وكتب الشاعر أحمد عبد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram