اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تفتح ملف..العاصمةالأسوأ:مجانين يتّخذون الخرائب مأوى بعيداً عن الرقابة

المدى تفتح ملف..العاصمةالأسوأ:مجانين يتّخذون الخرائب مأوى بعيداً عن الرقابة

نشر في: 9 ديسمبر, 2011: 07:48 م

((الحلقة الثانية))بغداد/ سها الشيخليعدسة/ أدهم يوسفلم يخرج علينا مسؤول واحد مبرراً أو معتذراً لأن عاصمتنا بغداد قد احتلت المراكز الأولى في قائمة أسوأ المدن ضمن التقرير الذي أصدرته منظمة ميرسو لنوعية المستوى المعيشي عام 2011 لمعظم دول العالم ،
وكأن الأمر لا يعنيهم ، وكأنهم ليسوا طرفاً في إحراز هذه المكانة التي يندى لها جبين كل مواطن عراقي غيور عندما تطالعه هذه الحقيقة المرّة ، ربما لأنهم لم يشاهدوا بأعينهم ما آلت إليه العاصمة ، لأنهم لم يبرحوا المنطقة الخضراء إلا للسفر أو الإيفاد إلى الدول الأوروبية أو الاسكندينافية ، لكننا تجولنا في مناطق بغداد لننقل لهم صورة حيّة ومن دون رتوش عن بغداد في الألفية الثالثة. ونبدأ بقلب العاصمة الذي كان نابضاً بالحيوية ورافلاً بالتنظيم والإعمار قبل فترة  ، وكان وجه بغداد الحضاري ، إنها منطقة البتاوين الواقعة إلى الجهة اليسرى من ساحة النصر ، فقد اكتشفنا أن هذا القلب بحاجة ماسة للدخول إلى غرفة الإنعاش .بلديّة الرصافةعلمنا من بعض سكنة البتاوين أن المنطقة تتبع لبلدية الرصافة ، وهذا ما يجعلنا نعتب على مدير عام البلدية ونسأله هل أتعب نفسه يوما وزار تلك المنطقة ليرى بأم عينه التخسفات والحفر الممتلئة بالمياه الآسنة في غلب شوارع المنطقة؟  هل شاهد أكداس الازبال وهي تسد مداخل الشوارع والمنعطفات ؟ هل كلّف نفسه بالنظر إلى (المنهولات) وشبكات المجاري المسدودة وقد طفحت بمياه الصرف الصحي مع أن دائرة المجاري لا تبعد سوى أمتار عن المنطقة، وهي  قرب المجمع الطبي في ساحة النصر. سارت بنا السيارة بين أزقة وشوارع ضيّقة لا تمت للحياة بصلة فالأرصفة قد تجمعت فيها  بقايا عربات خشبية محطمة  للباعة المتجولين ، إلى جانب بقايا البناء من أنقاض وبقايا ومخلفات باعة الخضراوات والفواكه ، وتقف عربات تعرض الأطعمة  السريعة من فلافل و( لبلبي )وحلويات مكشوفة للغبار والذباب! ورائحة المجاري تزكم الأنوف ، قال لنا الشاب علي - صاحب جنبر لبيع  السكائر- إن السيارات الحوضية التابعة للأمانة تزور المنطقة دائماً، الا ان المشاكل كثيرة منها طفح المجاري وتتسرب المياه الآسنة الى الأزقة والشوارع الفرعية ، ويوضح علي أن سكنة المنطقة قد ملّوا من كثرة المراجعات من أجل نظافة المنطقة لكن لا أحد يرى ولا يسمع شكوى المواطن وأن الحكومة لا هم لها إلا التناحر في ما بينها للحصول على أكبر قدر من الكعكة التي تقاسمتها الأحزاب بعد الإطاحة بالنظام السابق .من الملاحظ أن المنطقة قديمة؛ فالبيوت متهالكة والشناشيل حزينة وصامتة صمت القبور، بعض من تلك البيوت أصبح مخزناً للمذاخر الطبية  التي انتشرت في المنطقة ، إلى اليسار من جامع الأورفلي هناك شارعان يضمان العديد من تلك البيوت التراثية ذات الشناشيل، بعضها مسكون، والبعض الآخر ما زال في انتظار السكن ، ومن اللافت للنظر كثرة الخرائب والبيوت المهدمة وقد علتها تلال من الازبال ومخلفات المحال، والمنازل تتكاثر فيها القطط ويتوسدها المتسولون ،ورغم كثرة الحاويات فان اكداس الازبال كانت متناثرة في منعطفات الطرق.كانت الشوارع هادئة لا حياة فيها، قال لنا أحد المارة إنها تضم أكبر بيوت الدعارة في بغداد ، كما تضم عصابات ومدمني المخدرات ومحتسي الكحول ، فقد كان الوقت عند زيارتنا تلك المنطقة هو الظهيرة والساعة شارفت على الثانية عشرة والنصف، مع ذلك وجدنا شبابا بشعور مسترسلة ووجوه متسخة وملابس قديمة ، يتناولون الكحول على الرصيف مقابل الكراج الكبير ، وعندما مررنا بهم اخفوا القناني وراء ظهورهم!بطالة وفقر ومجانينعند دخولنا المنطقة تطلعت إلينا وجوه متعبة حزينة لرجال متسولين ومدمني المخدرات والكحول ومجانين ( رسمي ونص ونص )  ، حتى خيّل لنا أن شخوص روايات الكاتب جارلس ديكنز قد عادت الى الحياة من جديد ، في إحدى الخرائب كان هناك ثلاثة من المجانين وجدنا أحدهم   يستلقي وقد وضع ساقاً على أخرى ، أردت الاقتراب منه وطلبت من المصور أن يلتقط صورة له  لكنه انتفض ولوح لنا بعصا غليظة، مهددا ربما لأننا قطعنا عليه تأمله وشوشنا أفكاره ! دخلنا المحل الملاصق لتلك الخرابة لنسأل صاحب المحل عن هوية هؤلاء ، فقال لنا أحمد ( 16 عاماً ) إن هذه الخرابة هي المأوى لبعض المجانيين والمتسولين يتخذون منها مقراً لهم ولكن بصورة مؤقتة ، إذ سرعان ما ينتقلون إلى مكان آخر ، وهم يهاجمون كل من يتقدم إليهم ، وهم يحتسون الكحول ، حيث قال أحمد إن هذا المكان لا يخلو أبداً من مجانين يذهبون وآخرين يحلّون ، ووجدنا  وجوهاً كالحة متعبة تعاني الفقر والحرمان ، استوقفنا أحدهم لنسأله عن حاله، فقال حيدر(20) عاماً يحمل الشهادة الابتدائية فقط  انه يعاني البطالة وقد راجع مكاتب التشغيل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولم يحصد سوى الوعود، وقد تعب منها وتركها، وأنه يعمل يوما ويبقى من دون عمل عشرة أيام! فهو يعمل أحيانا في المطاعم المنتشرة في المنطقة ، يتساءل حيدر لماذا لا تعالج الحكومة مشكلة البطالة لدى الشباب؟ ولماذا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram