TOP

جريدة المدى > سياسية > أنهار البصرة تتلوّث بمخلّفات المفاعل الإيراني

أنهار البصرة تتلوّث بمخلّفات المفاعل الإيراني

نشر في: 9 ديسمبر, 2011: 09:26 م

 بغداد/ إيناس طارق في الوقت الذي تتجه الشركات الأجنبية صوب البصرة، باعتبارها المنطقة الصناعية والتجارية المقبلة لما تمتلكه من آبار واحتياطات نفطية ضخمة فضلا عن موانئ تمثل رئة العراق نحو العالم الخارجي، يبقى حال أهل المدينة بائسا ولا ينبئ بأي تطور اقتصادي مستقبلي، ومن وجوه هذا البؤس تلوث المياه وشحتها.
في زيارة خاطفة الى المدينة ترى أنهر العشار والخورة والجبيلية قد ملئت بالنفايات، وصار لونها داكنا، بالشكل الذي يوحي بأنك تسير قرب مجرى لمياه الصرف الصحي، فهل هذه هي البصرة التي تغنى بها الشعراء، ونسجت بقرب مياهها قصائد الغزل؟.متخصصون حذروا من خطورة تلوث مياه البصرة، باعتبارها الناقل الكبير للأمراض، وإن استخدام مياهها مجازفة ونوع من الانتحار. مستشار وزارة الزراعة فيصل رشيد أكد في تصريح لـ(المدى) "أن مياه البصرة تعاني تلوثا نتيجة مخلفات ترمى من دول الجوار ولن تتوارى عن رمي بقايا المياه الملوثة والآن الحكومة العراقية تحاول أن تجد وسيلة وحلا لهذه المشكلة التي إن استمرت فأن شط العرب لن يكون صالحا نهائياً لإرواء الأراضي الزراعية ولن تعتاش الحيوانات عليه". ويؤكد مواطنون ان اسباب تلوث انهر البصرة تعود الى كثرة النفايات التي ترمى في تصاريف هذه الأنهر وعدم وجود متابعة لمنع هذا التجاوز. سعد علوان يعمل موظفا يقول إن المواطن البصري بدأ بترك الاهتمام ببيئته، لان الجهات الرسمية لم تهتم منذ سنوات بنظافة مدينته، ومنها مياه الأنهار. وأضاف "لم نر قوة القانون في معاقبة المتجاوزين على نظافة المدينة وبالأخص المعامل والمستشفيات التي تقذف بمخلفاتها في مياه الأنهر، ما أدى إلى تلوثه وغياب عنصر الجمالية فيه". ودعا الجهات المختصة الى الانتباه لمخاطر التلوث على أبناء المدينة بفرض العقوبات المالية والقانونية المناسبة، لأن ما ستنفقه الحكومة المحلية على المتضررين من جراء التلوث لا يوازي الجهد أو القيمة المادية لما ستبذله اليوم في مكافحة أصل التلوث". فيما أكدت النائبة نورة سالم من اللجنة الاقتصادية لـ(المدى) "أن التلوث الذي يصيب انهار شط العرب وانقطاع وصول الماء إلى الأراضي العراقية سوف يؤدي إلى خسارة اقتصادية كبيرة بسبب موت الزراعة ونفوق الحيوانات وهجرة الناس واللجوء إلى المدن". من جهتها ذكرت مديرة بيئة البصرة خيرية عبود ياسين "أن انهار البصرة الفرعية تتعرض لتلوث بيئي يستدعي وضع الحلول اللازمة من قبل الحكومة الاتحادية والمحلية"، وأضافت في تصريح صحفي أن الأنهار تحولت من كونها مصدرا جماليا للمدينة إلى مكبات للقمامة وتشكل خطورة على الصحة العامة والبيئة، مبينة أن المعالجات تكمن في قطع التصاريف الصحية والنفايات عنها ومعالجتها بشكل علمي". فيما أشار المهندس إبراهيم يوسف إلى أن هناك سببا آخر لتلوث البيئة في البصرة، وهي مخلفات المفاعل النووي الإيراني، وأضاف "لا يخفى على احد أن المفاعل النووي قريب جدا من حدود محافظة البصرة، وهذا المفاعل يستخدم المياه لتبريده، والسؤال هنا أين تذهب هذه المياه التي استخدمت في المفاعل؟، والجواب لا يحتاج إلى تفكير طويل، انه بالتأكيد يمر إلى العراق عبر الأنهر الفرعية الداخلة للبصرة، وهذا خطر جديد على بيئة المحافظة لم ينتبه له احد". وتابع يوسف "ستظهر النتائج السلبية جرّاء دخول مياه استخدمت في المفاعل النووي خلال سنوات قليلة، وستبدأ بالأحياء المائية ومن ثم الأراضي الزراعية وصولا إلى مواطني المحافظة، فهل بالإمكان وقف تدفق مياه المفاعل نحو العراق؟. ودعا يوسف الحكومتين المحلية في البصرة والاتحادية إلى مخاطبة الجانب الإيراني لتحويل مجاري المياه نحو أراضيها دون التأثير على مياه العراق، وقال "بالإمكان التوصل إلى حل مع الجانب الإيراني عبر استخدام الطرق الدبلوماسية الرسمية لتخليص البصرة من أي مخاطر مستقبلية تتعلق بالتلوث البيئي والصحة العامة لأبناء البصرة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram