 الموصل/ نوزت شمدين  نبهت جمعية اللوكيميا في نينوى، من المخاطر التي تتسبب بها منطقة عداية الملوثة إشعاعياً (30 كم )غربي الموصل،  بعد تسجيل حالات إصابة جديدة بمرض سرطان الدم "اللوكيميا" في مناطق محيطة بها. جاء ذلك بعد زيارة قام بها فريق طبي متخصص برفقة أعضاء من مجلس قضاء الموصل وجمعية اللوكيميا، لاستطلاع المكان الذي كان قبل 1991 منطقة سرية تمثل جزءاً
من البرنامج النووي العراقي، تعرض في عام 2003 الى السلب والنهب، مما رجح ان يكون ذلك سببا في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في مناطق متفرقة من نينوى، إضافة الى القرى والمناطق المحيطة بعداية ذاتها. وذكر رئيس جمعية الحدباء لمرض اللوكيميا، أن الهدف من زيارة موقع عداية هو التنبيه من المخاطر التي تتسبب بها للصحة العامة، للتقليل قدر الإمكان من الإصابة بالسرطان، من خلال إيجاد الحلول المناسبة، وقال إن هناك دلائل واضحة على انتشار الملوثات الإشعاعية في المكان، المتمثلة بمركبات اليورانيوم التي تغطي مساحة تقدر بـ 500 متر مربع، وتحتوي على العشرات من البراميل المهشمة وبداخلها المواد المشعة، وهي معرضة باستمرار للعوامل الطبيعية كالرياح والأمطار، وهذا ما يزيد خطورتها على البيئة والصحة العامة. وقال رئيس الجمعية إن المسؤولين المحليين بادروا إلى اقتراح إنشاء سياج يحيط بالمنطقة، لكن ذلك ليس حلاً للمشكلة، ودعاهم الى تبني مشروع لإزالة التلوث بالكامل، بفرز المواد المشعة وتجميعها ووضعها في خزانات خاصة، وأن يتم طمرها حسب المعايير الدولية، وأن تتم الاستعانة في ذلك بالكفاءات العلمية المحلية، وطلب المعونة من المنظمات والمؤسسات الدولية المتخصصة. ويذكر أن عدداً من الوزارات تابع موضوع عداية، وشكل العديد من اللجان وزارت  تسع منها المنطقة بين عامي 2004_2008، وقدمت العديد من التوصيات، لكن أياً منها لم تفعل أي شيء حتى الآن،  حتى قامت قيادة عمليات نينوى بالتعاون مع مجلس المحافظة، باتخاذ إجراء وقائي مؤقت، تمثل بطمر المنطقة بالتراب، وحتى هذا الإجراء لم يكن ملبياً، حيث كشفت زيارة الفريق الطبي الأخيرة لعداية، أن الرياح والأمطار استظهرت المواد المشعة مجدداً، وخطرها بات يتفاقم يوماً بعد آخر. وكانت جمعية اللوكيميا قد أعلنت في وقت سابق تسجيل 30 إصابة بمرض اللوكيميا في نينوى، وتعتقد بان احد العوامل المتسببة بالمرض ربما يكون مصدره عداية الملوثة اشعاعياً.