TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > (بيت المدى) يحتفي بصاحب "ثياب الإمبراطور"..فوزي كريم..شاعراً وذاكرةً ثقافية

(بيت المدى) يحتفي بصاحب "ثياب الإمبراطور"..فوزي كريم..شاعراً وذاكرةً ثقافية

نشر في: 9 ديسمبر, 2011: 10:21 م

متابعة/ نورا خالد - محمود النمر..... تصوير/ ادهم يوسف شاعر عراقي كبير، طالما ترك الكثير من البصمات على المشهد الثقافي العراقي، شعرا وبحثا ومغامراتٍ أخرى، فهو شاعر مغامرات من طراز مميز، الشاعر كريم ليس جزءاً من الذاكرة التي حاول النسق الثقافي المهيمن أن يقطعها عن تاريخ الثقافة العراقية الحديثة، لكنه يملك روحا حيّة بين مزدوجين،
هذه الروح التي تغامر بأسئلتها، بقلقها.. بتوقها.. برغبتها بأن تكون حيّة بالفعل، تُجاه صناعة أشياء مضادة، مضادة للوجود، مضادة لليقين، مضادة لكل ما تراكم في الذاكرة، ليست باتجاه صناعة تاريخ آخر، لكن باتجاه تسجيل هذا التاريخ لأن يكون حياة فاعلة، نامية قادرة على أن تثري العقل الإنساني بكل ما هو جمالي وبما هو معرفي، بهذه الكلمات بدأ الناقد علي الفواز حديثه عن الشاعر فوزي كريم الذي احتفى به (بيت المدى) في شارع المتنبي أمس الجمعة. مالك المطلبي: الإنسان البوهيمي المنضبطكان أول المتحدثين الناقد والشاعر مالك المطلبي الذي بدأ حديثه بالقول:التقيت بفوزي عام 2005 في وزارة الثقافة وكان حلمنا بإقامة دولة مدنية حديثة، أما الآن فانا شخصيا دخلت مرحلة القنوط من تحقيق ذلك. يحتاج فوزي كريم الى أن نمهّد له قبل أن نحتفي به، لكنني سأقول انطباعات سابقة عن فوزي.فوزي نزل علينا متخرّجا ولم يأت ليتخرّج، كان يحاكي الأستاذية، كان يمثل الإنسان البوهيمي المنضبط، فحمله لحقيبته وكتبه وحركته في الشارع تعطيه تفرّدا لهذه الشخصية، وهي انطباعات حقيقية لأنها من غير مصلحة، بالرغم من انه يعكس، أنه ليست لديه قضية، لكنه في أخلاصه صاحب قضية، إن كان في بغداد أو خارجها.فوزي كريم لديه هذا الإخلاص العجيب، كان يريد أن يخرج على شيء ما، يرفض المكان والهيئة واللباس ويرفض أن يكون في تموضع ما، يكتب في الشعر والنقد، وكما قلت كان يوحي إلى انه خارج بغداد، لذلك خروجه كان طبيعيا جدا، ولم يعش مأساة المثقفين في الداخل إذ أننا أصبحنا داخل دائرة مغلقة وكنا نحسد من هم في الخارج فهم ممثلو الحرية الحقيقيون لأنهم رفضوا العلبة، نحن كنا نناور داخل العلبة، كنا لسنا مهيئين للقتال لكننا مهيئين للسؤال، كان فوزي مخلصا لإنتاجه في الخارج، وقلة من هم في الخارج يكونون مخلصين لإنتاجهم، ففي احد الأيام أرسل لي كتاباً وكتب عليه إلى من كان الأخ العدو، وهذا أفرحني وأكد لي انه لا يزال لديه مبدأ ثابت، وأخيرا أقول نحن في خطر ولم تبق لدينا سوى عدد قليل من القلاع، مثل (المدى) واتحاد الأدباء ومقهى الشابندر، ويجب أن نحافظ على هذه القلاع. ياسين طه حافظ: وأناأتذكر فوزيالشاعر ياسين طه حافظ تحدث عن فوزي كريم قائلا: حين نكون في عالم مربك، حينما تسير فيه تواجه وُحول أزمنة فاسدة، وترى عتاة راغبين في إشفاء غليلهم من أجزاء مثل هذه، يبهجُك صوت ناعم نظيف يمر عليك. حاجتنا في أجواء هذه الارتزاق والدعارة، هي إلى ظل صاف، إلى شرف في الكلام والإشارة، شرف في الكتابة وفي النظر إلى الناس والأشياء.هذه المقدمة طريقي للحديث عن إنسان متفرد بيننا، لأن اسمه فوزي كريم. لعل اسمه الثاني "كريم" منع عنه التلوث والسوء. فوزي كريم الذي اعرفه من أربعين سنة كريم النفس، كريم الشعر والكلمات.لم أكن اعرف فوزي كريم إلا اسما. حتى قرأت لكتابته عن ديواني الثاني قصائد الأعراف فقلت: هذا إنسان لا يكرهني! كانت لكتابته، في ذلك الحشد المتورم كراهات، سنة 1974. وكانت كتابة نقد مبكرة النضج المهم بالنسبة لي، اني وجدت خيوط ضياء وسط العدوانية والمغيرة والسموم السياسية. وجدت ظلا لم يصله الوباء ووجدت سخاء روحيا، وجدت إنسانا خيرا ذا معنى يحب الصفات الجيدة في جميع الناس، من يعرف منهم ومن لا يعرف. للمرة الأولى في تلك الأجواء المؤجلة والملغومة بالنفاق والزلفى أجد شابا نبيها يشير بمودة ويمدّ يديه لكتاب الشعر كمن يتوضأ للصلاة! ولكي لا اغفل عن الفضيلة، كانت تلك محبة سعدي يوسف أيضا، فقد كشف لي عن حبه للديوان، حتى أوصلني تلك الليلة إلى بيتي. ذلك رجل آخر مخلص للشعر ونبيل في زمن ثلاثة أرباعه رداؤه. بقي فوزي كما عرفته، يبتعد عن الزبد ويلوذ بالعزلة عن زعيق الكَذَبة ونفاقهم لمن يجودون بإيفاد أو مكافأة او رضى قد يمهّد إلى جدوى. هذا رجل يعنيه الشعر ولا يعرف إلا أن يسبغ فهما ذكيا على ما يرى ومودة صافية على ما يقرأ. ظل فوزي صديقي، فلا يمكن أن تفرط في القيظ بظل آمن ووريف. يوما في لندن وقد زرت فوزي في بيته وكان قد اشترى رفوف كتب جاهزة ليشد مفاصلها، يركبها، في بيته حين تم تركيب المكتبة، قلت: ستستريح الكتب. قال المهم أن نراها في مكان جميل يحميها! تلك إشارة لحقيقة فوزي الثقافية.كثيرا ما أتذكر فوزي، أحيانا أراسله وأحيانا احتفظ بمحبتي لروحانيته. في يومين متتاليين، سجلت في مفكرتي مقطوعتين عنه. أرسلت له واحدة وبقيت الثانية. شجاع العاني: إنسان وفنان.. والأهم؛ شاعر  الناقد والأكاديمي شجاع العاني قال: فوزي كريم شاعر كبير ورسام وإنسان رائع، وجدت في هذا الشخص، الجرأة، فقد تناول النقد وتناول نقد النقد، في ثنايا هذا النقد كان يناقش النقاد، وجدت فوزي كريم متدفقا للنقد لأن النقاد لم يتناولوا القصة القصيرة، وكان يركز على مسألة ربما هي ناتجة عن شاعر يمس اللغة وإحساسه بها غير إحساس الق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

 بغداد / متابعة المدى وأدارت الجلسة الشاعرة غرام الربيعي، التي أكدت في مستهل حديثها على أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات الثقافية في العراق، مشيدةً بتجربة مؤسسة المدى ومركز كلاويز في ترسيخ الفعل الثقافي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram