اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تفتح ملف.."العاصمة الأسوأ"..مدن (التنك) بديلٌ عن ناطحات السحاب!

المدى تفتح ملف.."العاصمة الأسوأ"..مدن (التنك) بديلٌ عن ناطحات السحاب!

نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 08:57 م

((الحلقة الثالثة)) تحقيق/ إيناس طارقكل يوم من بزوغ فجر جديد في بغداد يعرض أمامك عزيزي المواطن شريط متعدد المشاهد والأحداث، أكوام النفايات  في كل مكان من العاصمة بدلاً من الحدائق المزروعة بأجمل أشكال وأنواع وألوان الزهور ، برك ماء مليئة بالوحل والقاذورات بدلاً من النافورات .
نساء وأطفال، شيب وشباب يتجولون قرب السيطرات الأمنية ونقاط التفتيش للتسول وبيع كل ما يحتاج إليه السائق الذي سئم الانتظار لشدة الزحام المروري .rnشوارع مزدحمة خالية من كل شيء مفعم بالحياة ، الكآبة تعمّ العاصمة بسبب إهمالها وكثرة الأسلاك الشائكة التي تعانقها أكياس نفايات متطايرة مختلفة الألوان وكأنها ترسم صورة جديدة "لبغداد أجمل"! جدران كونكريتية إن رفعت من منطقة أو زحفت قليلاً إلى الخلف تبقى ترسم ملامح معتقل دائم لا تغيّر فيه .مناطق تشكو الإهمال والتخلف الخدمي والبيئي من كل ناحية ، شوارع غير مبلّطة ،أرصفة محفرة فلا يكاد يخلو شارع في العاصمة من هذه المناظر.. الشريط  يستمر بالعرض والآن يبدأ بمناطق أحياء التنك التي لا بداية ولا نهاية لها .الطريق المؤدي إليها استولت على جانبيه شاحنات النقل ، ورش حرفية لا يُعلم ماذا تعمل أو تصنع ! تلال من الرمال والأتربة..، وصلنا (حي معسكر الرشيد) الذي يبدأ بشارع كأنه نهر قديم أكل عليه الدهر وشرب، وأفضت ضفتاه إلى أرض يباب مقفرة خلت من النبت والشجر ، أكداس نفايات وتلال من الأنقاض ، عند ولوجنا فيها يتوجب علينا أن ننحدر ببطء شديد كي نعبر مطباً وعراً ونتحاشى ارتطام أسفل السيارة.. هكذا وجدنا شارعا ترابيا كثير الوعورة والحفر. تتألف الأحياء العشوائية من عشرات المنازل ضمن ما يطلق عليه بالأحياء المتجاوزة وسط أكوام هياكل الحديد المتناثرة والمخلفات وبرك المياه الآسنة.كريم أحد ساكني هذه العشوائيات الذي كان يبيع الفواكه والخضار "بستوته "صغيرة، استطاع بواسطتها عبور الوحل والمياه المتراكمة نتيجة طفح مياه حمامات منازل الصفيح،يقول إن السكن في الصفيح أفضل من الإيجار، ويؤكد أن السكن هنا أفضل من  تأجير بيت  بمبلغ كبير وهو بالكاد يستطيع أن يوفر مستلزمات الطعام بما يجنيه  من بيع الخضار الذي يتقاضى عن كل ما يبيعه خمسة آلاف دينار من صاحب العلوة في جميلة، ويتابع كريم الحديث: بنيت بيتي من هياكل السيارات وسقفه من الخشب والطين، وأطفالي الأربعة تعلموا على العيش فيه والتأقلم مع أبناء الحي ، ومضى  على بقائنا  خمس سنوات. أم سلام المرأة الخمسينية التي كانت تجلس على حجر كبير وتلاعب مسبحة سوداء بيدها علّقت قائلة : هذه المنازل أفضل من العيش في بيوت تبنى من الحجر لأنها تهدم على رؤوسنا في أي وقت بسبب تفجير عبوة ناسفة أو أي شيء آخر ، تطلق حسرات  من صدرها وتقلب المسبحة بين كفيها وتستدرك قائلة : البيوت هنا باردة والأطفال دائما يصابون بالزكام ومياه المجاري والحمامات تجري بين البيوت،وقد أشارت إلى حفرة عميقة حفرها السكان لتجميع المياه، وإن ما يجنيه هم هو الحشرات الطائرة والزواحف من الحيوانات، وقبل فترة من الوقت قتل الأهالي  في الحي أفعى كبيرة كادت تلدغ طفلاً في فراشه.rnالشتاء واللعب خارج الصفيح بالرغم من برودة الجو إلا أن الأطفال هناك يلعبون خارج البيوت مع الحيوانات ويركضون حفاة الأقدام، شيء عجيب وغريب في هذا البلد أطفال بعمر الزهور (حفاة وعراة) وشباب يجلسون من دون عمل، نساء يخرجن إلى العمل لبيع (علب الكلينكس أو التسول) شباب يشربون السكائر والنرجيلة ويتبادلون الأحاديث عن المسلسلات المدبلجة وألعاب كرة القدم وأحدث أجهزة الموبايل ماذا تحوي هذه الأحياء من خفايا يا ترى؟ فهي بعيدة عن السمع والنظر ومن يريد التجاوز والبناء في هذا الحي لابد من أن يحصل على تصريح من الساكنين، وخصوصا شبابه، وأن يعرض "السيفي" عليهم  للتأكد من معلوماته .يقول سيف الملقب "بالطيار" لسرعته في التقاط الأخبار، يعمل في نصب ومد شبكات الماء، إن الماء المسحوب من منطقة الزعفرانية   نتج عنه تسرب المياه الثقيلة إلى الشبكة، ما أدى الى ظهور إصابات بأمراض التايفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي، فضلا عن التهاب الأمعاء، وذلك بسبب حاجة الناس إلى الماء.الحاج أبو مرتضى قال بصوت عال أهالي البيوت ظامئون  ويريدون الماء الصالح للشرب ويستصرخون أصحاب الضمائر الحية عسى أن يستجيبوا لمعنى بقائهم وحقهم في الحياة  هناك، وما يتم توزيعه في بعض الأوقات من صهاريج ماء لا تكفي (10) بيوت، التي يتجاوز عددها هنا 30 منزلاً ، أما حالة تلك الأنابيب البلاستيكية (الصوندات) التي تمد إلى مسافات بعيدة من اجل سحب الماء من الأنابيب الرئيسة التي تقع قرب نقطة التفتيش فإنها تتكسر أغلب الأحيان، وخصوصا في فصل الشتاء بسبب البرودة  أما الآبار التي تم حفرها من قبل أمانة بغداد فقد تم ردمها من قبل الأمانة ذاتها ولا يعلم السكان لماذا.أما (العتاكة) فهم أغلبهم يسكنون بيوت الصفيح ويعتاش عدد من العوائل على (مكبات) النفايات في العاصمة ، حيث تعتبر مساكنه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram