إياد الصالحيفي زحمة الاخبار الواردة من العاصمة القطرية الدوحة، وهي تشهد مواقع تنافسية مبكرة بين 21 دولة عربية للفوز بمراكز متقدمة للالعاب الرياضية في رحلة النور التي اطلقت على كرنفال حفل الافتتاح الباهر، تتزاحم اخبار اخرى تومض باشارات مهمة لبناء رياضة عراقية ترتكز على أسس علمية وادارية وصحية سليمة.
فقد جاء في حقيبة الوفد الاداري المضيّف في ربوع روما الخلابة بالمَعلَم التاريخي كولوسيو وساحة فينيسيا ونافورة تريفي " أجمل النوافير في العالم " ان هناك اتفاقاً صريحاً بين رئيس الوفد شرار حيدر ورئيس المركز الطبي الايطالي في روما لمعالجة مئة لاعب كرة قدم من الاندية الرياضية بواقع لاعب واحد من كل نادٍ، ويتكفـّل الجانب الايطالي بنفقات السفر والإقامة والعلاج بصورة دورية او كما تتضمنه الاتفاقية بما يؤمّن الرعاية الكاملة للرياضي العراقي في افضل مركز أوروبي تقصده كبريات الاندية العالمية.إن ما يناله الرياضي اليوم من اهتمام غير مسبوق بشأن الاستحقاقات المالية ومكافآت الفوز وعقود الاحتراف ونعيم الشهرة والبذخ بلا وجع قلب لم تشهده الحقب القديمة بتاتاً حتى في افضل ظروف الرخاء العراقي ايام العقدين الستيني والسبعيني، ولم تكن الحكومات آنذاك تبالي للرياضة، بل تعدها لهواً ومضيعة وقت ونزوات شباب ضائع على عُهدة الدكتور عبد القادر زينل المحاضر الدولي و(مختار الكرة العراقية) عندما حدثني امس الاول عن مبادرات مشجعين مهووسين بكرة القدم تجاه نجوم الكرة اكثر مما قدمه المسؤولون من دعم مادي يشعر اللاعب بقيمة منجزاته في البطولات وانعكاسها على سمعة الوطن عربياً وعالمياً، واماط اللثام عن حكاية لم يكشف عنها سابقاً برغم مضي 45 عاماً، فقد تبرّع صاحب مكتب (دلالية الغدير) ابراهيم حجي ارزوقي بقطعة ارض في منطقة الغدير ببغداد لعميد المنتخبات الوطنية الراحل جميل عباس "جمولي" لمناسبة اعتزاله اللعب مع ان ارزوقي لم يكن طامعاً برئاسة نادٍ او لجنة اولمبية او منصبٍ في الدولة، والمفارقة ان قيمة القطعة كانت 70 دينارا بينما الحكومة لم تكرّم خدمات جمولي بـ 3 دراهم!إن تلك الذكريات بمثابة مصابيح الضمائر البيض لرجال ما زالوا يرونها نماذج لا تموت، بل تحرك الاحساس الدائم بمن ضحى بصحته من اجل رياضة قوية لا تنهكها قسوة الظروف.. والواجب علينا تذكير الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان بروتوكول التعاون الرياضي بين بغداد وروما الذي أبرمه بحضور السفير الايطالي فرانكو ميلاني في نادي الكرخ تشرين الاول 2010 ونفذت اولى توصياته بدورة الإداريين الحالية لا بدّ ان يشمل الرواد ممن ذاقوا الأمرّين سابقا وحاليا بسبب توقف عطائهم ونكران جهودهم ومعاناتهم من الأسر في قبو النسيان الذي لا يعرفون متى يخرجون منه برغم سنوات العزّ التي عاشتها رياضتنا أيامهم، ولعل النداءات المتكررة التي اطلقها اللاعب السابق جبار رشك تعصر القلوب وتدمي العيون، ملوّحاً لانسانيتكم لا متوسلاً، طالباً انقاذه من العوز الذي يحول دون خلاصه من مرضه وهو يحاصر جسده النحيل بلا رحمة!نعم ان لاعبي الاندية لهم قصب السبق في البروتوكول الجديد لحاجة الاندية الى خدماتهم ومنها يتم تأهيلهم الى المنتخبات الوطنية ليكونوا مؤهلين لأداء مهامهم الدولية بأعلى درجات الاستعداد الفني والصحي، إلا أن الانصاف يقتضي ايضا عدم حرمان نجوم الاندية نفسها في زمن مضى من الخدمة الايطالية التي اساساً ليست منـّة او صدقة، بل تحكمها اتفاقية متنوعة الاهداف تم اطلاع الاعلاميين على تفاصيلها في مؤتمر الكرخ وأكد الدباغ خلاله: " ان الحكومة العراقية مسؤولة عن توفير فرص النجاح لرياضة البلد من خلال العقد النفطي لشركة ايمي الايطالية بتطوير حقل الزبير " ما يعني امكانية توفير فرص الحياة لرشك ومَن سار على درب قافلة همومه واستغاثاته، ليحظى بجرعة دواء مقابل حصته من النفط، قرب احد المشافي المطلة على حبيبه (اليوفي)!
مصارحة حرة: رشك يعشق اليوفي!
نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 09:11 م