TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > برنامج للانتقال إلى الديمقراطية

برنامج للانتقال إلى الديمقراطية

نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 09:33 م

حسين عبد الرازقمنذ أن حدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة نظام انتخابات مجلسي الشعب والشورى في 27 سبتمبر الماضي، كان هناك قلق من كل الأحزاب والقوى السياسية والمتابعين للشأن العام، من انفجار العنف خلال المعركة الانتخابية بصورة غير مسبوقة وبما يؤدي إلى عدم استكمال المسلسل الانتخابي، وبالتالي امتداد الفترة الانتقالية إلى أمد غير معلوم.
ولم تكن هذه المخاوف من فراغ، بل استندت إلى وقائع لا يمكن تجاهلها، فغياب الأمن وتصاعد ظاهرة العنف في مصر نتيجة الاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتكرار «الحوادث المؤسفة» نتيجة ذلك، كانا الملمح الأبرز في المشهد السياسي، وما زاد الطين بلة هو استحالة العزل السياسي لقيادات وكوادر الحزب الوطني المنحل طبقا للقوانين القائمة، وبالتالي خوض آلاف منهم انتخابات مجلس الشعب الحالية، وهي بالنسبة لهم ليست مجرد معركة انتخابية، ولكنها معركة حياة أو موت، معركة يأملون من خلال الفوز فيها سرقة ثورة 25 يناير والحفاظ على مصالحهم وثرواتهم وامتيازاتهم غير المشروعة التي حصلوا عليها طوال 35 عاما، وهم مستعدون - لكي يحققوا هذا الفوز- لاستخدام الوسائل والسبل كافة بما في ذلك المال والسلاح الذي انتشر في مصر بصورة غير مسبوقة.وتأتي أحداث السبت والأحد الماضيين في ميدان التحرير والعنف الأعمى الذي استخدمته الشرطة والشرطة العسكرية ضد المعتصمين وسقوط قتلى وجرحى، لتزيد من مخاوف سيادة العنف في المعركة الانتخابية التي تبدأ بعد خمسة أيام. وقد دفع هذا الواقع المتردي بالبعض للمطالبة بتأجيل الانتخابات، مع ما يعنيه مثل هذا التأجيل من استمرار تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة سلطة الحكم في مصر، وهي دعوة خطيرة بكل المقاييس، فهي من ناحية تتعارض مع الدعوة التي رفعت في ميدان التحرير من قوى وأحزاب سياسية وائتلافات شبابية بضرورة إنهاء الفترة الانتقالية في أبريل القادم (2012) وتسليم السلطة لحكومة منتخبة، ومن ناحية أخرى فمثل هذا القرار لا يمكن أن تنفرد باتخاذه جهة واحدة حتى ولو كانت المجلس الأعلى للقوات المسلحة.من هنا فالمخرَج هو مبادرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومته بالدعوة إلى اجتماع يضم المجلس والحكومة والأحزاب والقوى السياسية الرئيسية وعدداً من منظمات المجتمع المدني الحقوقية وائتلافات الشباب، يناقش الأوضاع الحالية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبرنامج المطلوب لتحقيق انتقال سلمي من النظام الاستبدادي القائم في مصر منذ ثلاثين عاماً وأكثر، والمستمر حتى الآن رغم إزاحة رئيس الجمهورية السابق وبعض معاونيه، إلى نظام ديمقراطي حقيقي يؤسس لدولة ديمقراطية مدنية حديثة، فمن دون هذا البرنامج وتوافق كل الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية عليه وعدم انفراد السلطة الحاكمة بتحديده، لا يمكن الخروج من المأزق الراهن.وفي إطار هذا البرنامج يتم تحديد موقع الانتخابات التشريعية، سواء اتفق على أن تتم في موعدها - مع توفير المتطلبات الضرورية لضمان سلامتها وحريتها ونزاهتها - أو أن تؤجل لموعد آخر، مع الأخذ في الاعتبار أن المرحلة الانتقالية ستنتهي أو يجب أن تنتهي قبل منتصف العام القادم 2012.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram