بغداد/ إياس حسام الساموكشكك قائد عسكري إيراني رفيع المستوى بالإحصائيات التي تقدمها وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن خسائر واشنطن في العراق، مؤكدا امتلاكه المعلومات الكاملة عنها، في ما قلل ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي
من أهمية ما ذهب إليه القائد الإيراني، واعتبرها تصريحات شخصية، مشددا على ان جميع محاولات طهران في التدخل بالشأن العراقي فشلت بعد معرفتها حجم العراق وتأثيره الإقليمي والدولي.تأتي تصريحات الجانب الايراني قبل ايام قليلة من انسحاب القوات الاميركية من العراق، الأمر الذي تتخوف منه بعض أطراف العملية السياسية وتعتقد أن الساحة العراقية ستكون عرضة لتدخل دول الجوار وعلى رأسها القائمة العراقية التي قرأت في حديث الضابط الإيراني إقرارا منه بدعم طهران المجاميع المسلحة في العراق.وتقول وزارة الدفاع الاميركية ان عدد قتلاها في العراق على مدى السنوات التسع الماضية لم يتجاوز الـ 5 آلاف قتيل و11 ألف جريح، غير ان مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للشؤون الثقافية والإعلام الدفاعي الإيراني العميد مسعود جزائري قدر حجم الخسائر البشرية للجيش الأمريكي في العراق بخمسين ألف جندي على الأقل. وقال العميد جزائري في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية، إرنا، إن الأمريكيين يخفون دائماً الأرقام الحقيقية لخسائرهم البشرية التي لحقت بجنودهم في العراق عن الرأي العام الأمريكي والعالمي. وأضاف أن عدد القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية المنتشرة في العراق يقدر بـ50 ألف جندي على الأقل حسب الأرقام والمعلومات المتاحة، وأن الأرقام الحقيقية قد تكون أكثر من ذلك بكثير، كما أن حجم الخسائر المادية التي مني بها الجيش الأمريكي في العراق كانت هائلة حيث تقدر تكلفة الحرب هناك بألف مليار دولار، بيد أن بعض المصادر تقدرها بأكثر من ثلاثة آلاف مليار دولار. وأشار إلى أن أكثر من ألفي جندي أمريكي على الأقل انتحروا أثناء وجود الجيش الأمريكي في العراق، حسب الأرقام الرسمية الأمريكية، بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي يعانيها الجنود الأمريكيون خاصة المجندات، وإن حجم الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها القوات الأمريكية هناك جعلت الشعب العراقي يطالب برحيلهم من البلاد.وأثارت تقديرات طهران للخسائر الأميركية في العراق ردود فعل متباينة بين الكتل السياسية، الا ان الجميع اعتبرها تدخلا في الشأن العراقي بالرغم من اختلافها على مدى دقتها.النائب عن ائتلاف دولة القانون سلمان الموسوي قال "ان الانسحاب الأميركي سيكون خلال الايام المقبلة ولن يخلف فراغا لان القوات الأمنية قادرة على ملء الفراغ ونرفض تدخل اي جهة كانت حتى ان كانت ايران ونطلب منها احترام السيادة العراقية".اما في ما يخص القتلى الاميركان شكك الموسوي بالإحصائيات الايرانية وقال في تصريح لـ(المدى)، امس "ان واشنطن بينت هذا الامر من خلال الاحصائيات التي اصدرها البنتاغون" مبينا "أن دول الجوار جميعها كانت تأمل بالدخول الى الساحة العراقية سياسيا كان ام عسكريا ولكن صدمت بأسلوب العراق في التعامل معها والذي اعتمد على المصالح المشتركة والاحترام المشترك وعدم التدخل في الشأن الداخلي".واستبعد الموسوي "ان تتدخل طهران في الشأن العراقي بعد اليوم فقد تيقنت ان بغداد تبني علاقات متوازنة مع الجميع، وبعسكه فسيكون لها رأي آخر بعد ان استعادت مكانتها العربية والإقليمية ومن الممكن الإفادة من المبادرة التي سبق ان طرحها رئيس البرلمان اسامة النجيفي بجمع رؤساء برلمانات دول الجوار في العراق على طاولة لإيجاد حلول للقضايا العالقة".الموسوي ذهب الى ابعد من ذلك بالقول "امامنا استحقاقات سياسية سنخوضها في المرحلة المقبلة يجب التركيز فيها من قبل الحكومة لاسيما اتفاقية التعاون الإستراتيجية مع الولايات المتحدة التي سيتابعها رئيس الوزراء نوري المالكي في زيارته الى الولايات المتحدة اليوم".وقلل النائب عن دولة القانون من أهمية تصريحات جزائري موضحا "لكل الحق بقول ما يشاء، ونحن لا نستطيع إسكات الجميع لأنها لا تمس العراق من قريب أو بعيد"، موضحا "إذا كان الحديث عن دعم طهران لحركات المقاومة، فليس للجماعات المسلحة دور كبير في إخراج القوات الأميركية من العراق لان الدور الأكبر كان للمفاوض العراقي"، مستدلا بـأن "خروج الاميركان من البلاد كان وفق الاتفاقية الأمنية والتي تعد الأفضل في تاريخ العلاقات الدبلوماسية، اذ لم تخرج قوات محتلة من اي بقعة في الأرض بناء على رغبتها".من جانبها النائبة عن ائتلاف العراقية وحدة الجميلي أفادت بـأن"القائد الإيراني يسعى لإيصال رسائل بان طهران لها الدور الرئيسي في انسحاب القوات الاميركية في العراق من خلال دعمها فصائل المقاومة"، وتابعت "هذه التصريحات بررت مخاوف العراقية من التدخل الإيراني بعد الانسحاب الأميركي لان الفراغ الذي سيخلفه ستعمل بعض دول الجوار وعلى رأسها طهران على ملئه سواء بالاسناد السياسي او العسكري".وتابعت &q
طهران: خسائر الاميركان فادحة.. ودولة القانون: أرقامها لاتهمنا

نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 09:43 م









