TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : أطفالنا

سلاما ياعراق : أطفالنا

نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 10:10 م

 هاشم العقابيقضيت زمنا ليس بالقليل منشغلا بأدب الاطفال. وكنت منذ اواسط السبعينيات اشارك اطفال العراق في قراءة مجلاتهم وبعض الملاحق التي كانت تخصصها الصحف لهم، مثل الذي كانت تصدره جريدة الجمهورية. وكنت ايضا لا أفوت فرصة قراءة ملحق "العربي الصغير" الذي كانت  مجلة "العربي" الكويتية تخصصه للأطفال.
شغفي بما كان يقرأه اطفالنا دفعني الى ان اكتب لهم قصصا قصيرة فازت احداها بالمسابقة الدولية للكتابة للطفل الخليجي التي اقامتها وزارة الإعلام القطرية بمناسبة العام الدولي للطفل سنة 1979. ثم ترجمت اهتمامي بما يقرأ الأطفال بان تخصصت به اكاديميا فنلت به درجة الدكتوراه باطروحتي "عادات القراءة عند الاطفال العرب بالمملكة المتحدة". وعادات القراءة تعني كيف ومتى وماذا يقرأ الاطفال العرب ومن بينهم 44 طالبا وطالبة من العراقيين. لم يبهرني، في وقتها، تفوق العراقيين بنوعية ما كانوا يقرأونه من كتب ولا بكمية الوقت الذي كانوا يقضونه بالقراءة. لكني توقفت كثيرا عندما كشفت النتائج ان الطالبات يقرأن افضل من الطلاب كما ونوعا.وها انا بعد اكثر من ربع قرن أعدت قراءة شيء من اطروحتي وتسألت: هل ما زال اطفالنا بالعراق يقرأون؟ وما الذي يقرأونه؟ واهلهم الذين باعوا كتبهم واقلامهم ايام الحصار هل استرجعوها ام ظلت البيوت خاوية من المكتبات؟وكالعادة، جوجلت بحثا عمّ يقرأ أطفال العراق؟ لم اجد شيئا مهما بشأن قراءتهم بل وجدت الكثير عمّا يتعرضون له من خطف وقتل وتشريد واغتصاب وجوع وحرمان وعن جيوش منهم يعملون ليلا ونهارا ويتسولون بالطرقات.اقترحت على نفسي ان ابحث في انشطة الحكومة والبرلمان عما يخص اطفال العراق. جاءت النتيجة: تعيشون. وكأن العراق بلا أطفال. لمت نفسي ونهرتها قبلكم. أبطران أنت أم ماذا؟ أما كان الاجدر بك ان تبحث عما يأكلون وبماذا يحلمون؟ وهل صباحاتهم مثل صباحات اطفال الناس مشرقة ضاحكة ام داكنة مغلفة بالحزن والهم كعيون آبائهم وامهاتهم؟حورت طريقة البحث من الكتابة الى الصور وليتني ما فعلت. طالعتني طفلة تفترش الرصيف تبيع قطعا من الحلوى منكبة على دفترها لتكب واجبها المدرسي ومنظرها يكسر قلب حتى من لا قلب له. وطفلة أخرى بعمر لا يتجاوز التاسعة ترتدي سترة رجل اربعيني تلف بها اخاها الذي احتضنها من الجوع والبرد عند اطراف مزبلة. قطعا كانت تحلم بكيس يحمل شيئا من فضلات المنطيهم الله. ومن يدري فقد تكون محظوظة وتحظى بكيس زبالة قادم من المنطقة الخضراء يحمل شيئا من الهمبرجر الحلال أو الكباب المعطر بالزعفران. ثم توقفت عند صورة لتلميذة في الصف الاول أو الثاني ابتدائي، على الاكثر، وهي منحنية على قبر ابيها واضعة كفيها على عينيها.الله وحده يعلم ماذا كانت تقول له. احتفظت بالصورة على كومبيوتري وافكر في ان ارسل منها نسخا للنجيفي والمالكي مجانا مع سؤالين فقط وهما: هل شاهدتما صور الاطفال هذه من قبل؟ وهل تعرفان ماذا يقرأون؟rnواخيرا: هل انتما تقرآن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram