TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: المطلوب محاكمة الطغاه

في الحدث: المطلوب محاكمة الطغاه

نشر في: 10 ديسمبر, 2011: 10:15 م

 حازم مبيضينمنذ اللحظة الأولى لطرح المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن, كان واضحاً أنها لاتحظى برضا الشارع, ولا تلبي مطالب المحتجين ضد نظام علي عبد الله صالح, لكن الجميع كان يتمنى عليه توقيعها للخروج من عنق الزجاجة على أقل تقدير, وهو ظل يناور لشهور سالت فيها الكثير من الدماء,
لكن ضغوطاً من هنا وبعض الإغراء من هناك, دفعت العقيد اليمني للتوقيع, مشترطاً أولاً تفعيل البند الخاص في المبادرة حول عدم ملاحقته قضائياً, وبما يعني أن الرجل ارتكب من الخطايا ما يستوجب معاقبته, لكنه حصن نفسه ولو مؤقتاً, وترك في مقاعد السلطة الكثير من أعوانه لحماية مستقبله الشخصي, ومنع ملاحقة أبنائه وأصهاره بالكثير من تهم التجاوز على الدستور والقوانين وحقوق المواطنين.صالح وحتى اللحظة يمسك بخيوط اللعبة اليمنية, ويواصل الرقص على رؤوس الأفاعي, والقوات الموالية له والتي يقودها أبناؤه وأصهاره وأولاد عمومته, تواصل قمع المحتجين وتنتقم منهم, وتستمر في تمركزها في المناطق الساخنة, وإن نقلت آلياتها العسكرية من موقع إلى آخر, واستدعى ذلك خروج المتظاهرين الواعين لألاعيب الرجل ومناوراته مجدداً إلى الشوارع والساحات, مطالبين بمحاكمته ومحاسبة أركان نظامه, ومنعهم من الاستمرار في مواقعهم, وطالب هؤلاء رئيس وزرائهم الجديد محمد باسندوة بعدم التشارك في السلطة مع القتلة، بعد أن ضمت حكومته عدداً من أعضاء حزب الرئيس, متهمين بالتحريض على العنف, الذي خلف مئات القتلى بين المتظاهرين خلال عشرة أشهر من الاحتجاجات.توقيع صالح للاتفاق غير كاف بالتأكيد, والثوار السلميون في شوارع وساحات اليمن لن يقبلوا بأقل من مغادرته بشكل نهائي, ومعه كل أركان حكمه, تمهيداً لمحاسبته على أكثر من ثلاثين عاماً حكم فيها البلاد بالنار, واختراع المناورات التي برع فيها, حتى باتت الجزء الأبرز في شخصيته المراوغة, وهو اليوم يحرك القوات الموالية ضد العزل من أبناء شعبه, الذي يجد نفسه مجبراً على طلب نشر مراقبين دوليين, للإشراف على وقف إطلاق النار في المدن  التي قتل فيها المئات, منذ أن وقع صالح المبادرة الخليجية, في محاولة لإيهام الجميع بأنه تخلى عن السلطة, في حين يقيم أنصاره الحواجز في الطرق, ويواصلون لعبة القتل, في أجواء يجري فيها تحريك الفتن الطائفية, ويتم خلالها استهداف مساجد للشيعة, وتندلع المواجهات المسلحة  بين الحوثيين والسلفيين السنة, ضمن مشروع طائفي يراد من خلال وضعه موضع التنفيذ, إدخال اليمن في أتون فتنة مذهبية, تذهب بالأخضر واليابس, إن كان تبقى شيء أخضر في اليمن غير القات.من حق ثوار اليمن وواجبهم أن يقفوا اليوم ضد كل محاولات سرقة جهودهم المستمرة منذ شهور, في محاولة بائسة لإعادة إنتاج نظام صالح بوجه جديد غير محروق, وبأذرع ترتدي قفازات تخفي عورتها, ومن واجبهم الإصرار على محاكمة العقيد الذي تحكم في مصائرهم طوال أكثر من ثلاثين عاماً, وعدم السماح بأن تكون مغادرته مثالاً يحتذى به عند طغاة آخرين, ينتظرون مصيرهم على أيدي شعوبهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram