TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السجناء السياسيون

السجناء السياسيون

نشر في: 13 أكتوبر, 2012: 06:46 م

تأسست مؤسسة السجناء السياسيين بقانون رقم 4 لسنة 2006 لكن بنود القانون الخاص بها لم تدخل حيز التنفيذ الفعلي إلا في سنة 2008. وعاش السجناء  طوال سنوات ما قبل التغيير وما بعده ومعهم نحن في  دوامة ازدهار هذه العبارة  التي تترافق غالبا بسماعنا لقصص انسانية اقرب الى الخيال حينا واكبر من مفهوم استلاب الحرية بكثير، وبقيت الملفات  العالقة في الدائرة المعنية بشؤون السجناء السياسيين وكأنها سجن جديد يعيش فيه هؤلاء السجناء بطريقة او بأخرى، بعضهم لا زال عالقا منذ 2008 كما ذكر لي رضا محمد جعفر وهو يروي "مأساته" التي تقاذفته فيها سجون النظام السابق لثلاث سنوات بلا رحمة، تم اعتقاله وهو في اجازته الدورية التي تمنح له كعسكري ابان الثمانينيات  بحجة تبعيته لايران تلك اللعنة التي الصقت  بالعراقيين نساء ورجالا ودفعوا بسببها  ثلاثين عاما من حياتهم بعيدا عن العراق وفقدوا اموالهم وممتلكاتهم وانتسابهم لوطنهم ومعه ضاعت حقوقهم المادية والمعنوية داخل الخط الفاصل بين البلدين .
رضا محمد جعفر  ذاق  صنوف تلذذ الجبابرة بتعذيبه  وآثار تلك السنوات لا زالت ماثلة على جسده المنهك  وهو  يتنقل ما بين  سجن ابو صخير والفضيلية  والشعبة الخامسة ، وفي كل انتقالة يأخذ حصته من اشكال التعذيب رغم انه كان عسكريا داخل منظومة الجيش العراقي السابق  ومنه تم سحبه الى سجون اجهزة لا تؤمن بالانسان ولا بحقوقه ولا بمبدأ المجرم  والبريء ولكل حقه في محاكمة عادلة  واحترام الذات .
في المؤسسة المعنية بالسجناء السياسيين ملفات لا تنتهي ونعرف جيدا ان هناك من يقوم عليها بكل حرص وتفان ورعاية لاصحاب الحقوق الذين طال  زمن ترقبهم منذ ثلاثين عاما  وهم يعيشون حلم العودة الى هذا الوطن المبتلى بالأزمات ، ونعرف جيدا ان تقصير زمن الحلم  ليس بالمستحيل اذا ما تمت زيادة الكادر المعني بفحص ملفاتهم ومتابعة اوجاعهم والعمل على شطب سجلات الألم من حياتهم التي كلما  امتدت كلما اضيفت لها سجلات قلق وعذاب من نوع متجدد ولبوس  لا نريد له ان يقترب من  الأردية المبقعة بدم الأبرياء كما كان يحصل  قبل عقد من زمننا هذا، تقصير زمن الحلم مسؤولية وطنية  تفتح الآفاق امام آلاف العوائل التي دفعت ضرائب جسيمة وفقدت  بلا ذنب ما لا يمكن تعويضه بسهولة خاصة اذا ما عرفنا انهم يعيشون في ايران  بطريقة تقترب من الكفاف رغم انهم كانوا من اغنياء بلدهم العراق الذي قذفهم الى المجهول  ترضية لأوامر مجحفة صمت عنها كل العالم ولم تهتف الفضائيات ولا الإعلام العربي والدولي  للصراخ  بحقوقهم ولا للكشف عن مأساتهم  كما تفعل الآن  ببراعة  الكيل بمكيالين وهي تصرخ  مولولة على ملفات  نصفها مفبركة ونصفها الاخر سياسي وطائفي ومرتبط بأجندات خارجية  تحقق الشقاق والفرقة بأكثر مما تحقق الأمن والتلاحم .
مؤسسة السجناء السياسيين اطلقت وجبات اسماء متعددة ونحلم بان تعلن قريبا الانتهاء من كل الملفات العالقة لديها في كل المحافظات التي دفع فيها الأبناء دمهم قربانا لعيون بلد يسكن في قلوبهم أينما كانوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: دولة مدنية

" البعث" بدِمشق وبَغْداد.. غساسنة ومناذرة

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

 علي حسين في قراءة الكلمات التي كتبها الشيخ محمد بن راشد رئيس وزراء الامارات، يهنئ الفنان العراقي ضياء العزاوي لفوزه بجائزة " نوابغ العرب " ، نعيد اكتشاف تلك المقولة التي كتبها افلاطون...
علي حسين

قناديل: هدايا (الرفاعي)

 لطفية الدليمي كلُّ كتابٍ ينشره الدكتور عبد الجبار الرفاعي هو هدية حقيقية لقرّائه. أسبابُ هذا كثيرة لعلّ أوّلها هو حفره في أرض صلبة كأنّها الصخر. هو يعرف قبل سواه أنّ هذه التربة الصخرية...
لطفية الدليمي

قناطر: البندقية أم علبة الألوان؟

طالب عبد العزيز في حساب الربح والخسارة أقول بأنَّ علبةَ الألوان أثمن من البندقية. والحقَّ نقول بأن المنطقة العربية التي اعتمدت الإسلام السياسي طريقاً لأنظمتها هي المتسبب بخسارة الشعوب لكثير من مواطنيها وثرواتها، نعم،...
طالب عبد العزيز

الإبداع وروح الأسرة

ياسين طه حافظ هو هذا ما نحتاج له، احياناً من دون ان ندري واحياناً، وهي ساعات الوعي، ندري ونسعى لان نمتلك ونمارس. ما اتحدث عنه، هو الحميمية التوافقية، او "الاسرية" في خلق بيئة، وسطٍ،...
ياسين طه حافظ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram