  بغداد/ المدىبعد زيارة أمين عام الجامعة العربية يوم الخميس الماضي، والتي قرأها بعض المراقبين على أنها تندرج في الضغط على العراق لتغيير موقفه من الأزمة السورية، أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري أن مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة السورية وصلت إلى "طريق مسدود"، موضحاً أن العراق سيحاول إقناع دمشق لقبول المبادرة بدلا من تدويل الأزمة.
 وقال زيباري في لقاء مع قناة "العراقية" شبه الرسمية، إن "المبادرة العربية تجاه سوريا وصلت إلى طريق مسدود"، مضيفا أن "على القيادة السورية قبول وتنفيذ المبادرة العربية لأن موقفاً من هذا النوع سيكون مفيدا للسوريين وخاصة مع عدم تبلور موقف دولي حتى الآن". وتوقع زيباري أن تكون بدايات السنة المقبلة "حاسمة للقضية السورية". من جهة أخرى أعلن مستشار في الحكومة العراقية أمس أن الاتصالات بقيادات المعارضة السورية نجحت، إذ أبدت ترحيبا بالمبادرة العراقية لإنهاء الأزمة السياسية في سوريا.وقال عبد الحسين حميد لوكالة كردستان للأنباء أمس إن "الحكومة العراقية أجرت اتصالات مع المعارضة السورية لإطلاق المبادرة العربية"، مبيناً أن "المعارضة أبدت ترحيباً  بإجراء إصلاحات سياسية حقيقية وإيقاف العنف والاحتجاجات في سوريا". وخلص بالقول إن "هناك اجتماعاً سيعقد بين ممثلين عن المعارضة وممثلين عن النظام السوري في بغداد منتصف الشهر الجاري وستركز المبادرة على إجراء إصلاحات سياسية، وتعدد الأحزاب، وتعديل الدستور، وإيقاف الاعتقالات، وعدم نشر الجيش في القرى والمدن، وإيقاف دخول السلاح من بعض الدول المجاورة لسوريا والتي أججت موجة الاحتجاجات".وكانت الحكومة العراقية قد أكدت أن امتناع العراق عن التصويت لصالح قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية دمشق لم يأت دعماً لنظام بشار الأسد، بل جاء من قناعة أن القرار لا يخدم مصلحة الشعب السوري. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أبدى السبت الماضي استعداد بغداد لاستقبال أطراف المعارضة السورية للتوصل إلى حلول تحقق مطالب الشعب السوري بعيدا عن العنف والحرب الأهلية، وفيما جدد رفضه للعقوبات الاقتصادية على دمشق، أكد أن العراق سيكون قلب المنطقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وتشهد سوريا منذ منتصف آذار الماضي حركة احتجاج تصدت لها قوات الأمن بعنف، وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة مطلع شهر كانون الأول الجاري أن عدد القتلى في سوريا بلغ 4000 شخص في الأقل، واصفة الوضع بأنه أشبه بحرب أهلية.