افتتاح سدة الهنديةمنذ أوائل القرن التاسع عشر ، أخذ نهر الحلة الذي يأخذ مياهه من نهر الفرات عند منطقة الهندية بالتضاؤل تدريجيا . وفشلت المحاولات العديدة لإعادة المياه حتى جف تماما في عام 1885 . وأخذت العشائر التي تسكن حوله وأغلبها فلاحية بالانتقال إلى مناطق أخرى . وفي عام 1890 أنشئت سدة على نهر الفرات ، سميت نسبة إلى مهندسها الفرنسي شونديرفر ،
ومن المؤسف أن الطابوق المستخدم في بنائها جلب من خرائب بابل الآثارية القريبة منه .غير أن هذه السدة سرعان ما بدأت بالتهدم يوما بعد يوم حتى عاد الأمر كما كان سابقا وأكثر . وفي أواخر عام 1908 استدعت الحكومة العثمانية المهندس البريطاني الكبير وخبير الري السير وليم ويلكوكس ، لبحث موضوع الإصلاح المائي في العراق .وبعد الدراسة والبحث الميداني توصل ويلكوكس إلى عدد من المقترحات الكفيلة بحل مشكلة الري ، ومنها إقامة سدة حديثة على نهر الفرات في موضع يقع أعلى السدة القديمة بثمانمئة متر . أخذت الحكومة العثمانية بالرأي واتفقت مع شركة جاكسون الانكليزية لبناء السدة الحديثة ، وبدأ التنفيذ في شباط 1911 ، وجرى العمل بدقة متناهية واستخدم نحو 1500 عامل محلي ، وبلغت التكاليف ربع مليون ليرة . وفي مثل هذا اليوم من عام 1913 جرى الاحتفال بافتتاح سدة الهندية ، وكان احتفالا مهيبا حضره وكيل الوالي محمد فاضل باشا الداغستاني وكبار رجال الولاية والهيئات الأجنبية ، لتتدفق المياه إلى نهر الحلة على ما هو عليه اليوم .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 11 ديسمبر, 2011: 09:29 م