TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:"موازنة" وبلنص

نص ردن:"موازنة" وبلنص

نشر في: 11 ديسمبر, 2011: 09:49 م

 علاء حسن أطراف مشاركة في الحكومة ، تتمتع بثقل كبير داخل مجلس النواب ، لوحت بوقوفها ضد المصادقة على موازنة العام المقبل ، وطالبت بتنفيذ مطالبها المتعلقة بإطلاق سراح معتقلين ، وضمان الحصول على وظائف حكومية لأنصارها ومؤيديها ، مستندة في ذلك الى اتفاق سابق على تطبيق تلك المطالب ، ولكنها لم تجد طريقها للتنفيذ .
مع وصول الميزانية الى مجلس النواب ، دخلت ومن أبواب واسعة لميدان التجاذب السياسي السائد في العراق ، والكتل النيابية تحرص على طرح مطالبها في كل مناسبة وفرصة تراها ملائمة لتحقيق أهدافها ، فهناك  من دعا الى إجراء تعداد عام للسكان فوري وعاجل،  لغرض ضمان التوزيع العادل لأموال الموازنة بين المحافظات ، وآخر استخدم نبرة صوتية عالية للدفاع عن حقوق المكونات وتمثيلها في المناصب المهمة والمواقع الرسمية ، والحديث عن الموازنة اخذ مديات شاسعة ، ولم نسمع أحدا يتحدث عن الضمان الاجتماعي ، ورفع المستوى المعيشي ، وإنقاذ الملايين من المكوث الطويل والمزمن تحت خط الفقر .يقال أن موازنة العام المقبل بلغت نحو 100 مليار دولار، والعراقيون يجيدون لغة الأرقام حينما يقارنون مليارات اليوم بالأمس ، ويطرحون أكثر من سؤال وعلامات استفهام بحجم قارة آسيا الطبيعية وليس على الخريطة حول العوائد المتحققة لهم من الموازنة ، أي بمعنى آخر تطوير التنمية الاقتصادية والبشرية والانتقال الى مرحلة جديدة ، عنوانها العريض ضمان المستقبل والعيش برفاهية واستقرار وانتعاش اقتصادي واضح ،  تنعكس صوره على الواقع الاجتماعي وحتى النفسي ،وبسبب تدني دخل الفرد العراقي ونتيجة خضوعه لاستبداد الأنظمة أصبح أضحوكة  بين شعوب دول الجوار ، وهي لا تمتلك من الثروة النفطية  بقدر مخزون العراق من النفط الذي أصبح وبالا علينا منذ اكتشاف بابا كركر.قبل دخول الموازنة في نفق التجاذب السياسي ، تقع على ممثلي الشعب من أعضاء مجلس النواب مهمات كبيرة من أبرزها طلب الجداول الختامية لموازنات السنوات السابقة وكشف الإنفاق الحكومي الخاص بالايفادات وشراء السيارات المدرعة ،  والمبالغ المخصصة للشركات الأمنية وكلابها البوليسية المسخرة لحماية كبار المسؤولين،  وهناك مهمات أخرى يعرفها ممثلو الشعب لكنهم يغضون الطرف عنها ، لأنها تثير الأزمات وتعرقل مسار الحكومة ، فبعد ضبط الموازنة "الميزانية" يتم الانتقال الى البلنص ، لكي تسير العملية السياسية من دون" رجفة "  ولا تميل نحو اليمين واليسار ، تمشي نحو أهدافها في تحقيق مطالب الشعب العراقي ، وفي مقدمتها الارتقاء بالمستوى المعيشي . الناخبون على اختلاف قومياتهم ودياناتهم ومذاهبهم يتطلعون لدور النواب في بلورة موقف موحد للتصويت على الموازنة ، وأي خلاف يبرز ستنعكس آثاره السلبية على المسيرة ، ومن المهم والضروري ضبط الموازنة والبلنص بطريقة الكترونية ، لان أي خلل في ذلك يجعل مسار الحكومة والعملية السياسية يتجه نحو منحدر خطير ، والتوقعات ترجح حصول اتفاق على التصويت ، لأن الموازنة تكفل للجميع صرف نفقات الحماية والإيفاد وتمويل وسائل إعلامية تابعة لأحزاب متنفذة تحرص على نجاح سير العملية السياسية بميزانية وبلنص!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram