TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت الضغط العالي..عـــلاوي ثانيـــةً

تحت الضغط العالي..عـــلاوي ثانيـــةً

نشر في: 11 ديسمبر, 2011: 10:10 م

 قيس قاسم العجرش التحذيرات التي أطلقها إياد علاوي من الدور الإيراني في العراق بدت مستوحشة لمكانها سواء في التوقيت أم بين الأحداث المتزاحمة على رأس العراقيين هذه الأيام. علاوي يعود لممارسة الأسلوب الخطابي والكلامي التحفيزي ذاته الذي كان هو السمة العامة لكلام السياسيين في عهد ديمقراطية الطائفة المستعصي.
من حيث الواقع لا جديد في كلام علاوي عن "الخطر" الإيراني إذا ما قيس بمنطلقات الآخرين الذين سبقوه بسنوات من النفخ الطائفي عبر التحذيرات وعبر الكلمات المستهلكة ذاتها.نسي السيد علاوي أن ينتبه إلى أن منفذ دخول إيران وغيرها إلى الساحة العراقية لم يكن الأميركيون أنفسهم بقدر ما كان التناطح السياسي الداخلي واستعراضات الدم وسيرك التصريحات هو الباب الأفضل للولوج الخارجي. هؤلاء الذين يتمرغون بعشق دول الجوار والذود عن أسمائها المقدسة هم الأخطر من الدور الإيراني الذي يحذرنا منه علاوي. إن كنا مؤمنين بأن إيران دولة لا علاقة لها (أو هكذا يجب) بالشأن العراقي فمن الأفضل أن نعرف المصلحة الوطنية أولاً ونتحراها قبل أن نرفع صافرات "راقب الخط" التي يجيد دورها السياسيون منذ مدة.ربما نسي السيد علاوي أن مجلس النواب الذي يشتاق إلى رؤياه هو المكان الأفضل لمناقشة واقع الأخطار المحيطة بالعراق، وهو المكان الأفضل والأكثر دستورية لمحاسبة الحكومة عن أي تقصير تغرق فيه حالياً وهو الدور الذي تخلّى عنه علاوي باعتباره رئيساً لكتلة نيابية من اجل عيون "ثلث" المناصب الحكومية التي حجزها قادة كتلته وفرسانها الأشاوس.التخادم المتبادل الذي كانت تطلق به هذه التصريحات أصبح سمجاً جداً على أسماع العراقيين، ينبري أحد هنا ليحذر من خطر إيران فيقفز "رادود" آخر ليحذر من خطر السعودية ثم يعقبهم ثالث يشتم سوريا ورابع يلعن تركيا وربما يردفهم نذير آخر "يهدّ" على الكويت وأهلها. اللعبة التلفزيونية نفسها التي اعتاد عليها العراقيون وهم يرقبون منذ سنوات أخبار الساعة الثامنة وشريط الأخبار في الفضائيات.الحل المعجزة بالنسبة للعراق اليوم لا يعدو أن يكون تفعيلاً لدور المؤسسات الدستورية الموصوفة في الدستور، البرلمان والمحكمة الاتحادية والهيئات المستقلة ورئاسة الجمهورية. لكن وللأمانة، هناك من حوّل الدستور إلى قيمة كتيب لإشارات المرور أو وصفات الطبخ، لا قيمة تعتد لأحكامه إذ أن العبرة ليست في تبجيل مواده قدر احترامها وتنفيذها.ننتظر من السيد علاوي وباقي رؤساء الكتل الأوفياء لرئاستهم وأصوات الناس التي في رقابهم أن يعوا ولو قليلاً حجم الضياع الذي أوصلوا العراق إليه وأن يقيموا بجدية خطر التيه العراقي الداخلي قبل أن يحذرونا من أخطار تركيا وإيران وغيرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram