طه كمر قبل فترة طويلة ومنتخباتنا الوطنية لجميع الألعاب تعد العدة للمشاركة في الدورة العربية ..هذا المحفل الكبير الذي طال انتظاره كي نبدأ خلاله رحلة التتويج وحصد الميداليات ليتوضح لنا جيدا مستوى الرياضة العراقية خلال هذه الفترة التي تحدّث خلالها المعنيون بالشأن الرياضي كثيرا اننا بانتظار المشاركة واعداداتنا متواصلة خلال المعسكرات التدريبية الخارجية والداخلية للوقوف على جاهزية منتخباتنا المشاركة، ومللنا من عبارات (التحدي)
التي تحدّث بها رؤساء الاتحادات وأمناء السر وأعضاء الاتحادات ومدربو منتخباتنا الوطنية ولاعبونا.. ففي كل تصريح تبدأ عبارات التحدي وفي مقدمتها اننا سنذهب ليس للمشاركة فقط ، بل لتأكيد حضورنا وتحطيم أرقام قياسية وحصد الميداليات الملونة فالعراق لم يكن اسماً مكملاً لهذه الدورة ،بل انه سيكون رقما صعبا جدا لا يمكن قهره بسهولة .إلا أننا فوجئنا تماما لا سيما خلال اليومين الأولين عندما تسابقت المنتخبات العربية على حصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية فيما لم تحقق منتخباتنا الوطنية سوى ست ميداليات خمس منها فضية وواحدة برونزية توزعت على منتخب بناء الأجسام الذي حصد لاعبوه ثلاث ميداليات فضية تقاسمها مهدي حسن بوزن 65 كغم وأحمد جبار بوزن 70 كغم في الوقت الذي أحرز فيه الميدالية الثالثة اللاعب علي جويد بوزن 75 كغم وكذلك حصل منتخب الرماية على ميدالية فضية أيضا كانت من نصيب الرامي ضياء عباس بفعالية المسدس الهوائي لمسافة 50 مترا، وأحرزت الميدالية الفضية الخامسة اللاعبة ايمان الرفيعي لمنتخب الشطرنج بفعالية الشطرنج الخاطف للنساء ليأتي دور اللاعب حسين علي حسين الذي أحرز ميدالية برونزية لمنتخب الجودو .هذا العدد من الميداليات التي تحققت والتي جعلتنا نحتل مركزا متأخرا اسوة ببقية المنتخبات المشاركة تدعونا لوقفة جادة وصريحة كونها لا تتلاءم مع التحضيرات التي بدأتها اتحاداتنا منذ فترة طويلة فمن غير المنطقي أن تخفق منتخباتنا في احراز ولو ميدالية ذهبية واحدة للألعاب الجماعية أو الفردية لا سيما ان الفعاليات الفردية من الممكن تقديم فيها مستوى عالياً واحراز الذهب خلالها لكن يبدو ان الرياح سارت بما لا تشتهي سفننا.وأنا على يقين ان الأعذار متوفرة لدى القائمين على هذه الألعاب فسوف يرمي الجميع باللائمة على الظروف التي يعيشها البلد ويعلـّقوا أسباب تلك الانتكاسات على شماعة البُنى التحتية والإعداد الفقير وغيرها من المبررات التي لا تقنع ، فالجميع توفرت لديهم معسكرات خارجية في دول متطورة بجميع الألعاب، لماذا لم يظهروا بالصورة التي كنا نطمح لها خصوصا منتخبات السلة والطائرة والتنس؟ فمنتخب السلة لم يخسر المباراة بفارق يوحي الى انه جاء للمنافسة ، بل جاء من أجل المشاركة فقط فما بال مدرب المنتخب ولاعبيه عندما يخسرون أمام منتخب الجزائر بفارق 17 نقطة فيما خسر امام منتخب مصر بفارق 33 نقطة وهذه تمثل كارثة الكوارث.. لا أعرف ماذا سيقول القائمون على منتخب السلة وأين يرمون الكرة بملعب مَن؟ فاذا قالوا: الظروف لا اتصور ان ظروف منتخب مصر بأفضل من ظروفنا، فمصر لم تشهد الاستقرار منذ عام كامل فيما تطور الوضع في العراق واستقر بصورة جيدة وعادت الامور طبيعية منذ زمن .ولا يخفى علينا ما تعرض له منتخب الطائرة الذي خسر هو الآخر مباراتيه امام منتخبي البحرين والاردن ، لذا يجب مراجعة كل الحسابات بشكل جيد بعد هذه الدورة التي تعد مقياساً لرياضتنا وما وصل اليه العراق خلال هذه الفترة الزمنية واعادة النظر بكثير من الامور للحاق بركب الدول التي تجاوزتنا في جميع الالعاب الرياضية بعد أن كان العراق منافساً على مرّ الأزمنة .
بصمة الحقيقة :منتخباتنا الى أين؟
نشر في: 12 ديسمبر, 2011: 07:45 م