بقلم وليام دنلوب تبدو القوات العراقية جاهزة لتولي زمام الأمن في الداخل، إلا أن تركيز جهودها على التصدي لأعمال العنف في البلاد خلف قصورا كبيرا في قدرتها على التصدي للأخطار الخارجية، بحسب ما يرى مسؤولون عراقيون وأميركيون.
وبرغم الجهوزية المبدئية للقوات العراقية على صعيد الأمن الداخلي، إلا أن هذا الأمر لا يعني أنها باتت قادرة على منع كل الهجمات التي لا تزال تستهدف بشكل شبه يومي مناطق متفرقة في البلاد. وتستعد القوات الأمنية العراقية لتولي زمام الامور الامنية داخليا وخارجيا وحدها، فيما تعمل القوات الأميركية على استكمال انسحابها من البلاد بحلول نهاية العام الحالي، على أن يبقى عدد صغير من المدربين. ويقول الفريق روبرت كاسلن، مدير مكتب التعاون الأمني في العراق، ان "القوات العراقية بنت على مدار السنوات الثمان الماضية قدرات تخولها التعامل مع التهديدات الداخلية". الا انه استدرك خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس "لكن هذه القوات لم تبن بعد قدرة تخولها التعامل مع التهديدات الخارجية".ويشرف كاسلن على عمل 157 جنديا أميركيا وحوالي 763 متعاقدا مدنيا يوفرون التدريب للقوات العراقية وذلك تحت سطلة وإشراف السفارة الأميركية في بغداد.ويقول المسؤول الأميركي إن "معظم عملنا يتناول التهديد الخارجي، وذلك بهدف تدريب القوات الأمنية العراقية على التعامل مع ذلك، كون هذه القوات ركزت جهودها أساسا على التهديدات الداخلية خلال السنوات الماضية ".ويبلغ عدد أفراد القوات الأمنية العراقية حاليا حوالي 930 ألفاً، بينهم 650 ألف عنصر شرطة و280 ألف جندي، علما أن عدد عناصر القوة الجوية والبحرية يبلغ حوالي 10 آلاف مقاتل، بحسب أرقام حكومية .وكان رئيس هيئة أركان الجيش العراقي الفريق بابكير زيباري قد أعلن في وقت سابق أن القوات العراقية تحتاج إلى سنوات قبل أن تصبح جاهزة بشكل كامل للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي. وبحسب تقرير صدر نهاية تشرين الأول عن المفتش العام الأميركي الخاص بالعراق لإعادة الإعمار، فان "زيباري يعتقد أن وزارة الدفاع لن تكون قادرة على تنفيذ كل مهام الدفاع الخارجي حتى ما بين عامي 2020 و2024".وأضاف زيباري إن "العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن أجوائه حتى العام 2020 على اقل تقدير"، مشيرا إلى أن "جيشا من دون تغطية جوية يتحول إلى جيش مكشوف".وكان العراق تقدم بطلب للحصول على 18 طائرة مقاتلة أميركية من طراز "اف-16" الا انه لا يزال يحتاج إلى سنوات لتسلمها ووضعها في الخدمة.وفشلت مفاوضات بين بغداد وواشنطن بشان بقاء مجموعة صغيرة من المدربين الأميركيين في العراق بعد العام 2011، بعدما رفض العراق منح الجنود الأميركيين حصانة قانونية، وهو ما يصر عليه الجيش الأميركي.وقال كاسلن إن مهمات التدريب التي كان يجري الحديث عنها تشمل تحضير القوات العراقية للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي. وأضاف "أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو حول كيفية انجاز مهمات التدريب في العراق إذا لم تتواجد هذه القوة التدريبية هنا". وتابع المسؤول الأميركي "نقوم بعملنا حاليا وكذلك بالتفكير في الخيارات التي نمتلكها ثم مناقشتها مع الجيش العراقي"، لافتا إلى أن هذه الخيارات تشمل تدريب القوات العراقية في أماكن أخرى في المنطقة، وبالنسبة إلى القادة الكبار يكون تدريبهم في الولايات المتحدة او في دول حلف شمال الأطلسي. وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن قد أعلن في تشرين الثاني انه وإن كانت القوات الأمنية العراقية قد أثبتت كفاءتها في ما يتعلق بالأمن الداخلي، إلا أن الطريق أمامها للتعامل مع الدفاع الخارجي لا تزال طويلة.واعتبر اوستن ان التركيز على الامن الداخلي كان له تأثير على الاستعدادات للتعامل مع الدفاع الخارجي.
القوات العراقية: جهوزية داخلية مبدئية وقصور فـي الدفاع الخارجي

نشر في: 12 ديسمبر, 2011: 08:30 م









