دخلت رواية الكاتب العراقي علي حداد التي تحمل عنوان "أيام كنا نحتال على الأشياء" ضمن مسابقة جائزة بوكر العربية التي يشارك فيها خيرة الروائيين العرب، والرواية صادرة عن دار نشر "ديوان شرق غرب".
وفي روايته يدوّن علي حدّاد تفاصيل تجربته الذاتية المريرة في الأسر في السجون الإيرانية على أثر حرب الخليج الأولى، مسجلاً من خلالها سيرة جماعية لمئات العراقيين الذين عاشوا تجربة الأسر في زنازين الموت معه. يكتب حدّاد روايته هذه لشعور منه بالواجب في تدوين هذه المرحلة بكل تفاصيلها "للتاريخ".تبدأ الرواية وفق صحيفة "الراي" الكويتية في حافلة تقلّ مجموعة من الأسرى العراقيين، بينهم الكاتب، إلى الحدود العراقية. هي الرحلة الحلم إلى الحرية. خلال تلك الرحلة، يسترجع حدّاد تجربته، وتجربة من عرفهم في الأسر. فتأتي الرواية وكأنها تدور في ذهن الكاتب أو في ذاكرته. يسرد يوميات الأسر، أزمة السجائر والطعام ودورة المياه.ينقل الأحاديث التي كانت تدور بين الأسرى، وبينهم وبين سجانيهم. يتناول الأزمات النفسية التي كانت تعصف بهم، وموجات التعذيب التي لم ينج أحد منها. في الواقع، يركز حدّاد اهتمامه على الآخرين. ينتقل من أسير إلى آخر، مستعرضاً ماضيه وحاضره، مخاوفه وآلامه وأحلامه.يذكر الكاتب، على سبيل المثال، أنه كان عند الغروب من كل يوم، حين ينظر إلى الجنود والأسرى، يراهم بعينه التي في رأسه مثل قرود أو حمير برئوسها وآذانها وعيونها وذيولها.يرى كل من حوله حيوانات تأكل وتتكلم.. بل تنهق. تمثل هذه الحالة واحدة من الأزمات العميقة غير السوية التي خبِرها، والتي أوردها في في بعض فصول الرواية.تنتهي الرواية من حيث بدأت، من الحافلة التي تقل الأسرى إلى العراق. يصف حدّاد لحظة الحرية.
"أيام كنا نحتال.." رواية عراقية في جائزة البوكر
نشر في: 2 أكتوبر, 2009: 05:13 م