TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: الشهادة الجامعية قـبــل الإعـداديــة!

وقفة: الشهادة الجامعية قـبــل الإعـداديــة!

نشر في: 12 ديسمبر, 2011: 09:51 م

 عالية طالبأغرب ما سمعته دائما يصدر عن بلدي الجريح، وأصعب ما نعيشه ان نرى العجب في بلد اختلطت فيه الأوضاع لأسباب كثيرة ، منها  ما فعله النظام السابق بتشريد أبنائه إلى  بلدان الله ومنها ما ساهمت الظروف العجائبية في صنعه وتحويله إلى واقع فنطازي ، ومن هذه السريالية العجيبة  ما أصدرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية بكتابها المؤرخ في 4-5-2011 والذي جاء إلحاقا بكتابها المرقم 12س-414 في 17-2- 2011والموجه إلى دائرة البعثات والعلاقات الثقافية بعد مذكرة لهيئة الرأي،
 وتشير فيه إلى معادلة شهادة الحاصلين على شهادة جامعية  أولية وعليا من الحوزات الدينية في الجمهورية الإسلامية قبل حصولهم على شهادة الإعدادية !! وتتم هذه المعادلة عبر إجراء امتحان لهم في التخصصات الإنسانية والعلمية ومنها الأدبي والعلمي والتجاري والصناعي –  وعبر الاشتراك في امتحانات الدور الثاني لهذه الاعداديات الأدبية والعلمية وهذا يعني ان هناك من يحمل شهادة أولية وعليا  في المجالات الطبية والهندسية أيضا وينتظر ان يداوي الناس أو يبني الجسور والعمارات بعد تعيينه الأكيد في المؤسسات المتخصصة  تطبيقا لمبدأ العدالة التي حرمنا منها النظام السابق وهو  يهجر الأبناء قبل  حصولهم على الإعدادية ليعودوا وهم  خريجو جامعات وماجستير ودكتوراه !!هل يمكن ان تقرر وزارة متخصصة بمثل ما تقرره وزارة التعليم العالي لدينا ؟ وهل يمكن لأي بلد ان يصدر أوامر سريالية مثلما نفعل نحن ؟ وكيف يمكن ان  نسلم أرواح أجيالنا وطلبتنا  لأشخاص  لم يمروا بالتسلسل التدريسي  المطلوب في العالم كله ، ذكرني  هذا بما حصل لأبناء العراقيين في  مدارس جمهورية مصر العربية التي لجأنا إليها بسبب تردي أوضاعنا  الأمنية إذ لم تقبل  مدارسها الابتدائية تسجيل طلبتنا لأننا لم نجلب معنا شهادة تثبت أنهم سجلوا في رياض الأطفال وتخرجوا منها بما يؤهلهم للدراسة في  المدارس الابتدائية ، وكثير من العوائل أضاعت سنوات من عمر أبنائها وهي تحاول ان تحصل من العراق على شهادة من أية  روضة للأطفال سبق ان سجلوا فيها ومعروف اننا لا نهتم كثيرا لهذا الأمر وليس كل أبنائنا مسجلين في الروضات عدا  من تكون أمهاتهم موظفات ومجبرات على ترك أطفالهن .شعرت بأنني اسمع خبرا لا علاقة له بالعراق، وبأنني أتمتع بظاهرة حول ذهني لم تصب  عراقيا من قبل ، وبأننا لابد من ان نجد تفسيرات مفهومة لهذه القرارات ليس لأنها تتعلق  باجتهادات معينة بل لأنها  ذات علاقة بمستقبل العراق العلمي والأكاديمي والذي تمتع طوال حياته  برصانة علمية  مشهودة  برغم كل ظروف الحروب والحصار والقتل والسجون والاضطهاد بقيت المؤسسة العلمية العراقية  راقية في قراراتها المدروسة بعناية تامة .ترى أين سنجد التفسير  الحقيقي لدخول  حامل شهادة الماجستير والدكتوراه إلى امتحانات الدراسة الإعدادية كطالب خارجي ليكمل مستلزمات تعيينه في  جامعات العراق التي باتت اليوم تشهد الكثير من  المستجدات العلمية واللاعلمية ودائما ما خفي كان أعظم والحمد لله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram