ترجمة: نجاح الجبيليرحلت الأسبوع الماضي عن 71 عاماً الكاتبة المسرحية شيلا ديلاني المعروفة بمسرحيتها "مذاق العسل" التي تحدت بها عدداً من التابوات في بريطانيا في الخمسينات من القرن الماضي.هذه الكاتبة المثيرة للجدل المولودة في سالفورد التي تناولت الواقع المزري لحياة الطبقة العاملة كانت من رائدات الحركة المسماة "واقعية حوض المطبخ" في أواخر الخمسينات والستينات.
كانت في التاسعة عشرة حين نشرت للمرة الأولى مسرحية "مذاق العسل" في عام 1958، وأحرزت نجاحاً سريعاً بعد عرضها في لندن ونيويورك. وهي قصة مؤثرة عن حمل فتاة مراهقة بعد ليلة واحدة مع بحار أسود وعلاقتها المساندة لفنان مثلي وأصبحت هذه المسرحية إحدى أهم المسرحيات التي أظهرت الطبيعة النسوية في الخمسينات.وقد حولت المسرحية إلى فيلم من تمثيل ريتا تشينغهام كتبت السيناريو له ديلاني نفسها وأخرجه توني ريتشاردسون، وأحرز الفيلم جائزة البافتا ونقابة الفنانين لأحسن سيناريو.وقالت الممثلة توشينغهام لصحيفة الغارديان:" إن ديلاني كانت شخصية مهمة في بداية مهنتها. وأنا في منتهى الحزن لرحيل هذه الموهبة المدهشة".وقالت وكيلتها للسنوات الخمس عشرة الأخيرة جين فيلير:" لم تكن ثمة كلمة لا نفع لها. كل كلمة لها معنى معين. كانت في غاية الدقة في رسم الشخصيات".كانت ديلاني ابنة مفتش باصات من أصل إيرلندي كتبت مسرحية "مذاق العسل" حين كانت في الثامنة عشرة بعد رؤية مسرحية ترنس راتيغان " تنويع على ثيمة" فأبدت انزعاجها منها لأنها شعرت بأن مسرحيته صورت المثلية بشكل متبلد.كتبت هذه المسرحية في أسبوعين وأعدتها عن رواية كانت في ذلك الحين تعمل عليها. مسرحيتها الثانية "أسد الحب" التي تصور عائلة فقيرة وزواجاً صعباً، لم تتمتع بالنجاح النقدي حين افتتحت في 1960. ولم تكتب حينها للمسرح مرة أخرى حتى عام 1979، حين نقحت مسلسلها الذي كتبته للبي بي سي بعنوان:" البيت الذي بناه جاك".خلال ذلك كتبت سيناريوهات: "الباص الأبيض"-1969 و"جارلي ببلز"-1967 و"القمر الهائج"-1979 وسيناريو لفيلم "الرقص مع الغريب" عام 1985 المعتمد على قصة روث أليس وهي آخر امرأة يتم إعدامها بسبب جريمة في بريطانيا.كان دافعها التمرد ضد المسرح الذي تزعم أنه لا يصور "الحياة التي يعرفها الناس العاديون" وقد وجدت نشاطاً في مدينة "سالفورد" التي حفزتها على الكتابة. وقالت في فيلم مصنوع عام 1960 لكين رسل:" اللغة حية. إنها تعيش وتتنفس وأنتم تعرفون بالضبط من أين تأتي. مباشرة من الأرض. وبعد أن تنزل النهر فإنها رومانسية إذا بالإمكان مقاومة رائحتها".وقالت المؤلفة "جينيت ونترسون" التي كانت ديلاني مصدر إلهام لها بأن موهبة ديلاني قد ذوت بسبب جنسها. وأضافت:" كانت مثل المنارة- وهي تشير إلى الطريق وتحذر من الأحجار التي تحت. كانت الكاتبة المسرحية الأولى التي كتبت عن الطبقة العاملة فهي تمتلك جميع المواهب".وكانت المغنية "موريسي" كثيراً ما تشير إلى كتاباتها في أغانيها بالأخص أغنية "هذه الليلة فتحت عينيّ" وقد ظهر وجهها على غلاف ألبوم جماعي لفرقة "سميث" المسمى "أثقل من قنبلة" وفي ألبوم مفرد بعنوان"صديقة مغميٌّ عليها" كما أن فرقة "البيتلز" كانوا من محبيها وقد سجلوا نسخة من إحدى ثيمات ألبومهم من فيلم "مذاق العسل" المعد عن مسرحيتها.
رحلتْ شيلا ديلاني وبقي (مذاق العسل)
نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 06:52 م