بغداد/ المدىضمن المنهاج الدوري لبيت الشعر العراقي، احتفى مؤخراً، وفي أصبوحته (امضاءات2) بإصدار ثلاث مجاميع شعرية لكل من الشعراء: علي محمود خضيّر، صفاء خلف، وميثم الحربي، التي كانت قد صدرت قبل أشهر عن دار "الغاوون" في بيروت و"الجفال" في دمشق.
وفي الأصبوحة التي حضرها جمع من الأدباء والفنانين ووسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، ذكر مقدمها الشاعر زاهر موسى :" ان بيت الشعر لايحتفي بتجارب شعرية جديدة، وانما بتجارب متنوعة تحفل بالجديد، وهو في ذلك يحاول أن يؤسس لفكرة ان الأجيال التي تأتي محتفى بها دائماً"، ثم تحدث عن رؤيته لميزة كل شاعر في اطار كتابته للقصيدة اليوم، اذ أشار الى ان "انتماء علي محمود الى روح البصرة، عبر الهروب من الزمن والمساس باللحظات الطائشة"، في حين نظر الى أن "شعر صفاء خلف هو أكثر مساساً بتجارب الشعر الفرنسي"، وان قصيدة "الحربي يطرح فيها تساؤلات كبرى ازاء الحياة والوجود الإنساني وفداحة الخسارات التي يعيشها الشاعر- الإنسان".أول الشعراء المحتفى بإصدارهم الجديد، هو علي محمود خضيّر، والذي قال أمام الجمهور:" ان الحديث عن مفاهيم نهائية توصف التجربة الشعرية هي مغامرة كبيرة، لأن أي تصور أو مفهوم نعتقده هو مفهوم عارض ومؤقت سرعان مايتغير بمرور الوقت...".ومما قرأه خضير في الأصبوحة، قصيدة (كأنّ لاليل قبله)، وفيها نطالع: "كان يشعر بالوحشة/ وحشة من يموت الليلة./ كأنّ جماعة من الموتى أو الملائكةِ/ ينتظرونه كي يأخذوه معهم/ حيث لارجعة أبداً..." أعقبه صاحب كتاب "زنجي أشقر"، ففي ورقة قدمها عن تجربته في مطبوعه الأول هذا، ذكر الشاعر صفاء خلف:" يبدأ الشعر حين يكون طفولة، لغة تشبه خيالات الصغار وهم يتخيلون عالم أبائهم بلعبة "بيت بيوت"، ان وجد الزيف في طريق الى الشعر، صار مزبلة، الشقاء الأكبر الصانع للتجربة الفذة، أن تكون بدائياً رافضاً للبنى الفوقية و التحتية، حتى الملابس الداخلية". ثم قرأ (يدوّرون وجوههم بالماء)، وفي مقطع منه: "من يرسم على مرايا الله/ الأرض جوع؟!/ كيف لخرائب القصب،/ أن تطلق فراشة دون عار؟!هل يطفئ الدم ظمأ الفائتين على حرائقهم/ ملء أوجاعهم، ضحكة غيظ؟!..".وجاء من ورقة الشاعر ميثم الحربي، المحتفى بإصداره الشعري الثاني:" مجموعتي هذه هي إحدى مندرجات الكتابة في مناطق ما بعد (موت الايديولوجيا). هكذا وُصفت من قبل بعض من كتب عنها وقرأها من المهتمين بالأدب وتحديداً الشعر. ربما لأنني من المواليد التي لم تبلغ سن التأدلج، أو هي رغبة البعض الذي مل التجريب والانتماء لمقولة كبرى إما حزبياً ، أو فكرياً...".كما قرأ الحربي قصيدته (هياكل الغسق)، ومنها هذا المقطع: "دُمنا/ يهدرنا هكذا قطرةً قطرة/ لايسدّه سوى الإستمرار/ نحمله فينا غسقاً لاينضب/ يُعلـّقنا هياكلَ مُزاح موجع/ يعبرنا وقتاً مزركشاً بأقمار خربة...".تلا ذلك توقيع الشعراء الثلاثة لكتبهم: "الحالم يستيقظ"، "زنجي أشقر"، و"أقول: آه فتكرّر الكلاب نباحي"، اذ جرى اهداء الحضور من الجمهور نسخاً من الإصدارات الشعرية هذه، وسط احتفاء الأصدقاء واهتمام وسائل الإعلام المختلفة.
"امضاءات"على شاطئ دجلة في شارع المتنبي
نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 06:53 م