علاء حسن وزارة التخطيط وفي آخر تقرير لها أعلنت أن نسبة البطالة بين القادرين على العمل من العراقيين بلغت 15 % ، والنسبة بالأرقام تعني الملايين ، ومن المرجح أن تضاف أعداد أخرى ، وسط غياب الإجراءات الرسمية لمعالجة هذه المشكلة التي يتعرض لها الشباب من خريجي الجامعات الرسمية والأهلية ، ويحملون شهادات صحيحة الصدور .
الوزارة لم تعلن عن نسبة البطالة في إقليم كردستان ولكن الحكومة في أربيل أكدت أن النسبة صفر والشباب هناك لا يعانون مشكلة الحصول على فرص العمل ، لأن اتساع نشاط القطاع الخاص ، ووجود الشركات الاستثمارية والبيئة المناسبة للاستثمار عالجا المشكلة حسب الأصول ، فأصبحت محافظات الإقليم تستقطب العاطلين من المدن الأخرى ، وهذه الحالة تصطدم في بعض الأحيان بعقبات وعراقيل ، تتعلق بجوانب أمنية . لا حل أمام من يعاني البطالة سوى اللجوء إلى" السايبا " وهذه المفردة لا تعني التسيب أو مرادفاتها بل التحرك السريع للحصول على سيارة أجرة تحمل هذا الاسم ، والعمل سائق أجرة في شوارع بغداد المزدحمة ، والحصول على دخل يومي ، يختلف مقداره بين سائق وآخر ، ويعتمد على الشطارة ، وإمكانية تجاوز السيطرات بطرق مبتكرة لضمان وصول "العبري " إلى المكان المقصود بأسرع وقت وبسلامة تامة .شوارع بغداد اليوم أصبحت عبارة عن مشهد تتحرك فيه العجلات الصفر من "السايبا" وغيرها من سيارات الأجرة ، وفي الأيام المقبلة سينضم المزيد ، لأن وتيرة استيراد السيارات مازالت مستمرة، ويبدو أن إيران قدمت تسهيلات لكي تكون صناعتها للسيارات الأولى في العراق .العاطلون عن العمل اعتمدوا الأساليب القديمة في البحث عن وسيلة للرزق ، وفي زمن النظام السابق ، وبفعل العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق بسبب حماقاته ، اضطر الكثير من العراقيين لبيع" ذهبات نسوانهم" أو غرف نومهم لافتتاح بسطية والوقوف على باب الله لضمان الرزق اليومي وشراء سلة الغذاء للأسرة خالية من اللحوم والفواكه ، لأنها معروضة بأسعار مرتفعة و والمغضوب عليهم لا يستطيعون الاقتراب منها . تقع على الحكومة مسؤولية اتخاذ خطوات جدية لمعالجة مشكلة البطالة، نظرا لما تحمل من تداعيات اجتماعية ، فالعوز المادي، يهدد الاستقرار الأسري ، والرجل المفلس العطال البطال يعاني أزمات نفسية وربما في ساعة غضب يرمي يمين الطلاق أمام زوجته ، في حال رفضها بيع ما تملك من نيشان الزواج لإنقاذ زوجها بشراء "السايبا " ومن هنا تبدو المفردة ذات علاقة مباشرة بالتسيب ، والحكومة المنتخبة وأطرافها الذين اختارهم الشعب لم تعر اهتماما حتى الآن لمعالجة أي تسيب ، وبإمكانها أن تعالج المشكلة بتوفير "السايبا " لخريجي الجامعات وبقية العاطلين ، وجعلهم سواق سيارات أجرة في نقل السياح الذين سيصلون إلى العراق في السنوات المقبلة بعد استقرار الأوضاع الأمنية وتحقيق السيادة الكاملة ، ثم الشروع بخطط التنمية والاستثمار ، كما حصل في إقليم كردستان ، وعلى العاطلين أن يتحلوا بالصبر لحين الحصول على فرص العمل لدى القطاع الخاص وبأجور تدفع بالعملة الصعبة ، وأن يبتعدوا عن التفكير بسيارات "السايبا "لأنها وراء كل تسيب محتمل يحصل في المشهد العراقي .
نص ردن: الحل فـي "سايبا"
نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 09:55 م