TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: الحل فـي "سايبا"

نص ردن: الحل فـي "سايبا"

نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 09:55 م

 علاء حسن وزارة التخطيط  وفي آخر تقرير لها أعلنت أن نسبة البطالة بين القادرين على العمل من العراقيين بلغت 15 % ، والنسبة بالأرقام تعني الملايين ، ومن المرجح أن تضاف أعداد أخرى ، وسط غياب الإجراءات الرسمية لمعالجة هذه المشكلة التي يتعرض لها الشباب  من خريجي الجامعات الرسمية والأهلية  ، ويحملون شهادات صحيحة الصدور .
الوزارة لم تعلن عن نسبة البطالة في إقليم كردستان ولكن الحكومة في أربيل أكدت أن النسبة صفر والشباب هناك لا يعانون مشكلة الحصول على فرص العمل ، لأن اتساع نشاط القطاع الخاص ، ووجود الشركات الاستثمارية والبيئة المناسبة للاستثمار عالجا المشكلة حسب الأصول ، فأصبحت محافظات  الإقليم تستقطب العاطلين من المدن الأخرى ، وهذه الحالة تصطدم في بعض الأحيان بعقبات وعراقيل ، تتعلق بجوانب أمنية . لا حل أمام من يعاني البطالة سوى اللجوء إلى" السايبا " وهذه المفردة لا تعني التسيب أو مرادفاتها بل التحرك السريع للحصول على سيارة أجرة تحمل هذا الاسم ، والعمل سائق أجرة في شوارع بغداد المزدحمة ، والحصول على دخل يومي ،  يختلف مقداره بين سائق وآخر ، ويعتمد على الشطارة ، وإمكانية تجاوز السيطرات بطرق مبتكرة لضمان وصول "العبري " إلى المكان المقصود  بأسرع وقت  وبسلامة تامة .شوارع بغداد اليوم أصبحت عبارة عن مشهد تتحرك فيه  العجلات الصفر من "السايبا" وغيرها من سيارات الأجرة ، وفي الأيام المقبلة سينضم المزيد ، لأن  وتيرة استيراد السيارات مازالت مستمرة،  ويبدو أن إيران قدمت تسهيلات لكي تكون صناعتها  للسيارات الأولى في العراق .العاطلون عن العمل اعتمدوا الأساليب القديمة في البحث عن وسيلة للرزق ، وفي زمن النظام السابق ، وبفعل العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق   بسبب حماقاته ، اضطر الكثير من  العراقيين لبيع" ذهبات نسوانهم" أو غرف نومهم لافتتاح بسطية والوقوف على باب الله  لضمان الرزق اليومي وشراء سلة الغذاء للأسرة خالية من اللحوم  والفواكه ، لأنها معروضة بأسعار مرتفعة و والمغضوب عليهم  لا يستطيعون الاقتراب منها . تقع على الحكومة مسؤولية اتخاذ خطوات جدية لمعالجة مشكلة البطالة،  نظرا لما تحمل من تداعيات اجتماعية ، فالعوز المادي،  يهدد الاستقرار الأسري ، والرجل المفلس العطال البطال يعاني أزمات نفسية وربما في ساعة غضب يرمي يمين الطلاق أمام زوجته ، في حال رفضها بيع ما تملك من نيشان الزواج لإنقاذ زوجها بشراء "السايبا " ومن هنا تبدو المفردة ذات علاقة مباشرة بالتسيب ، والحكومة المنتخبة وأطرافها الذين اختارهم الشعب لم تعر اهتماما  حتى الآن لمعالجة أي تسيب ،  وبإمكانها أن تعالج المشكلة بتوفير "السايبا " لخريجي الجامعات وبقية العاطلين ،  وجعلهم سواق سيارات أجرة في نقل  السياح الذين سيصلون إلى العراق في السنوات المقبلة  بعد استقرار الأوضاع الأمنية  وتحقيق السيادة الكاملة ، ثم الشروع بخطط التنمية والاستثمار ، كما حصل في إقليم كردستان ،  وعلى العاطلين أن يتحلوا بالصبر لحين الحصول على فرص العمل لدى القطاع الخاص وبأجور تدفع بالعملة الصعبة ، وأن يبتعدوا عن التفكير بسيارات "السايبا "لأنها  وراء كل تسيب محتمل يحصل في المشهد العراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram