 عن: نيويورك تايمز قال الرئيس أوباما، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء نوري المالكي، إن الولايات المتحدة ستركز على تطوير اقتصاد العراق وزيادة إنتاجه النفطي في المرحلة التي تعقب انسحاب القوات بعد تسع سنوات من الصراع. وأضاف "مع انسحاب آخر الجنود الأميركان في نهاية العام الحالي،
 سيأخذ العراق مكانه بين المجتمع الدولي. هدفنا ببساطة هو التأكد من نجاح العراق، و ذلك يشمل رعاية المزيد من الاستثمارات الأجنبية ورفع طاقة الإنتاج النفطي". التقى أوباما والمالكي في البيت الأبيض لمناقشة جدول يتضمن المساعدة الأميركية الاقتصادية والعسكرية في المستقبل، بالإضافة إلى النفوذ الإيراني والوضع الامني الإقليمي للعراق و استقراره. وذكر أوباما أن العراق مع ارتفاع إنتاجه النفطي سيصبح واحدا من البلدان الرئيسية في إنتاج النفط في المنطقة، حيث انه يمتلك اكبر خامس احتياطي نفطي في العالم، اذ انه ضخ في الشهر الماضي 2،71 مليون برميل يوميا. من جانبه قال المالكي "نأمل أن يكون للشركات الأميركية الدور الأكبر في زيادة ثروتنا في مجال النفط وغيره من المجالات أيضا". إن المالكي الثائر السابق الذي ترأس الحكومة الدائمة الأولى بعد إسقاط نظام صدام ويمارس الآن الدورة الثانية له في المنصب، بحاجة إلى بناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة بعد انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الحالي. يقول كين بولاك مدير قسم الخليج العربي في مجلس الأمن القومي خلال إدارة الرئيس كلينتون "على المالكي أن يبين للشعب العراقي والحكومة الإيرانية أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن العراق. صحيح أن الشعب العراقي يريد خروج الأميركان إلا انه لا يريدهم بعيدين". إن معارضة حرب العراق كانت عنصرا أساسيا في حملة أوباما الرئاسية عام 2008. اليوم، و مع سعيه لدورة رئاسية ثانية، فانه يعرض انهاء المشاركة العسكرية الأميركية في حرب العراق. يقول بولاك "على اوباما ان يبين أننا لن نبتعد كثيرا عن العراق، حيث لدينا علاقات قوية معه ومازلنا نهتم به". و قال أوباما "سيغادر آخر الجنود العراق ورؤوسهم مرفوعة، و لن تترك الولايات المتحدة "آثارا كبيرة" في العراق بعد رحيل هؤلاء الجنود". لقد وجّه الجمهوريون انتقادات لانسحاب القوات، حيث قال جون مكين "لقد فشل أوباما والمالكي في مسؤولياتهما فيما يتعلق بمصالحنا المشتركة". وأضاف "أن مصلحة الولايات المتحدة في عراق مستقر تتطلب بقاء قوات أميركية بعد نهاية العام، لكن الاعتبارات السياسية المحلية في كلا البلدين قد داست على مصالحنا الأمنية المشتركة". تم التفاوض بشأن الاتفاقية التي أبقت قواتنا في العراق حتى نهاية هذا العام في عهد الرئيس بوش عام 2008، وأن العراق امتنع عن منح الحصانة للقوات الأميركية لكي تبقى بعد نهاية العام". منذ بدء الحرب في العراق عام 2003، فقدت أميركا 4،487 من مواطنيها وأصيب 32،226.و قد خول الكونغرس إنفاق 823 مليار دولار للعمليات العسكرية، و 47،6 مليار دولار لوزارة الخارجية و وكالة التطوير الدولي لإعادة الإعمار بالإضافة إلى 7،2 مليار دولار للأمور الطبية في معالجة المحاربين الذين شاركوا في القتال، حيث انفق البنتاغون 720 مليار دولار من صندوقه حتى 30 أيلول. مع اقتراب الموعد النهائي للانسحاب، يقوم الجيش الأميركي بسحب الثمانية آلاف مقاتل المتبقين والخمسة آلاف من المتعاقدين. ويبقى العراق يعاني، وإن التذمر في الخليج العربي قد تكون له عواقب وخيمة على سوق النفط والاقتصاد العالمي. يقول بولاك "يبقى العراق ضعيفا ومنقسما، وغير مستعد لأن يبقى من دون قوات خارجية لحفظ السلام، وإن قيادته السياسية لم تبدِ من النضوج ما يمنعه من الانزلاق مرة أخرى في حرب أهلية". قال أوباما إن البلدين ستكون بينهما علاقات عسكرية تمتد من تدريب الطيارين العراقيين إلى ضمان بقاء المسالك البحرية مفتوحة للتجارة الخارجية"، علينا تدريب طياريهم والتأكد من جاهزيتهم". ستقوم الولايات المتحدة بإدامة سفارتها في بغداد وتلحق بها قنصليات بعد 31 كانون الأول، و سيعمل تحت خيمة السفارة 16 ألف موظف. قال أوباما "سيكون عدد الدبلوماسيين والكادر الفني في السفارة كما في بلدان العالم الأخرى التي نعتقد بأنها مهمة". بعد المؤتمر الصحفي، اتجه أوباما والمالكي و نائب الرئيس جو بايدن إلى مقبرة ارلنغتون الوطنية، ووضع أوباما والمالكي معا أكاليل حمر و بيض على قبر الجندي المجهول و وقفوا لحظة صمت تبعها عزف على الطبول.  ترجمة المدى