TOP

جريدة المدى > سياسية > إجراءات المالكي تساعد فـي كتابة مرثية الاجتياح الأميركي

إجراءات المالكي تساعد فـي كتابة مرثية الاجتياح الأميركي

نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 10:10 م

 عن : نيويورك تايمز  يسارع رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تعزيز سلطته وتقويتها قبل انسحاب القوات الأميركية من العراق، مبينا ما ستكون عليه هوية العراق بعد الأميركان وذلك من خلال اعتقال المئات من الأعضاء السابقين في حزب البعث المنحل وطرد الشركات الغربية من المنطقة الخضراء المحصنة.
هذه الإجراءات العدائية أثارت قلقا جديدا لدى الغربيين الذين كانوا منذ زمن يشعرون بالقلق من الميول التسلطية لرئيس الوزراء. كما أن هذه الإجراءات أشرت الكثير من الأسئلة عن هذا الحليف الأميركي المشكوك بأمره، والذي وجد يوما ما ملاذا في سوريا وإيران، والذي يساعد الآن في كتابة مرثية الاجتياح الأميركي. يقول رامزي مارديني المحلل في معهد الدراسات الحربية في واشنطن والذي كتب مؤخرا تقريرا عن هذه الاعتقالات "هناك رأيان في واشنطن عن المالكي، فالبعض يقول انه رجل وطني والبعض الآخر يقول انه لعبة بيد إيران". كلا الرأيين مفرط في التبسيط، يقول مارديني "المالكي هو المالكي، مبدأه هو البقاء على قيد الحياة". المالكي –الذي لا توحي شخصيته العامة بإتقانه السياسة المنعدمة في العراق– سيساعد في تقرير ما إذا كانت بلاده ستحافظ على الديمقراطية الهشة أو إنها ستعود إلى حكم الرجل الواحد. بصفته احد الهاربين من حكم الإعدام في زمن صدام حسين، فقد اثبت المالكي قدرته على مسك السلطة، لكنه أيضا يتعرض للانتقاد بسبب تمسكه بعقلية أولوية الأمن، كما انه لم يوضح ما إذا كانت واشنطن أم طهران هي التي سيكون لها النفوذ الأكبر في العراق. يقول احد الدبلوماسيين الذين عملوا قريباً من المالكي إن عقليته مازالت تعكس السنوات التي أعقبت الاجتياح الأميركي عندما كان يموت ثلاثة آلاف مدني عراقي كل شهر والحرب الطائفية تهدد بتمزيق البلاد. ويضيف الدبلوماسي "المالكي يرى نفسه مازال يقاتل منذ 2006 لإنقاذ البلاد من حافة الهاوية". لكن المالكي اتخذ أيضاً خطوات لترك بصماته على المنطقة الخضراء. فابنه احمد يشرف في الأسابيع الأخيرة على غارات لطرد الشركات الغربية من المنطقة الخضراء. وعند مغادرته الولايات المتحدة، تم اتخاذ إجراءات أمنية جديدة مرهقة على المداخل القليلة في المنطقة. هذه الإجراءات بالإضافة إلى عمليات الاعتقال التي جرت في شهر تشرين الأول وتشرين الثاني والتي طالت 600 من البعثيين السابقين، تثير القلق من توترات جديدة في المحيط السياسي المشبوه في العراق. كما أنها تنشر مخاوف من أن المالكي سيستخدم التهديد الإرهابي والاضطراب ذريعة لضرب خصومه السياسيين. تقول الحكومة العراقية بان حملة الاعتقالات جاءت على خلفية بلاغ من الحكومة الانتقالية الليبية يقول إن العقيد معمر القذافي كان يعمل مع جماعات مسلحة للقيام بانقلاب ضد المالكي الذي أنكر وجود أية دوافع طائفية أو سياسية وراء هذه الحملة، مشيرا إلى أن المعتقلين هم خليط من السنة والشيعة. في مقابلة مع القناة التلفزيونية الرسمية في العراق، قال المالكي إن الاعتقالات شملت موالين لصدام حسين كانوا يتآمرون مع مجموعة من المنحطين الموالين لتنظيم القاعدة، حيث قال "لا مكان في الحكومة للذين يتآمرون عليها". وذكر شخص مطلع على الاعتقالات إن بعض المعتقلين كانوا في الحقيقة ضباط جيش ومخابرات في العهد السابق، كما شملت قوائم الاعتقالات أسماء عمال وخصوم سياسيين للحكومة بعضهم طاعن في السن أو متوفى منذ مدة. يقول متحدث غربي رفض ذكر اسمه "من المستبعد جدا أن تكون هناك مؤامرة لقلب نظام الحكم، و إن الانتماء للبعث هو رمز يستخدمه المالكي للتخويف إذ انه يفسح له المجال لاعتقال المواطنين". إن الانجاز الذي حققه المالكي منذ أن تولى المنصب للمرة الأولى عام 2006 هو تعزيز السيطرة على القوات الأمنية، وتقليص العنف عن طريق ضرب المليشيات في معقلها في مدينة البصرة. دحر المليشيات أوضح للعراقيين بان المالكي يستهدف المجاميع المسلحة كافة بغض النظر عن الطائفة التي تنتمي إليها، مما عزز الثقة به كشخص وطني.  ترجمة المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram