اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تفتح ملف..العاصمة الأسوأ..الدورةثكنةكونكريتية يتجول في أزقتها الخوف

المدى تفتح ملف..العاصمة الأسوأ..الدورةثكنةكونكريتية يتجول في أزقتها الخوف

نشر في: 14 ديسمبر, 2011: 07:11 م

 بغداد/ سها الشيخلي  عدسة/ أدهم يوسفمنطقة الدورة التي ظلت أكثر المناطق سخونة في بغداد، شهدت أحداثاً دامية تقف وراءها مسميات إرهابية عدة، وتعرضت إلى تفجيرات كثيرة كان آخرها تفجير طال كنيسة مارتاشموني، ودفع سكنة المنطقة خاصة الاثوريين
 منهم ضحايا عدة كما فقد اغلبهم محاله ودوره السكنية ما جعلهم يهجرون وطنهم علما أنهم يعدون من سكنته القدامى.rnالسلام في مدينة السلاميغيب عن منطقة الدورة الأمن والسلام على الرغم من أنها الباب الجنوبية لمدينة السلام، ومنظمة ميرسر _التي اختارت بغداد العاصمة الأسوا في مدن العالم_ قد اعتمدت 39 معيارا،  أهما أن ترفل المدن بالسلام واستتباب الوضع الأمني، وان غيابه يضع الدول على رأس القائمة الأسوأ بين الدول،  غير آن الوضع الأمني المتدهور الذي عاشته بغداد قد جعلها متخمة بجوانب سلبية أخرى تحتل الصدارة بين المدن الأسوأ وتعرضت اغلب مناطقها إلى الدمار ومنها منطقة الدورة فقد استهدفت هذه المنطقة التي كانت إلى ما قبل الاحتلال عام 2003 تعيش الأمن ويرفرف السلام على ربوعها، فبدت لنا مدينة يلفها الخوف والترقب من أحداث قد تأتي وتعيد للمدينة أحزانها، خاصة وان يد الإرهاب لم تفرق بين كنيسة او جامع او حسينية او بين صرح ثقافي وآخر تراثي، فقد استهدف قبل أخوتنا الاثوريين والمسلمين، وتروي لنا إحدى السيدات الاثوريات عن الخراب والموت الذي حل في المنطقة فتقول: برغم أن سكان الدورة من الناس الطيبين الذين لا يبحثون عن المشاكل ويعيش الجميع فيها من مسلمين ومسيحيين أجواء السلام والوفاق، إلا أنهم تعرضوا إلى هجمات شرسة من قبل الإرهاب وقدموا ضحايا من كلا الطرفين. يحدثنا المواطن أبو بطرس انه تعرض إلى الابتزاز والتهديد من قبل جماعات مسلحة في عام 2006 وهي السنة الأسوأ في حياة معظم مناطق ومدن العراق من حيث الاحتقان الطائفي بين المسلمين والتهجير القسري للأديان الأخرى، مما جعله يغادر داره قاصدا مدينة بعشيقة في محافظة نينوى وبقي فيها لمدة سنتين، وان جاره المسلم قد حمى داره ، وعندما عاد في العام 2009 وجد ان جاره المسلم قد صان الأمانة وحافظ على بيت أخيه المسيحي مثلما يحافظ على بيته، ويثني ابو بطرس على جاره واصفا إياه بالشهم.   مدخل المنطقة بعد ان اجتزنا الجسر ذا الطابقين انعطفت بنا السيارة نحو اليمين لندخل منطقة الدورة، وهناك رأي يقول إنها سميت بالدورة لدورة نهر دجلة في تلك المنطقة من ثلاث جهات وقد أطلق عليها الاسم في القرن الثالث عشر الميلادي وقد عرف عن المنطقة بأنها مقر لبعض الأخوة المسيحيين من القومية الاثورية، سارت بنا السيارة وسط شارع يبدو للناظر بأنه نظيفا إلى درجة تدعو للإعجاب، وهو حال اغلب شوارع مدينة بغداد الذي تهتم بنظافتها المجالس البلدية المتوزعة في مناطق بغداد، أما الشوارع الفرعية فتعلوها أكداس من النفايات وأزقتها عبارة عن مكب للقاذورات، ومن الملفت للنظر أن شارع منطقة الدورة على طول امتداده كان محاطا بالحواجز الكونكريتية التي غطت معالم المنطقة، وكانت البساتين التي عرفت عنها بأنها كانت إلى وقت قريب سلة الغذاء لأهل العاصمة قد تحول بعضها إلى بساتين خربة لا تضم سوى نخيل اجرد بعضها محترق والبعض الآخر مهمل، وشاهدنا قطعان الخراف ترعى في تلك البساتين، كما شاهدنا بعضها يسير في منعطف الطرقات وخلف الحواجز الكونكريتية، وتكاد لا تخلو منطقة في بغداد من قطعان المواشي في ظاهرة الرعي الجائر، وعنها قال لنا احد رعاة تلك القطعان إن ارتفاع سعر العلف يقف وراء استفحال هذه الظاهرة، ومن بين تلك البساتين المهملة تطالعنا أطلال دير الراهب هرمز، وهو من الأديرة القديمة كما قالت لنا إحدى السيدات من سكنة المنطقة، وندخل المنطقة لنجد أن اغلب الشوارع الفرعية قد سدت مداخلها بالحواجز الكونكريتية مما يصعب دخول سيارات البلدية الحوضية ما جعل أهل المنطقة يرمون مخلفات المنازل على الشارع العام لكي تأخذها سيارة البلدية، وقال لنا احد سكنة المنطقة حتى السيارات الحوضية تقوم بجمع واخذ الأوساخ مرتين في الأسبوع لا أكثر مما يجعل مدخل الأزقة عبارة عن مكب للقاذورات، إضافة إلى ما تخلفه الأسواق والمطاعم المتواجدة في المنطقة من فضلات الطعام ومخلفاتها الأخرى. كراج الدورة إلى اليسار من الشارع العام بالنسبة للقادمين من الجسر ذي الطابقين يقع مرآب الدورة الذي يربط مناطق أخرى تابعة للدورة وهي منطقة الميكانيك، حي آسيا، ابودشير، حي المعلمين. كان المرآب كحال كل مرائبنا تقف سيارات الكيا فيه من غير تنظيم وليست هناك قواطع تنظم سير الخطوط العاملة، كما انه محاط بالجدران الكونكريتية وهناك منفذ واحد صغير للدخول ومثله للخروج، وعلى جوانبه هناك أكداس من الأزبال من علب كارتونية وأكياس بقايا أزبال البيوت القريبة، ويطالعنا خلف مرآب الدورة شارع ضيق يحتله (البنجرجية) وقد استحالت أرضيته الى اللون البني لكثرة ما دلق عليه من زيوت محركات السيارات، وبعض المحال  فيه فارغة قد (استثمرت) لتكون تلالا من الازبال ومخلفات عمل البنجرجية، وعلى جوانب وأمام وخلف المرآب شاهدنا تلالا من الأنقاض، علما أن دائر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram