اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > علل عالمنا المعاصر ومواجهة الكارثة .. من نحن وماذا نريد؟

علل عالمنا المعاصر ومواجهة الكارثة .. من نحن وماذا نريد؟

نشر في: 14 ديسمبر, 2011: 07:32 م

لطفيّة الدليمي يطرح الفيلم الوثائقي  I Am سؤالا جوهريا : لماذا أصبح هاجس ثقافتنا الراهنة التنافس والانفصال بدل التعاون والتواصل؟ - وما هو الخطأ الذي يتحكم بثقافة عالمنا المعاصر؟؟ وهل بوسعنا  تجنب الكارثة؟ ولن يكون الحديث هنا عن الفيلم كعمل فني بل عن الأفكار والأسئلة التي طرحها المخرج توم شادياك وتجربته في التحولات الفكرية والروحية ..
وتوم شادياك  مخرج هوليوودي محترف  في حقل الكوميديا،  وقد أخرج عددا كبيرا من أفلام جيم كاري  وإدي مورفي  لكنه قرر أن يقف  أمام الكاميرا ليسرد  تفاصيل ما حدث له  وما أفضى  به  إلى تغيير حياته تغييرا جذريا  بعد تعرضه لحادثة سقوط عن دراجته  أدت  إلى كسر ذراعه  وإصابته  بعوق  كاد أن يصبح دائميا ،ورغم انه تعافى من إصابته البدنية  إلا أنه أصيب بمتلازمة ما بعد الصدمة التي تفضي إلى الاكتئاب والاضطراب وقد تودي بصاحبها إلى الانتحار وكان يسمع رنينا متواصلا في رأسه ويصاب بردّة فعل مؤلمة إزاء الضوء والأصوات،  وخلال معاناته وتفكيره بالموت باعتباره الشافي الوحيد لآلامه  توصل إلى  اتخاذ القرار، قد يختار الموت  كنهاية لعذابه وخلال تلك اللحظات الحاسمة  طرح السؤال الصعب على نفسه :- لو اخترت  الموت  فعلا  فما الذي أريد إبلاغه للعالم  قبل رحيلي؟؟ وما الذي أتمنى أن يدوّن على شاهدة قبري ؟  وفي الصباح  أدرك أنه  أمام  تحد جديد  فقد   داهمه  ما يشبه  الصحوة الروحية  وبدأ يسائل نفسه : ماذا بوسعي كإنسان أن أقدم للبشرية،  وماذا بوسعنا كجنس بشري أن نفعل لإنقاذ العالم ؟؟وخلال ذلك بدأت حالته الصحية تتحسن وسمح له الأطباء بالحركة والسفر  وبعد خمسة أشهر على الحادثة  قرر أن يصنع فيلما يطرح عبره هذه التساؤلات  للبحث  حول الحياة والطبيعة البشرية والسلوك الإنساني والحفر عميقا لمعرفة سبب تدهور عالمنا ، فانصرف  أولا لاكتشاف ما يقوله العلم والفلسفة والشعر عن هذه المعضلة، وتوصل إلى معرفة  ثلاثة مفاتيح أساسية عبر بحثه لإنجاز الفيلم : --  أثبتت البراهين العلمية أن في أعماق  الجنس البشري توق راسخ للتواصل.- وإن الطبيعة البشرية تقوم على التعاون وليس التنافس. -وإنك إذا لم تقم بالعمل الذي يستهوي فؤادك ويحقق رغبتك فإن ذلك سيفضي إلى تدميرك . ومعتمدا على  فضوله الفطري لتقصي الحقيقة  بدأ تصوير مغامرته  مع فريق صغير وشرع بالعمل  لإجراء  حوارات مع مفكرين وشخصيات متخصصة في العلوم ورجال دين وفلاسفة وأكاديميين  من بينهم ( نعوم تشومسكي)، والناشط البيئي ( ديفد سوزوكي)، والمؤرخ مؤلف كتاب (التاريخ الشعبي للولايات المتحدة) البروفيسور ( هاوارد زن )،  والأسقف ( دزموند توتو)، والعالمة ( لين ماتغارت)،  والصناعي المهتم بالبيئة (راي اندرسون )،  والناشط البيئي ( جون فرانسيس)، الذي جاب الأرض سيرا على قدميه على مدى ثلاثين عاما من اجل حماية الأرض والبشرية،  والشاعر  الأميركي  (كولمان باركس )، المتخصص بترجمة التراث الصوفي  لجلال الدين الرومي، والإعلامي ( مارك إيان باريش ) الناجي بالشفاء الذاتي من مرض السرطان ، وقام توم شادياك بدور المعلق والمحاور وفأر التجارب أيضا، وطرح أسئلة يتعذر الحصول على أجوبة لها ، وأخذ مشاهديه إلى أماكن  لم يعرفوها من قبل وقدم الظواهر المألوفة بطريقة مختلفة تماما وصوّر مشاهد مذهلة للطبيعة والكائنات الحية وعلاقاتها التواصلية، فأتى فيلمه عملا عذبا وحيويا وممتعا ومحفزا إذ قدم لنا تحديات عدة  عن فهمنا للسلوك البشري وقوة الروح الإنسانية  ومصير العالم .. يقول توم شادياك : منذ صباي كنت أتساءل  عن  ( الصواب والحقيقة)  وهل يمكن تدريسهما في المدارس ؟ ولطالما شغلني هذا التساؤل ، كيف نتوصل إلى الحقيقة .. كان  توم شادياك يمتلك ثروة تقدر بملياري دولار عن عمله في  إخراج الأفلام وعاش حياة مترفة في قصر فخم تبلغ مساحته مع المزرعة والبركة نحو 6000 متر مربع وسط التحف والمقتنيات النادرة ، وامتلك طائرة خاصة وعددا من السيارات الفارهة، وبغتة طرح السؤال التالي على نفسه هل أنا سعيد رغم كل ما أملكه؟؟ وعندما تحرى عن حقيقة الجواب اعترف أن عالمه  المترف ما هو إلا أكذوبة كبيرة  : وأن ثمة خطأً ما في عالمنا  الذي يعبد التنافس والنجاح .. وفجأة قرر توم أن يغير نمط حياته فباع القصر والطائرة والسيارات  واشترى كوخا  صغيرا  على ضفة جدول بين الغابات وبدت الحياة أكثر بساطة ومسؤولية وإنسانية وتبرع بأموال هائلة لمؤسسات خيرية تعنى برعاية الأطفال المكفوفين، كما تبرع ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram