اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الفيلم الكوري (شعر).. الفجيعة فـي ظلال الشعر

الفيلم الكوري (شعر).. الفجيعة فـي ظلال الشعر

نشر في: 14 ديسمبر, 2011: 07:42 م

نجاح الجبيلي  على مدى 139 دقيقة يضعنا المخرج الكوري الجنوبي "لي تشانغ-دونغ" أمام تحفة سينمائية عنوانها" شعر" مضمخة بأريج الشعر والطبيعة الكورية الجميلة موجهة سهام النقد إلى البطرياركية  والعنف الذكوري والنفاق والرشوة التي بدأت تعم في المجتمع الكوري. ويتوضح كل ذلك من خلال سيناريو محكم فاز بجائزة أحسن سيناريو في مهرجان كان السينمائي عام 2010.
يدور الفيلم حول الجدة "ميجا" التي بلغت السادسة والستين من عمرها وتعيش على معونة الدولة وتعمل جزئياً بالعناية برجل كبير السن ومشلول. كما تعتني بحفيدها المراهق القلق الذي يعيش معها في البيت  بينما تعمل أمه في مدينة بوسان. كانت هذه المرأة جميلة في يوم من الأيام وما زالت تتلقى الإطراء من جمالها وذلك يربكها. لكنها لم تعد تتذكر الاسماء ويخبرها الطبيب بعد أن يفحصها بأن تلك هي بداية مرض الزهايمر فتبدأ هذه الجدة في الاهتمام بالشعر إذ أخبرها معلمها حين كانت شابة بأنها تملك روحاً شعرية فتدخل صفاً دراسياً في الشعر  وتبدأ بتدوين الملاحظات عن الأشياء التي تراها حسب اقتراح معلمها في الصف. وتطرح الجدة أسئلة عديدة عن الإلهام والخلق الشعري.    في مفتتح الفيلم يجرف نهر "هان" جثة فتاة طافية على مياهه ويتبين أن هذه الفتاة قد اغتصبها ستة من الطلبة بضمنهم حفيد الجدة. هذا الحدث الهام يقلقها إذ تشعر بقرابة سرية مع البنت المنتحرة فتقلقها مشاعر الذنب والعار. يجتمع آباء الطلاب الستة بضمنهم الجدة ميجا كي يعوضوا عائلة الضحية مقابل صمتها ويدفعوا عن أبنائهم السمعة السيئة وعقاب العدالة. تستدين ميجا المبلغ من الرجل المشلول الذي تعتني به بعد أن تلبي رغبته بممارسة الحب قبل أن يموت. وعلى الرغم من أنها دفعت المبلغ إلا أن الشرطة تقبض على حفيدها بينما هي تلعب معه الريشة. بعد ذلك تجلس الجدة   إلى المنضدة لتكتب قصيدتها الأولى والأخيرة كما يبدو ثم تذهب إلى الصف الدراسي وتضع القصيدة مع باقة من الزهور البيضاء على المنضدة ثم ما تلبث أن تخرج من الصف. يندهش المعلم حين يعلم بنظمها للقصيدة بينما يعجز الآخرون عن ذلك ويقوم بقراءتها أمامهم. يخلو البيت منها بعد عودة ابنتها إليه ولا رد يأتي من نقالها.في المشهد الأخير يأتي صوت خارجي voice-over للجدة وهي تلقي قصيدتها "نشيد آغنس" بصوتها ثم ما يلبث أن يتلاشى ويحل محله صوت الفتاة الغريقة لتكمل بقية القصيدة أمام النهر الذي يعود ليجري مثل مشهد الافتتاح لكن دون جثة طافية. "لقد صنعت معنى لحياتها من خلال الشعر الذي كان يحلّ في كل دقيقة ومشهد" كما يقول الناقد برادشو.أدت الممثلة الكورية الجنوبية المخضرمة " يون جيونغ هي " دورها ببراعة مانحة له طعماً رائقاً بعلاقتها بالشخصيات الأخرى مثل حفيدها والرجل المشلول والفتاة الضحية التي لا نرى سوى صورتها فقط وطلاب الصف وأم الضحية وغيرها. وعلى الرغم من الإيقاع البطيء نوعاً ما للفيلم الذي ربما فرضته طبيعة القصة إلا أنه مصنوع بعناية ودقة فائقين وإضافة إلى ما يطرحه الفيلم من كون الشعر علاجاً للذاكرة المعطوبة إلا أنه يهتم أيضاً بثيمات الحياة والموت والذكرى والذنب والمسؤولية والخسارة والأمور الفظيعة التي يجترحها الإنسان ولحظات الصفاء والعون الروحي التي تقدمها الطبيعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram