 بغداد / المدىدعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب، الباحثين والجامعات كافة إلى اعتماد جداول زمنية لتثبيت المنجزات البحثية العراقية، بهدف معرفة حجم التطور الذي تشهده مجالات الأبحاث. مشددا في الوقت نفسه على ضرورة عقد المزيد من علاقات التعاون مع المراكز البحثية العالمية التي وصلت إلى مراحل متقدمة في المنجز البحثي، خصوصا في تقنيات النانو تكنولوجي والمواد المتقدمة التي وصفها بأنها مفتاح المستقبل.
ونقل بيان للوزارة تلقت المدى نسخة منه أمس الأربعاء عن الأديب في كلمة له بافتتاح المؤتمر الدولي الثالث للنانو تكنولوجي والمواد المتقدمة الذي أقامته الجامعة التكنولوجية، بمشاركة عدد كبير من الباحثين العراقيين والأجانب تشديده على ضرورة أن يكون من هذا المؤتمر والمؤتمرات المماثلة، بوابة لتقديم المزيد من العطاء الفكري الذي يساهم في تطوير البنية البحثية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي"، .وأبدى الأديب حرص الوزارة على أن يكون لأبحاث النانو تكنولوجي والمواد المتقدمة، حيزاً واسعاً من اهتماماتها، لما يمتلكه هذا العلم المتطور والحيوي الذي يوصف بأنه (مفتاح المستقبل)، من قدرة على تحقيق التنمية المستدامة التي تسعى الدولة العراقية إلى تحقيقها في شتى مجالات الحياة.وأضاف إن المراقب لحجم التطورات التي تشهدها تقنيات النانو تكنولوجي والمواد المتقدمة، يدرك تماما بأن هذه الثورة العلمية التي توسعت وأخذت مدياتها الواسعة عبر مختلف بلدان العالم المتقدمة، ستغير الكثير من ملامح العالم المستقبلية، وستفتح أبوابا واسعة لتطوير الأنظمة الصناعية والزراعية ومجالات الصحة والطاقة وغيرها من المجالات الحيوية.وأوضح الأديب إن الوزارة تعول على ما يمكن للباحثين والمتخصصين تقديمه للمسيرة العلمية والبحثية في العراق الجديد. ولنا ثقة كاملة بأن ما أعدته الوزارة من استراتيجيات تطويرية، ومن برامج شراكة مع مراكز الأبحاث العالمية، سيتيح لكم أن تنجزوا الكثير من الأبحاث الرائدة في تقنية النانو تكنولوجي والمواد المتقدمة، تعادل في جودتها ما قدمته مؤسسات تعليمية عالمية متطورة.وتابع إن الدافع لتحقيق هذا الانجاز البحثي من قبل الباحثين العراقيين، كما نعتقد، هو القناعة الراسخة لدى الباحث العراقي والإنسان العراقي وصناع القرار في العراق، بأن ما خسرته البلاد خلال العقود الماضية من فرص التقدم، يجب أن يتم تعويضه بكل الإمكانيات المتاحة، وبكل الجهود التي تستطيع أن تقدمها النخب العلمية العراقية.وبين الأديب إن الوزارة تمكنت خلال هذا العام الذي يوشك أن ينتهي، من كسر الكثير من القيود التي وضعت على مسارات التطور البحثي العراقي في السنوات الماضية، حاولنا مخلصين أن نوفر اكبر قاعدة للبحث العلمي التي يمكن للباحثين في المجالات العلمية النادرة، ومنها تقنية النانو تكنولوجي والمواد المتقدمة، استثمارها لتنفيذ برامجهم البحثية. واعتقد أننا نجحنا في تحقيق مقدار كبير من هذا الهدف المهم.وأعرب عن قناعته بأن الانجاز لم يكن سهلا على الإطلاق، فالتجربة البحثية التي سادت خلال السنوات الماضية كانت تظهر بوضوح أن تفعيل دور المراكز البحثية، وتحويلها من مؤسسات راكدة إلى مؤسسات منتجة ومؤثرة، لم يكن أمرا متاحا في ظل السياسات التعليمية التقليدية التي كانت سائدة فيما مضى.وخاطب الأديب، الباحثين العراقيين المشاركين في المؤتمر بالقول ها نحن نفتح أمامكم، كباحثين وعلماء يمتلكون القدرة على التغيير، نفتح أمامكم كل فرص التطوير التي تحتاجونها لتحقيق المنجز المنشود"، مضيفا "لن نبخل عليكم بأي إمكانيات تطلبونها، وسنذلل أمامكم كل العقبات التي كنتم تعانون منها، ولكن في المقابل، سنحرص على متابعة كل الخطوات والرؤى التي تقدمونها في مجالاتكم العلمية، وتحديدا في تقنية النانو تكنولوجي والمواد المتقدمة، لنعرف إلى أي مدى يمكن لجهودكم الفاعلة إن تسهم في تطوير المسيرة العلمية في العراق، وكم من القدرة البحثية التي يمكن لكم أن تضيفوها إلى المنجز الحضاري لبلاد ما بين النهرين العظيمة .