□ بغداد/ المدى تبدو قوات مكافحة الإرهاب العراقية أكثـر إصرارا على مواصلة حربها ضد الإرهاب في البلاد برغم فقدانها جزءا من قدراتها التي تساعد على مواجهة خطر يعد بين ابرز التحديات في فترة ما بعد الانسحاب الاميركي.
وتعمل القوات الأميركية حاليا على إكمال انسحابها من العراق في عملية من المفترض أن تنتهي بحلول نهاية العام الحالي وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن عام 2008. ويقول اللواء فاضل برواري القائد العسكري لقوة مكافحة الإرهاب في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن الانسحاب الأميركي "مؤثر فعلا بسبب غياب الغطاء الجوي والحاجة إلى مدربين كون أسلحتنا ومعداتنا أميركية". ويضيف "لدينا أجهزة لا نعرف كيفية استخدامها حتى الآن". ويتحدث المسؤول العسكري عن "عدم امتلاك غطاء جوي ومصادر تأمين معلومات دقيقة كصور المواقع وحركة الأفراد وأجهزة أخرى (...) لكن قواتنا جاهزة منذ عام 2008، ولدينا معدات وأسلحة تغطي حاجتنا على مدى العامين المقبلين".وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد اكد حاجة العراق للتعاون الأمني والعسكري والمستمر مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى ضرورة تدريب الجنود العراقيين على أيدي أميركيين خصوصا. ومن المتوقع ان يبقى في العراق حوالي 150 من الجنود الأميركيين وأكثر من 750 من المتعاقدين المدنيين للمساعدة على تدريب العراقيين، حيث سيعملون تحت إشراف السفارة الأميركية في بغداد. ويؤكد برواري أن "القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الجهاز الفريق طالب الكناني يعملان على معالجة هذه المسألة"، مشددا على أن "قواتنا لديها معدات وأسلحة متطورة ولدينا أربع مروحيات وبإمكانها الوصول لأي نقطة بدقائق". وكشف عن "اعتقال نحو تسعة آلاف إرهابي بينهم عدد كبير من العرب منذ أن بدأنا العمل مع القوات الأميركية عام 2004، وبعد تولي قواتنا المسؤولية" بعد عام 2006. وأضاف ان "اغلب الإرهابيين العرب اعتقلوا خلال معركة الفلوجة".وشهدت الفلوجة معارك ضارية عام 2004 بين جماعات مسلحة والقوات الأميركية التي اجتاحت البلاد عام 2003.وحول التعاون مع دول الجوار، قال برواري "هناك تعاون مع جميع دول جوار العراق في مجال مكافحة الإرهاب".وشدد على وجود "تعاون كبير بين العراق والأردن حيث يشارك عناصر من مكافحة الإرهاب حاليا في دورة تدريبية بإشراف خبراء أميركيين واستراليين تستمر ثلاثة أشهر في مركز الملك عبدالله لمواجهة عمليات اختطاف طائرات على متنها رهائن". وسيتولى خريجو هذه الدورة، وهي اول دورة يشارك فيها عراقيون، مسؤولية حماية جميع المطارات العراقية.وتستطيع قوات مكافحة الإرهاب التنقل بسهولة بين العراق والأردن، لتنفيذ مهام تدريبية داخل الأردن. وذكر مستشار جهاز مكافحة الإرهاب سمير الشويلي لفرانس برس ان "إستراتيجية عملنا تعتمد بنسبة 75 بالمئة على تجفيف منابع الإرهاب انطلاقا من المناهج الدراسية والتنسيق مع دوائر الدولة، وعلى محاربة الإرهاب مباشرة بالنسبة الباقية".وأكد برواري "وجود تنسيق مع جميع وزارات الدولة كما يوجد 12 مقرا رئيسيا لقوات مكافحة الإرهاب في عموم العراق حاليا بما فيها إقليم كردستان"، كما تنتشر في عموم المحافظات مراكز جمع وتبادل معلومات تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب. وعن عدد عناصر الجهاز، قال برواري "لدينا 15 فوجا يتألف كل واحد منها من 900 مقاتل". ويخطط المسؤولون عن جهاز مكافحة الإرهاب لفتح مقرات إقليمية هذا العام في محافظات بابل والديوانية وصلاح الدين وكركوك. وشكلت أول نواة لـ"جهاز مكافحة الإرهاب"، بعد اجتياح العراق وكانت تحمل اسم "قوة العمليات الخاصة" بحيث تولت القوات الأميركية تسليحها وقيادتها. لكنها تحولت إلى قوة عراقية خالصة، برغم مواصلة الدعم الأميركي لها، نهاية عام 2006. ويشهد العراق منذ اجتياحه في آذار 2003 لإسقاط نظام صدام حسين على أيدي قوات تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، أعمال عنف شبه يومية بلغت ذروتها بين 2006 و2008، ذهب ضحيتها عشرات الآلاف اغلبهم من المدنيين.
قوات مكافحة الإرهاب جاهزة برغم تأثر عملها بالانسحاب

نشر في: 14 ديسمبر, 2011: 09:10 م









