TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: أما رصاصة رحمة أو معادلة السم بالترياق

السطور الأخيرة: أما رصاصة رحمة أو معادلة السم بالترياق

نشر في: 14 ديسمبر, 2011: 09:19 م

 ســـلام خـــياطمن يقدر له زيارة بغداد بعد طول غياب، ثم يدفعه الحنين لزيارتها بعد شهور، يشهد أعمال التشجير ووتعبيد الشوارع، قائمة على ساق واحدة وهمم كسولة..  طوال الطريق من المطار نحو المدينة يسير العمل بسرعة سلحفاة عجوز ما استبقت مع أرنب قط!
طريق المطار _ أي مطار_ هو نبض المدينة، فاتحة كتابها المقدس،ينبئ عن ماهيتها دون تزويق، مدنيتها او تخلفها، وطريق مطار بغداد _ بعد ثماني سنوات عجاف _ طريق كالح، كئيب، عار عن نسق هندسي لعمائر على الجانبين، خال من الجزرات الوسطية والدوارات المزدهرة بالزرع وفنون الهندسة.المفارقة العجيبة، إن التطبيل لعقد القمة العربية – في آذار _ يتعالى كلما اقترب الموعد، بينما الطريق نحو بغداد ما زال رضيعا بعد. مشكلة الطريق تتوارى حين  تحتدم الأسئلة وما من جواب: لماذا تنعقد القمة (العربية) الآن، وفي بغداد على وجه الخصوص؟؟ بغداد المخاضات العسيرة، بغداد المزروع وجهها الجميل بالبثور والقروح وصوتها المغيب بالصراعات الشخصية، بغداد وأنينها المكتوم؟ تتساءل ماذا أنجز من مقررات القمم السابقة يوم كان استتاب الأنظمة تحصيل حاصل؟؟، ماذا تبقى  منها للمواطن المستلب والأوطان المسلوبة  غير صور مركونة في الأرشيف لزعيم يعانق ملكا، وملك يعانق أميرا،، ورئيس يقبل رأس  شيخ؟الشيء بالشيء يذكر.. فإنعقاد القمة مرتبط بدعوة الأمانة العامة للجامعة العربية، فأين هي الجامعة العربية، ما أهميتها للمواطن المسحوق؟ سؤال لن  يعثر علىإجابته السيد الأمين الجديد، وتنصل عن الإجابة  عنه الأمين القديم،، الجامعة العربية غائبة عن المعترك _ حين يجد الجد _ مشلولة اليد،، طليقة اللسان. لكنها حاضرة في حفلات التكريم الدولية، وحضورها طاغ عند إعتماد الميزانية..القرارات التي أتخذت بالإجماع _وهي نادرة _ لم ينفذ من بنودها إلا  هوامشها، أما التي إتخذت بالأغلبية، فقد ركنت على الرف وغدت في خبر كان..ما من قمة.. إلا في بداية تشكيل الجامعة – حسب إستطلاع رسمي، إكتملت بنصاب الحضور الجمعي، في كل  إجتماع، كان النصاب يخرق بغياب،، ويكتمل بتمثيل أو توكيل أو إنابة.  الحضور الضعيف منقصة،والتصويت وإتخاذ القرارات – عندئذ – لا يجري إلا عبر صوت خائر، وجل، خائف، وحذر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram