□ بغداد/ المدىأكد الرئيس الأميركي باراك اوباما، الخميس، أن مستقبل العراق سيكون في يد شعبه والحرب الأميركية فيه ستنتهي، مشيرا إلى أن حرب العراق تمثل نجاحا باهرا تطلب تسع سنوات، لافتا في الوقت نفسه إلى "العمل الشاق والتضحيات" التي رأى أنها كانت ضرورية لتحقيق النجاح.
وقال اوباما خلال استقباله جنود الفرقة الثانية والثمانين في الجيش الأميركي العائدين من العراق، وأسرهم في قاعدة فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية، إن "كل ما قام به الجنود الأميركيين في العراق من القتال والموت والنزيف والبناء والتدريب وإبرام الشراكات قادنا إلى لحظة النجاح هذه"، مؤكدا أن "العراق اليوم أصبح من مسؤولية العراقيين حكومة وشعبا". وأضاف أوباما على وقع هتافات الترحيب بقبعات الجنود الحمراء أن "هذا اليوم الرائع لانتهاء حرب استمرت وقتا طويلا كنا نعلم بأنه سيأتي"، مشيرا إلى أن "إنهاء حرب أصعب من بدئها".وأوضح الرئيس الأميركي أن إدارته "تترك وراءها عراقا سيدا مستقلا قادرا على إدارة شؤونه بنفسه مع حكومة ممثلة للجميع انتخبها شعبها"، لافتا إلى أن "الجانبين يبنيان شراكة جديدة بين البلدين، وننهي الحرب ليس بمعركة أخيرة، ولكن بمسيرة أخيرة نحو الوطن".وأوضح اوباما أن "الحرب في العراق ستصبح عما قريب شيئا من الماضي، وستعرفون أنكم لبيتم نداء وطنكم، وخدمتم قضية أعظم من أنفسكم، وساعدتم على ترسيخ سلام عادل ودائم مع العراق وبين جميع الشعوب"، مستدركا انه "برغم أن العراق ليس مثاليا إلا أن هذا انجاز رائع بعد نحو تسع سنوات". وأشار اوباما إلى ان "تكلفة الحرب التي أطلقت لإطاحة الرئيس السابق صدام حسين كانت باهظة"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة أخذت العبرة من ذلك النزاع الذي أدى إلى انقسامات عميقة في السياسة الأميركية والعالمية". ولفت الرئيس الاميركي باراك اوباما الى أن "حرب العراق تمثل نجاحا باهرا تطلب تسع سنوات"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "العمل الشاق والتضحيات التي كانت ضرورية لتحقيق ما تحقق".وتابع أوباما "ندرك جيدا الثمن الباهظ لهذه الحرب وهو أكثر من 1.5 مليون أميركي خدموا في العراق وأكثر من 300 ألف جريح وآخرين أصيبوا بكدمات لا تراها الأعين"، في إشارة إلى الجنود الذين عانوا اضطرابات نفسية لدى عودتهم إلى بلادهم.وأغلقت القوات الأميركية امس مركزها الرئيسي في بغداد لتسدل بذلك الستار على تسعة أعوام من حرب لم تتوقف منذ اجتياح البلاد عام 2003 لإسقاط نظام صدام ، ويمثل الاحتفال الذي سيقام اليوم لهذه المناسبة اليوم الفصل الأخير في قصة دامية بدأت باقتناع الولايات المتحدة بان إسقاطها نظام صدام سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين.ولخص وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا سنوات الحرب التسع بالقول إن "مهمتنا تقترب من نهايتها بعد أن قدمنا تضحيات كبيرة والكثير من القتلى" مؤكدا في الوقت نفسه "أننا نجحنا في هذه المهمة التي كانت تتركز على تأسيس عراق يستطيع أن يحكم بنفسه وان يوفر الأمن لشعبه".وأضاف بانيتا في تصريحات للصحافيين قبيل وصوله إلى بغداد أن "العراق يملك اليوم جيشا يستطيع مواجهة التهديدات ولن يكون من السهل أن تواجه البلاد تحديات مثل الارهاب، والانقسامات الاقتصادية والاجتماعية"، موضحا أن بلاده "وفرت لهم فرص النجاح".ويغادر الجنود الأميركيون العراق بحلول نهاية العام تاركين خلفهم 900 ألف رجل امن عراقي يبدون جاهزين للتعامل مع التهديدات الداخلية، إلا إنهم يعجزون عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون وأميركيون، فضلا عن مخاوف إضافية بان العراق يمكن أن يتأثر بقوى إقليمية مثل إيران، التي تعتبر عدوة للولايات المتحدة.ووصل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، امس الخميس، إلى العاصمة بغداد في زيارة غير معلنة قبل نحو أسبوعين من الانسحاب الكامل من العراق، فيما أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن بانيتا سيشارك في احتفالية بمناسبة الانسحاب الأميركي نهاية العام الحالي. وتعتبر زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا للعراق الثانية منذ توليه منصبه مطلع تموز الماضي، بعد زيارته الأولى في العاشر من الشهر ذاته.وتأتي زيارة بانيتا بعد ساعات على عودة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من واشنطن التي وصل اليها في (11 كانون الأول 2011)، على رأس وفد وزاري كبير، التقى خلالها كبار المسؤولين الأميركيين على رأسهم الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي أكد في مؤتمر صحافي عقده، مساء الاثنين (12 كانون الأول 2011)، مع المالكي أن الولايات المتحدة ستكون قريبة ومساندة العراق بعد الانسحاب، فيما أكد المالكي أن العلاقات العراقية الأميركية لن تنتهي بانسحاب قواتها من العراق.وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008 على تدريب وتجهيز القوات العراقية قبل أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء ال
أوباما يعلن نجاح حرب العراق ويصف نهايتها بالصعبة

نشر في: 15 ديسمبر, 2011: 05:58 م









