اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تفتح ملف.. "العاصمة الأسوأ"..سكنة (الثعالبة): مكرها لم يجد الخلاص!

المدى تفتح ملف.. "العاصمة الأسوأ"..سكنة (الثعالبة): مكرها لم يجد الخلاص!

نشر في: 16 ديسمبر, 2011: 06:06 م

((الحلقة الثامنة)) بغداد/ وائل نعمة  عدسة/ أدهم يوسفتلوح سيارات حكومية من بعيد ، تتأرجح فوق الحفر والمطبات ،  يستيقظ أهالي المنطقة من نومهم القلق ... تركض امرأة على "ماطور" الماء لتسبق الجيران بملء خزانها العطش منذ أيام ...المدافئ الكهربائية ساكتة،
والوقود "النفطية " شارفت على الانقضاء ...تشعر المرأة العجوز بالبرد في صباح شتائي غائم ...معظم الرجال خرجوا عند بزوغ الفجر الى أعمالهم  ولم يبق غير الأطفال والنساء... تأخذ العجوز على كتفها "جلكان" النفط ، تقف أكثر من نصف ساعة تنتظر (أهل الرحم ) ليقلونها إلى منطقة أخرى قد تحصل منها على بعض الوقود... في ذلك الوقت يمر موكب حكومي مؤججا غبار الطريق أمام وجهها ...إنه مسؤول بلدي ، قرر أخيراً زيارة المنطقة ...أعدّ الأهالي ملفاتهم واخرجوا شكاوى كادت تصفر من قدمها، وهرعوا لاستقباله ، مرّ بهم ولم يلتفت إلى حالهم ، واختفت ابتسامتهم وترحيبهم بالمسؤول شيئاً فشيئا مع ابتعاد سيارته عن واقعهم المأساوي ...كانت تنتظره هناك مراسيم استقبال من نوع آخر ، فيها لحوم وشحوم بشكاوى قليلة ومدح كثير، تأتي من شيوخ عشائر ووجهاء المنطقة ، الذين يسيرون فوق معاناة الشارع ، وتضيء منازلهم أعمدة وأسلاكاً لا يملكها الفقراء ، والماء يخجل ألا يكون في الصنابير ...كيف لا وإنهم الراسخون في إعداد الولائم ...كانت هذه كلمات أهالي منطقة الثعالبة البعيدة القريبة عن عيون الأمانة ومحافظة بغداد ، هي من ضمن منطقة بوب الشام وتقع  شمال العاصمة على الطريق العام الذي يربط بغداد بمحافظة ديالى وكركوك والمحافظات الشمالية الأخرى، بالقرب من بوابة بغداد الشمالية، ومجاور شركة حمورابي العامة للمقاولات الإنشائية؛ إحدى تشكيلات وزارة الإعمار والإسكان.مزارع الثعالب يعتقد ساكنو المنطقة أنها كانت مزارع وتكثر فيها الثعالب - حسب قولهم -  ومنها اكتسبت  الاسم ( على الرغم من أنهم تمنوا اكتسابهم مكر الثعلب في التغلب على مشاكلهم مع الخدمات) ، الحي السكني يضم أكثر من 60 ألف نسمة ، وأكثر من 12 ألف وحدة سكنية - حسب قول أعضاء المجلس المحلي -  بدأ توزيع الأراضي في عام  2000 من قبل النظام المباد لبعض الضباط ونواب الضباط في الجيش العراقي السابق، ومدت شبكة الماء والكهرباء على قدر الوحدات السكنية التي بنيت في تلك الفترة ، لكن ما حدث بعد عام 2003، هو أن المنازل بدأت تتكاثر وتخلق أحياء جديدة لم تكن موجودة ... استقبلنا الأهالي استقبال الفاتحين ،وترك احد الرجال طفلته الصغيرة في باب منزله ذي البوابة الحديدة الحمراء وجاء إلينا مسرعا حين عرف بمهمتنا الصحفية ، وما هي الا ثوانٍ حتى تجمع الناس من حولنا ... " أنتم جماعة التبليط "؟.."نريد حلاً رجاءً "..." نحن منسيون "... عبارات السكان كانت واضحة بأن المنطقة تشكو سلبيات كثيرة . تطوع احد شبان المنطقة ليكون مرشدنا في متاهات "الثعالبة "، فلم تكن المنطقة قد زارها الإسفلت ولو مرة واحده في حياته، ومدخل الحي السكني لم يكن سوى ارض ترابية، تستقبلك  لوحة معدنية غير نظيفة كتب عليها " الثعالبة ترحب بكم ...محلة 363 " .علي الشاب الذي قرر متابعتنا في رحلتنا أكد لنا أن المنطقة لا توجد فيها مجار ، والنظام المتبع هو المخازن التي ينشئها الأهالي أسفل المنازل ...ويبدو أن الأمر واضحا ، فمستنقعات وبرك المياه الآسنة تتجمع في معظم أركان المنطقة ، وتجاور شركة حمورابي بحيرة كبيرة من مياه "الجيف " المعفر بالقاذورات والأنقاض .يقول مرشدنا " لا نرى سيارات أو آليات الأمانة أو أي جهة بلدية أخرى ...والنفايات تتجمع لتكون تلالاً".الجهات البلدية وحسب قول الأهالي تقوم بشق حفرة في إحدى المساحات الفارغة وتضع فيها الازبال ومن ثم تقوم  بطمرها."لا تصدقوهم "....!ويرفض رجال كبار في السن تصديق سيارة "الشفل " التي كانت متواجدة بالصدفة في المنطقة، وهي تقوم بتعديل الشارع - ويبدو أن الأمر مستحيلا - لأن الطرق وعرة جدا وتملؤها الأنقاض ، وتعجز الآلة الكبيرة عن جعل الشارع مستقيما ...يقول أبو محمد وهو يقف مقابل (الشفل) ،  " لا تصدقوهم ...إنهم يقومون بذلك لإيهامنا بالتبليط ...وهذا لن يحدث أبداً ". يضيف أبو محمد : هذا المشهد يتكرر في كل مرة ... أنفقوا 300 مليون من اجل (السبيس) خلال السنوات السابقة ،ولم نر الإسفلت... لا يمكننا الخروج في وقت المطر والطلاب يبقون في البيوت ".وماذا عن الخدمات الأخرى ...؟المنطقة تخلو من المدارس ، سوى واحدة ابتدائية ، والأطفال يذهبون إلى منطقة الشعب التي تبعد بمسافة طويلة عن "الثعالبة " ، أو إلى منطقة بوب الشام التي أيضا ليست قريبة ، أو عليهم تحمل خطورة عبور الطريق السريع إلى الجهة المقابلة التي تسمى بـ"سريدات " التي تضم مدارس أيضا . الحي السكني فيه عدد من الأبنية المدرسية ولكنها لا تزال هياكل ، ولم نر في جولتنا  أي حركة بناء حين ممرنا ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram