TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وجهة نظر: رماتنا والمشاركة المشرفة

وجهة نظر: رماتنا والمشاركة المشرفة

نشر في: 16 ديسمبر, 2011: 06:13 م

 خليل جليلمن دون ميادين رماية حديثة ومتطورة وتتمتع بكل اشكال مستلزمات التدريب والإعداد التي يفترض ان تكون مخصصة لرماتنا، جاءت نتائج الرماية العراقية المشاركة في مسابقات الدورة العربية بمستوى التطلع الذي كان ينشده الرماة وهم يحصدون عددا من الميداليات وان غابت عنها الذهبية لكنها كانت مؤشراً مهماً لواقع هذه الرياضة التي عانت وما تزال تعاني من الافتقاد الى المستلزمات الحديثة الي تدخل في برامج تدريب رماتنا وعدم وجود ميادين رمي مناسبة.
ان ما حققه الرماة العراقيون في منافسات هذه الفعالية التي تكالبت على ذهبياتها منتخبات الخليج ودول عربية اخرى، يعكس ايضا ان ما عمله الاتحاد العراقي للرماية خلال الفترة الماضية كان يؤشر مدى عمل الاتحاد العراقي للعبة وجديته في تخطي كل العراقيل التي كانت وما تزال تعترضه في إعداد منتخباتنا وفرقنا لمثل هذه البطولات.ومن الواضح ان مسؤولي هذا الاتحاد يبدو انهم فضلوا ان يعملوا بصمت وبثقة كبيرة لتحقيق نتائج كانت غائبة حتى عن توقعات مسؤولي اللجنة الاولمبية ومن ذهب الى قطر مع بعثة الاولمبية التي تعد هي اكبر بعثة على تاريخ المشاركات في الدورة العربية واكبر بعثة خصصت لها اكبر ميزانية مالية من اجل هذه المشاركة.وبانصاف يجب ان يكون في مكانه واستحقاقه، كانت الرماية العراقية بعيدة جداً عن اهتمامات وانشطة وسائل الاعلام الرياضي المحلي الذي دأب ان يركز هالاته الضوئية ومجمل مسؤولياته على كرة القدم من دون ان يلتفت الى العاب اخرى كانت منتخباتها  تمضي بثبات ببرامج الاستعداد والتحضير وحتى مسؤولي الاتحاد العراقي للرماية تعاملوا مع واقع لعبتهم وفرقهم بالمزيد من العقلانية والهدوء وفضلوا الابتعاد عن التلاعب باثارة التصريحات واطلاق الوعود وكثر التمنيات حتى جاءت ميادين الدورة العربية في الدوحة شاهدا على امكانية رماتنا بأن يظهروا قدراتهم وبما اتيحت لهم من عوامل التدريب والتحضير قبل وصولهم الى الدوحة.واذا اردنا ان نفتش ونتلمس ما وصلت اليه اللعبة في دول عربية وخصوصا دول الخليج التي تهتم بهذا الضرب من الرياضة الى جانب الاردن ومصر وتونس، نجد ان تلك الدول قد بلغت مراحل متطورة وحديثة وهي تسخـّر كل الامكانات الفنية والتدريبية امام رياضييها في كل فعاليات الرماية وحققت فيها نتائج كبيرة عربياً وآسوياً وعالمياً بفضل ما تمتعت به من عوامل الدعم الفني، في حين كان رماتنا يعتمدون على ميدان رمي وحيد يقع في الاسكان على ما نظن ويفتقر الى كل شيء يمت بصلة لواقع اللعبة الحديث.ونتذكر جيدا ان ميدان الرمي هذا المخصص لأغراض التدريب واقامة البطولات المحلية كونه مركزا تدريبيا مخصصا لفعالية الرماية، ما حصل لهذا المركز التدريبي بعد عام 2003 عندما تعرض شأنه شأن مراكز تدريب رياضية الى اعمال تخريب ونهب وسرقة لموجوداته ومعداته وقد ادى ذلك الى ما ادى من تراجع للعبة وتخلفها قبل ان يجد اتحاد اللعبة مفاتيح عودة الروح الى الرماية العراقية التي باتت بحاجة الى المزيد من الاهتمام.ان ما انفق على الرماية العراقية وتأمين معسكرات خارجية لمنتخباتنا نعتقد بأن هذه المنتخبات لم تنعم بما يوازي ما تم انفاقه على فعاليات اخرى ذهبت الى الدوحة لكنها بقيت في الظل.واذ ما تحدثنا هنا عن الرماية العراقية تحديدا على الرغم من ان فعاليات اخرى سجل فيها رياضيوها حضورا وحصدوا في منافساتها ميداليات، فان خصوصية مشاركة الرماية تختلف عن بقية اشكال المشاركة لفعاليات اخرى حظيت باهتمام متزايد في حين حرمت الرماية العراقية من مثل تلك الاهتمامات والتخصيصات التي مُنحت للاتحادات العراقية.      

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram