TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > سلطة وكالات التصنيف العالمية

سلطة وكالات التصنيف العالمية

نشر في: 16 ديسمبر, 2011: 07:13 م

سلام الربضي* إن النظام المالي هو قسم من أقسام الاقتصاد العالمي. وهو الذي تعرّض إلى أعظم مدى ممكن من التدويل. ويعتبر هذا الميدان من أكثر ميادين الخلاف نتيجة هذا التحول الكبير من جهة، وبروز تيارات فكرية ترى أنه قد تم الانتقال من النظام العالمي الذي تقوده الحكومات إلى النظام العالمي الذي تقوده الأسواق.
فمن هم سادة الأسواق المالية؟إنهم مديرو الصناديق المختلفة، المستثمرون، أفراداً ومؤسسات، الشركات، المؤسسات المالية المحلية والعالمية، الحكومات التي تلعب دور المقرض وأحياناً المنقذ، المصارف، صناديق التقاعد، صناديق التعاضد، مؤسسات الإيداع الجماعي، شركات التأمين، شركات الإقلاع السريع، خبراء المضاربة، ومن هؤلاء أيضاً وكالات تقييم الاستثمارات.rnففي مدينة نيويورك وفي الشارع رقم 99 تقيم إحدى هذه الوكالات، وتدعى"Moodys Investor Service" وهي تعتبر، من أكبر المؤسسات تأثيراً في أسواق المال، ويعمل لديها وبرواتب مغرية 300 محلل، وعلى أعلى بوابة الوكالة هناك لافتة تقول : " القرض هو عصب الحياة بالنسبة إلى نظام التجارة الحر، فمشاركته في زيادة ثروة الأمم فاقت مشاركة مجمل مناجم الذهب في العالم كله بأكثر من ألف مرة". وفي تلك الوكالة، لا يجوز للزائر مهما كانت منزلته، الدخول إلى مكاتب العاملين، حيث المقابلات والمفاوضات تتم داخل صالات الاجتماعات الفخمة . وفي حال وجهت إحدى الدول دعوة للوكالة لزيارتها للاطلاع على الوضع المالي، فإن الوكالة تشترط أن يسافر اثنان من عامليها فقط منعاً للرشوة. كما أن الوكالة تجبر موظفيها الماليين على تقديم كشوف شهرية باستثماراتهم الخاصة منعاً من استغلال المحللين للمعلومات التي بحوزتهم والتي لم تنشر بعد. وهذه الوكالة تقوم بتقييم الأمم وتصنيفها، وفقاً للملائمات المالية في جميع دول العالم، دون استثناء. وتكمن الخطورة في هذا التقييم، من جانب استخدامه من قبل المؤسسات المالية، وصناديق الاستثمار والمصارف، فتجنباً للمخاطر ستطالب تلك المؤسسات بفائدة ذات مستوى أعلى، على سندات الدين الحكومي، في حال كان تصنيف الوكالة سيئ. والشركات التجارية العملاقة، تأخذ بعين الاعتبار هذا التقييم، عند الاستثمار في أية دولة.وهذه الوكالات لا تعطي أهمية إلى أية ضغوطات حكومية، إنها تراعي فقط مصلحة المستثمرين، ولا شأن لها بالسياسة. ولكن هل يمكن فصل النتائج المعلنة لتلك الوكالات عن أي طابع سياسي؟ فالشركات تستطيع من خلال الضغط على الحكومات والتأثير في سياستها، التوقف عن شراء سندات الحكومة، أو الاستثمار في أسواق تلك الدول، جراء تقييم تلك الوكلات. ناهيك، عن دور هذه الوكلات عبر الوطنية المؤثر جداً، في قطاع تصنيف وتحليل الدول والشركات على الصعيد المالي والاقتصادي. ومن هذه الوكالات مثلاً شركة FutureBrand الرائدة في مجال التخطيط الاستراتيجي، لتطوير الأسماء التجارية، التي تصنف الدول على اعتبارها علامة تجارية. وهذه الشركة، هي المؤسسة المتخصصة عالمياً في مجال الاستشارات للعلامات التجارية، وتمتلك فروعاً  في أكثر من 20 مدينة، في العالم. ووسعت نشاطها ليشمل، التقارير المتخصصة في تقييم القطاع العقاري. وهذه الشركة لها تأثير سياسي واقتصادي، نتيجة الدراسات والتصنيفات التي تصدر عنها، التي تعتبر بمثابة مؤشر لوضع تلك الدول. فهي تصنف الدول على أساس الوجهة الأولى للسفر، وتصنفها أيضاً على اعتبارها علامة تجارية. وهذه التصنيفات تعتبر بمثابة مؤشر لوضع الدول الاقتصادي، وآفاقه التسويقية. كذلك، توجد وكالات تصنف للشركات عبر الوطنية نفسها. إذ تصنف هذه الوكلات، الشركات على المستويات كافة ، مما ينتج تأثيراً في واقع الشركة، في مختلف المجالات. ومن أهم هذه الشركات، مؤسسة التصنيف الائتماني ستاندرد اند بورز. وهنالك الكثير من تلك الوكالات، التي تقوم بعمليات تقييم وتصنيف، لقدرة الكثير من القطاعات كتصنيف الجامعات أو المصارف ....الخ. فما هي تلك السلطة الجديدة سلطة الوكالات العالمية لتقييم الاستثمار والشركات ؟ ومن أين تستمد تلك المؤسسات سلطاتها؟ وهل بالإمكان اعتبار تلك المؤسسات أداةً تسهّل تحرك الشركات عبر الوطنية؟ وما هي طبيعتها هل هي مؤسسات عامة أم خاصة؟ وما هي طبيعة العلاقة بين سياسات تلك المؤسسات والسياسات العامة ؟ وهل هناك مخاطر سياسية لمثل هذه السياسات؟ انطلاقاً من تلك التساؤلات، من الأهمية بمكان، النظر إلى تلك الوكالات من زاويتين: الأولى : تأثير نشاط  تلك الوكالات والمؤسسات على السياسات العامة. الثانية : من زاوية التركيز على هذه المؤسسات كأدوات تقييم ومراقبة. إذ أن لهذه المؤسسات، من خلال تقييمها تأثيراً على القروض والفوائد. ولها أن تؤثر في الانتخابات الحكومية، ففي كندا وعندما انخفضت قيمة الدولار الكندي عام 1995 حاول رئيس الوزارء الكندي آنذاك Jean Chretion  التصدي لهروب رؤوس الأموال، من خلال موازنة جديدة تضمنت تخفيضاً في الإنفاق، وقبل أن تتم مناقشة تلك الموازنة في البرلمان، أعلنت مؤسسة Moodys أن قدر التخفيض في الموازنة غير كافٍ، وأن المؤسسة تدرس احتمال خفض تصنيفها للسندات الكندية، ما دفع رئيس المعارضة، إلى اتهام رئيس الوزراء بانتهاج سياسة مالية ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram