TOP

جريدة المدى > محليات > سوق القاصات تنتعش بعد فقدان الثقة بـالبنوك

سوق القاصات تنتعش بعد فقدان الثقة بـالبنوك

نشر في: 16 ديسمبر, 2011: 08:18 م

 بغداد/ وائل نعمة أتذكر حينما كنت صغيرا ، كانت تقول إحدى النساء لزوجها " سأصنع لك جيبا سريا تخبئ فيه النقود بعيدا عن عيون السراق "... كنت حينها في التاسعة من عمري ألعب في بيت الجيران مع أطفال المنطقة ، وابو علي الرجل في نهاية الأربعينات كان جنديا في منطقة حدودية مع إيران في حرب الثماني سنوات ، وعلى الرغم من كونه مريضا بالقلب ، لكن "الجيش الشعبي" لم يرحمه،حتى مات قبل ان يتحقق النصر في "يوم الأيام "- كما اسماه صدّام -.
صنعت المرأة لزوجها مخبئا سريا في السروال الداخلي ، باستخدام الإبرة والخيط .انتهت من عملها وسلمته جميع ملابسه بما فيها البدلة العسكرية و(البيرية )اعتنت بهندامه  (المرقط) وودعته بدموع ، وبرشة ماء من إناء معدني – كما العادة العراقية للتفاؤل بعودة المسافر مرة اخرى - رسمت صورة ذلك اليوم  على التراب أمام الباب اتذكره كلما مررت ببت الجيران.  يخشى العراقيون في تلك الفترة من ثمانينات القرن الماضي يد اللصوص التي تمتد الى جيب الجندي في تزاحم الركاب  بسيارة "الريم " ، فكل مرة يسمع المسافرون فيها حادثة "نشل " وقعت في "الكراج "ويتفنن البعض في إخفاء أوراق النقود السويسرية في الجواريب او جيوب سرية ، لاسيما وان الطريق كان طويلا بالنسبة للجنود الذين أرسلوا للجبهات في كركوك وسليمانية والموصل. في هذا الوقت تحولت السرقات البسيطة لفئات الخمسة والعشرة دنانير الى عمليات سطو ، يقتحم فيها المسلحون بالرشاشات الحديثة وبالقانبل الصوتية مصارف وشركات تحويل الأموال ومتاجر الذهب .لم يعد الامر " نشل " من الجيب ، بل حتى البنك المركزي تعرض لعملية اقتحام قبل سنتين.  وقد زادت في السنوات الاخيرة ظاهرة سرقة المصارف ، وانتشرت الاخبار في كل المحافظات عن "بنوك " تُنهَب في وضح النهار ، وتعرض اصحاب شركات الصيرفة الى القتل لانهم ماطلوا في إعطاء المسلحين مايبغون.كل هذه الأحداث (الحقيقية والمهولة ) دفعت اصحاب الاعمال بالمال الى الابتعاد عن المصارف ، والمواطن العادي ذهب يبحث عن حلول أخرى،قد يكون من بينها دفن النقود تحت بلاط البيت. وعلى الرغم من ان الجهات المسؤولة في وزارة المالية ، لم تؤشر انخفاضا في إيداعات المواطنين في المصارف الحكومية والأهلية حسب ما ذكر وكيل وزير المالية فاضل نبي عند الاستفسار منه عن تأثير مثل هذه العمليات الإجرامية على عملية الإيداع والتوفير،  و اكتفى بالقول في إحدى اللقاءات السابقة  "ان هذا الموضوع لم يؤثر سلباً على الواقع المصرفي " .بالمقابل يشير محمد حسام موظف في احد المصارف الأهلية الى ان حوادث السطو التي استهدفت المصارف في اوقات مختلفة افرزت  ردود افعال سلبية لدى بعض العملاء في المصارف، اثرت بشكل مباشر على المنظومة المصرفية .مضيفا  "ان الكثير من المواطنين باتوا يخافون من وضع اموالهم في المصارف حتى وان كانت قليلة لانها قد  تتعرض للسرقة في أي وقت ولا توجد ضمانات تكفل للمواطنين سرعة تعويضهم عن ايداعاتهم المالية". من جانب آخر يرى حسان صبيح (تاجر ) أن النظام المصرفي العراق متخلف والإجراءات الروتينية تعقد المسألة اكثر . مفضلا تحويل امواله الى العملة الصعبة وخزنها في بيته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تضاربات بين حكومة ذي قار ونقابة الأطباء.. تحذيرات  من
محليات

تضاربات بين حكومة ذي قار ونقابة الأطباء.. تحذيرات من "الحمى القلاعية" وتطمينات: "الوضع تحت السيطرة"

 ذي قار / حسين العامل كشفت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار، عن تسجيل إصابات محدودة في 4 وحدات إدارية من المحافظة، فيما اكدت أن معظم المراكز والمستوصفات البيطرية تعاني من نقص في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram