علاء حسن بعد أيام قليلة وقبل انتهاء السنة الحالية وتوديعها بكل مساراتها وأفراحها بالنسبة لدول العام ، وتعاساتها وخيباتها وحوادثها الامنية في العراق ، وبعض دول المنطقة ، ستنشر صحف عربية توقعات ونبوءات الفلكيين ، وستحظى باهتمام كبير من القرّاء الباحثين عن كشف المجهول ، وما يحمل من مفاجآت وخصوصا في ما يتعلق بوفاة ملك عربي او رئيس او زعيم سياسي بارز ، ستثير الاسئلة والتخمينات عن المرشح الافضل لدى عزرائل في العام المقبل الذي سيكون كبيسا .
في اغلب الاحيان تكون توقعات الفلكيين بعناوين عريضة ، وربما مألوفة مثل حدوث فيضانات في دولة آسيوية ، ومجاعة في جمهورية إفريقية ، وسقوط طائرة ركاب في المحيط ، واضطرابات واعمال شغب في مدينة أوربية تتحول الى نزاع عرقي مسلح ، وستخضع المنطقة العربية لنبوءات سقوط أكثر من نظام وفرار رئيس الى عاصمة دولة حليفة لنظامه وازدياد حالات الاحتجاج الشعبية المطالبة برحيل الانظمة وتقديم حكامها للمحكمة الدولية .توقعات الفلكيين تشير دائما الى احتمال حصول احداث كارثية ، ويتجاهلون الاشارة للجوانب السارة من الحياة فمجساتهم ومواهبهم لا تعرف او لا تتوقع حصول اديب عربي على جائزة نوبل ، والقضاء على البطالة ، او اعتماد الحكومة الالكترونية في الدول الاكثر فسادا في العالم ، واكتشاف علاج سريع للمصابين بالصلع والامراض المزمنة .العراق لا يحتاج الى خدمات الفلكيين الا بحدود من سيفارق الحياة من الشخصيات العامة بسبب المرض او بعملية اغتيال بكاتم الصوت او بانفجار سيارة مفخخة ، اما بقية الامور الأخرى فهي مكشوفة مثل علامة الضمة على الفاعل المرفوع ، وخير مثال على ذلك فشل اختيار المرشحين للوزارات الامنية ، وتعطيل تطبيق المادة الدستورية المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها ، واعلان اكثر من محافظة تشكيل اقليمها الخاص ، واتساع الخلاف السياسي بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، واستجواب وزير لتورطه بقضايا فساد بطلب تواقيع اعضاء كتلته النيابية لانه تمرد عليها ، واعلن دعمه وتأييده لجهة منافسة .وعلى الصعيد الاقتصادي ستنفضح اكذوبة توفير البيئة الاستثمارية، لان فارضي الإتاوات عليهم جعلوهم يسلكون الطريق البري الى الاردن واعلان رفضهم اقامة مشاريعهم ، وفي ما يخص ملفات الفساد فإنها ستظل طي الكتمان نتيجة ضغوط جهات متنفذة ادعت انها صاحبة المشروع الوطني ونقل البلاد الى مراحل متقدمة من التطور والازدهار .العراقي ليس بحاجة اطلاقا لتوقعات الفلكيين فباستطاعته ان يؤكد ان الانتخابات المحلية المقبلة ستشهد تنافسا محموما حتى داخل التحالف الواحد ، وفي ضوء هذا الاحتمال الوارد جدا ستصدر دعوات للمواطنين لشراء المزيد من الحبال لتكون جاهزة لنشر غسيل القوائم المتنافسة ، في ظل غياب تشريع قانون الاحزاب ، و تعطيل تعديل النظام الانتخابي ، ومن المستحسن ان يكون الحبل طويلا وأمتاره بعدد القوائم الكبيرة ليستوعب كل الغسيل السياسي في السنة الكبيسة المقبلة، التي تكون عادة بعد مرور اربع سنوات اي بعمر الحكومة ، والدورة التشريعة .
نص ردن: توقّعات للسنة الكبيسة
نشر في: 16 ديسمبر, 2011: 08:24 م