TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :حرشة "الشرايج" (1)

سلاما ياعراق :حرشة "الشرايج" (1)

نشر في: 17 ديسمبر, 2011: 07:18 م

 هاشم العقابي لم تفاجئني خطوة القائمة العراقية بمقاطعة جلسات البرلمان. كذلك لم اجد في  وصف المطلك للمالكي بانه دكتاتور ادنى عنصر من عناصر المفاجأة. فقد قال ذلك مرارا. صراحة و ضمنا. قلت مرة ان حكومتنا حكومة "شرايج" وليست حكومة شراكة. وطلايب "الشرايج"، كما تعلمون، لا تشغل الناس مثلما تشغل اهل الدار لانها باقل الاوصاف وادقها: "ماصخة". والجماعة (العراقية ودولة القانون)، بلا مؤاخذة، قد "مصخوها" جدا.
وكالعادة ، أتت ردود الافعال فقط من جماعة هذه "الشريجة" أو تلك". كان اغربها  ما جاء على لسان النائب عبد المهدي الخفاجي عن دولة القانون الذي وصف العراقية بانها: "ليس لديها رؤية واضحة لبناء الدولة لكثرة تناقضاتها واختلاف مواقفها، وهذا يناقض ما تنادي به من ترسيخ مفهوم الشراكة الوطنية". لا أريد ان اكرر سؤال ذلك الشرطي: "أين اللوري؟"، فأسأل: "اين هي الدولة؟"، بل اسأله بود: وهل تمتلك انت رؤية لمعنى بناء الدولة أو مفهوم الشراكة؟ اسمح لي وبود ايضا ان اهمس لك، لاني، ولا زغرا بك،  لأول مرة اسمع باسمك واقرأ تصريحاتك: بان ذهاب ائتلاف دولة قانونك الى امريكا لمناقشة قضية مصيرية من دون اصطحاب "نفر" واحد من العراقية لا يعني انكم لا تملكون رؤية لمعنى بناء الدولة، حسب، بل لا تفقهون سبب ما حل بالعراق من خراب من يوم تأسيس الدولة العراقية الى اليوم.ان القائمة العراقية، وكحقيقة لا يمكن إخفاؤها مهما اجتهدنا، تمثل مكونا عراقيا حتى وان لم تكن مقتصرة عليه. انها وبحكم الظروف والتناقضات صارت، وكتحصيل حاصل كما يقال، تمثل المكون السني. وهذا ما يؤكده ان دولة القانون لم تحصل على مقعد برلماني واحد في محافظتي الانبار وصلاح الدين، بينما حصلت العراقية على مقاعد في المحافظات الجنوبية. ان اهم اسباب ما حل بالعراق من مصائب وكوارث رافقت نشأته كدولة الى ان تم احتلاله من قبل امريكا، هو ان النظم الحاكمة كانت تهمش مكونين مهمين هما الشيعة والكرد. ومن يجهل حقيقة ان تهميش الجماعات العرقية أو الدينية أو المذهبية هي اخطر وصفة لضمان عدم الاستقرار وخراب الدول، ان يجد مهنة اخرى غير السياسة.قد لا يصعب علينا فهم تحرش الضرة (الشريجة) بضرتها. فلربما هي الغيرة أو الجهل أو التودد للزوج سعيد الحظ أو ما لايمكننا الافصاح عنه حياء. لكن لا ادري ما النفع الذي سيعود على العراق والعراقيين لو ان "شرايج" الحكومة يتحرشن ببعض  كل يوم، ليلا ونهارا. اذكر مرة ان المالكي نفسه تساءل مستغربا عن كيف ان القائمة العراقية تعارضه وهي شريكة فاعلة في حكومته. وقد اعطيته الحق فيما قاله. فهل سيعطيني الحق هو ايضا ويكشف لنا حقيقة الدوافع التي اجبرته على التحرش بالقائمة العراقية، وهي التي حصدت نسبة من المقاعد بالانتخابات البرلمانية، ولا يشركها، وهي الشريكة الرئيسية له، في زيارته الاخيرة لواشنطن؟انها، يا سيدي،  حرشة مثل حرشة المطلك  بك حين وصفك دكتاتورا، والتي لي عنها حديث في الغد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram