TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: عندما تغيب المواطَنة !

كردستانيات: عندما تغيب المواطَنة !

نشر في: 17 ديسمبر, 2011: 08:45 م

 وديع غزوان أسوأ ما زرعه السياسيون في مجتمعنا المسالم والمتسامح تلك المحاصصة المقيتة وما سببته من مآس وويلات وتعطيل بناء وصراعات ومشاحنات ،دفعت المواطن إلى أن يلوذ بالطائفة والعشيرة بدلاً من القوانين التي من شأنها تعزيز بناء الدولة المدنية التي يكون فيها المواطن هو القيمة الأعلى والأسمى ،
 لذا لم يعد غريباً ان  نجد هذا التناقض في مواقف اغلب السياسيين والمسؤولين التي انعكست سلباً على الوضع العام ، ما يؤكد الفشل الذريع لهذه الكتل في إدارة شؤون العراق بما يحفظ مصالحه ومصالح شعبه . ليس في ما نقوله غرابة ولا إجحاف بحق احد ، فقد غلَّبوا في اكثر من موقف مصالحهم، وتعاملوا مع الدستور بانتقائية وساهموا في تكريس قيم غريبة في المجتمع عندما سعوا بكل ما أوتوا الى تغييب قيم المواطنة وترسيخ الطائفية بأسوأ أشكالها ، وهذا ما أدى الى كل تلك الاوضاع الشاذة والسيئة التي نعيشها ومنها تداعيات ما يجري من أحداث  في محافظة ديالى على خلفية إعلان ثلاثة وعشرين من اعضاء مجلسها رغبتهم بالتحول الى إقليم إداري واقتصادي . فقد اعلن محافظ ديالى وعدد من اعضاء المجلس ومواطنون عن  وجود مظاهر مخالفة للقانون تقوم بها مجاميع رافضة للإقليم  ومنها قطع بعض الطرق وانتشار المظاهر المسلحة خارج نطاق  الأجهزة الأمنية ، في حين انكر نائبه ذلك جملة وتفصيلاً وعده تهويلاً للامور وتصعيداً لها ، ما يضع المواطن امام موقف لا يحسد عليه فهل يجوز مثلاً ان يقول المحافظ شيئاً ينقضه نائبه انه ليس اختلافا في وجهات نظر ، بل يتعلق بحوادث وقضايا لا تقبل الخلاف حصلت في منطقة هما مسؤولان عنها  . لا نريد ان نسترسل  كثيراً بشأن تصريحات المحافظ او نائبه ، لان ما يجري لا يحتاج الى دليل وبإمكان  أي مواطن التأكد من صحة المعلومات وعدمها ،بل يهمنا وضع بعض السياسيين امام مسؤولياتهم امام ما يجري من محاولات لتكريس  ثقافة العنف والتهديد بدل الحوار والتفاهم ، واشاعة عقلية فرض الرأي التي عانينا منها جميعاً . نشاهد ما يجري من تصعيد ومواقف متعصبة ولا املك الا ان ألقي باللوم على الأطراف السياسية التي كثيراً ما حدثتنا عن الديمقراطية لكنها ابعد ما تكون عنها واستذكر ما سبق ان حذرت منه شخصيات وقوى ديمقراطية ومطالبتها الكتل التي تتحكم بالمشهد السياسي بالارتقاء الى مستوى ما يحتاجه العراق وشعبه من قيم تؤكد على صورة المواطنة التي اصبحت باهتة لا نكاد نراها وسط تدافع السياسي على مصالحه متكئاً على العشيرة والطائفة وهو في داخل نفسه لا يؤمن حتى بهما لأن مثل هذا النموذج من السياسيين لا يرى ولا يعمل الا لنفسه . ما يجري تتحملونه جميعاً لأنكم غيبتم بتعمد المواطنة ، لذا كان من الطبيعي ان تطفو على سطح الاحداث طفيليات غريبة عن جسدنا الواحد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram