اعداد/ اسراء الخالديفي عصر أصبح فيه الخمول سيد الموقف، حتى أثناء القيام بأعمالنا، يبدو أن البدانة تشكل العامل الأكبر، الذي يهدد الإنسان، ليس فقط في شكله الخارجي، بل أيضًا في صحته، فكيف يمكن أن نتجنّب ذلك، وما هو البرنامج الغذائي المثالي للحفاظ على قامة رشيقة، وهل عمليات ربط المعدة مفيدة، وتشكل حلاً لأصحاب الأوزان الزائدة؟
فالبدانة وراء الكثير من الأمراض الشائعة، منها الأزمات القلبية والسكري وغيرها، ناهيك عن الشكل غير اللائق، الذي يقضّ مضاجع السيدات خصوصاً، وهن ينظرن إلى قوام عارضات الأزياء ويحاولن تقليدهن. ما هو النظام الغذائي الأمثل للمحافظة على رشاقة دائمة، متى يمكن القول إن الشخص مصاب بالسمنة؟ هل السمنة وراثية، وما دور الكحول والمشروبات الغازية في رفع مستواها، وما دور المياه في تخفيفها؟ وكيف يمكن النظر إلى عمليات شفط الدهون، وربط المعدة، وهل هي مفيدة، ومتى يجب اللجوء إليها؟يقول اختصاصي التغذية: إن النظام الغذائي الأمثل للمحافظة على رشاقة دائمة هو المتوازن والمنوّع، الذي يتبع وجبات عدة في النهار، فنبدأ بوجبة الفطور، وهي مهمة جداً، ويجب ألا تهمل، لأنها هي التي تعطي الطاقة للجسم والدماغ، والوجبات الأساسية هي الفطور والغذاء والعشاء، وفي ما بينهم بالطبع من الضروري تناول وجبات خفيفة، لأن الأبحاث أظهرت أنها تعطي طاقة للجسم وتخفف الوجبات الأساسية، والنظام الغذائي الأمثل يجب أن يكون أيضًا متنوعاً، ويشمل كل الأنواع، لأن الجسم بحاجة إلى الفيتامينات والمعادن والغذاء من كل المأكولات. وعند السؤال متى يمكن القول إن أحدهم مصاب بالسمنة، يكون الجواب: "عندما يكون وزنه مقسوماً على نسبة طوله مربع أكثر من ثلاثين، وهذا ما يسمّى بمؤشر السمنة، وبين نسبة الـ19 و25 يعتبر هذا المؤشر طبيعياً. أما بين الـ25 والـ30 فنحن أمام زيادة وزن، وما فوق الـ30 نحن أمام سمنة مفرطة. أما هل يمكن القول إن هناك فئة كبيرة مصابة بالسمنة؟ تؤكد " هناك اتجاهان،إذ أن هناك أشخاصا يحافظون كثيراً على رشاقتهم، وهناك آخرون يدخلون ضمن إطار السمنة، خصوصاً عند الأطفال، بأوزان مخيفة.السمنة مرض يلازم الإنسان كل حياته، وتتحدث عن أسبابه قائلة: "هناك أسباب عدة، منها صحية، كعدم انتظام في الهرمونات، وعامل الوراثة أيضاً له دوره، إضافة إلى عادات غذائية خاطئة جداً ترتبط بقلة الحركة، وعصرنا هذا هو عصر "التنابل"، فالجميع متسمّرون أمام شاشات الكمبيوتر والتلفزيون. ولدى سؤالها أنه يلاحظ بعد إجراء نظام غذائي أن الأشخاص يعاودون الأكل كما في السابق، ويعودون بأوزان أكبر، ما هي النصائح لهم؟ توضح: "لا شك في أن العلاج السمنة يجب أن يُدرس على أسس علمية، نستطيع تخفيض أوزاننا أكثر من 12 كيلوغراماً، لكن المهم المحافظة على ذلك، ويكون الوزن المفقود الذي نخسره صعب المعاودة، عندما نخسر دهوناً من جسمنا، وهناك آلات تشخّص الدهون في الجسم، إذا خسرنا مياهاً من الجسم سنستردها حتماً، ولكن عندما نخسر الدهون فمن الصعب استردادها، وعندما نتبع نظاماً غذائياً يساعدنا على حرق الدهون، مع ممارسة التمارين الرياضية، فتلك تكون الوسيلة الافضل، كي نضمن عدم عودة الوزن.وإذا كان الهدف فقط إنقاص الوزن، فلن ننجح، بل يجب تغيير نمط حياتنا، ويجب معالجة سبب السمنة، وليس عوارضها، وبالنسبة إلى الحركة والرياضة عند الأشخاص فإن آخر التوصيات العلمية تقول إنه حتى مع 30 دقيقة يومياً، وحتى بالتقسيط، فذلك أفضل من عدم الممارسة، لأن الخمول يخفف من نسبة حرق الدهون. مرات كثيرة أرى الأهل يمنعون أولادهم الصغار من الأكل، وهي أمور غير صحية، إذ اتضح أنه إذا خففنا السعرات الحرارية للأطفال، إنما نجعل أجسامهم تحرق أقل، ومن الصغر يجب أن نجعلهم يأكلون، وفي المقابل يجب عليهم ممارسة الرياضة والحركة التي يجب أن تصبح جزءاً من حياتنا.ليس بالضرورة بالتالي أن نكون كعارضات الأزياء، وحتى بالنسبة إليهن تمت زيادة مقاساتهن من صفر إلى واحد، لأن هناك نظرة من قبل المراهقات إليهن، وكأنهن مثالهن الأعلى بأوزانهن، ويتشبهن بهن، ما دفعهن إلى القيام بوسائل سيئة، كالمراجعة بعد الأكل وتناول الأدوية المسهلة، لأنهن يردن أن يكن مثلهن. وأصبحت هناك صحوة حتى في عالم الأزياء، وأصبحت العين اليوم تعتاد على عارضات ممتلئات قليلاً.rnالمشروبات الغازيةما هو دور المشروبات الروحية والغازية في السمنة؟ تقول "المشروبات الروحية تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، ولا تحتوي على غذاء، والمشكلة هي أننا نتناول مشروبات روحية كثيرة، إضافة إلى المقبّلات، التي نتناولها معها، وتحتوي على سعرات حرارية كبيرة، إلى جانب مساوئ الكحول في رفع نسبة "التريغليسيريد". أما المشروبات الغازية فإن الكوب العادي يحتوي على ثماني ملاعق سكر، وعندما نأكل سكر يفرز الجسم أنسولين، وهو يفتح الشهية، وغني بالوحدات الحرارية، ويلجأ البعض إلى السكر الاصطناعي، وأثبتت الدراسات أن الكميات العالية منه تفتح الشهية أيضاً. الشرب مع الأكل عادة سيئة، ويجب أن نشرب السوائل بعد الوجبات بساعة، وقبلها بنصف ساعة. هل ثبت علمياً أن السكر الاصطناعي يؤدي إلى الأمراض؟ توضح "بكميات كبيرة لم نصل إليها، بعكس الغرب، فممكن أن
النظام الغذائي المثالي يفرض تناول وجبات عدة في النهار
نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 06:34 م