TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: أحلام وعدالة مفقودة

كردستانيات: أحلام وعدالة مفقودة

نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 07:45 م

 وديع غزوانأصبح يقيناً أن الحكومة لن تسمع أو تقرأ إلا ما ترغب فيه من كلمات المدح والثناء التي تبدأ: بأنجزنا وحققنا فهي لم تعد تستسيغ النقد لأنه يخدش أسماعها ويسلب راحة شخوصها ، لذا فمهما قلنا أو كتبنا ونبهنا لن يصل إلى أروقة المنطقة الخضراء المحصّنة من هواء الديمقراطية وحقوق الإنسان لأنها غريبة ومسمومة . ونفس الشيء مجلس النواب الذي يقف أعضاؤه متفرجين على ما يجري من مهازل بحق المواطن ومنها تأجيل النظر برواتب الرئاسات الثلاث الفريد من نوعه في كل أنحاء العالم المتقدم والمتأخر، النامي و(النايم )على حد سواء.
 ومن الطبيعي أن يتم تسويف قضية النظر في البون الشاسع بين رواتب الدرجات الخاصة والوزراء والنواب وبين بقية خلق الله وكذلك تلك الامتيازات التقاعدية التي يحصل أي واحد منهم والتي أحسب أنها تقارب الخمسة ملايين دينار وربما أكثر ر غم أن خدمة بعضهم لاتتجاوز الستة أشهر ، في حين أن الحدود العليا لرواتب بقية المتقاعدين لاتصل المليون ونصف  المليون دينار رغم أن خدمة بعضهم تتجاوز الأربعين سنة ، والكثير منهم يلعن الحظ الذي لم يسعفهم بتبوّء مقعد برلماني أو وزاري في العراق الجديد . قبل أيام اتصل بي أحد الأصدقاء ممن تبوّأوا موقعاً إداريا في مجلس الحكم وقتها وأحيل إلى التقاعد بعد فترة انقطاع طويلة ، فأخذ يحدثني عن متاعب الحياة والغلاء والمحاصصة ، لم أجد رابطاً أو مناسبة لحديثه خاصة وانه منذ ما بعد 2003 لبس جلداً آخر وصار متضرراً رغم انه منتفع حتى العظم من النظام السابق . فسألته عن سر هذا التحول المفاجئ وهل في نيته  تأسيس حزب جديد  والتخلي عن الراتب التقاعدي الذي لم يكن يحلم به والعودة إلى صفوف الفقراء ، ضحك وأجاب بخبث ، شعرت من خلاله بأنه عرف مغزى حقيقة سؤالي :  ما زلتم متخلفين عما يجري في العالم ولاتتحملون فكرة أن مسؤولاً يمكن أن يعمل في شركة أو مقاولة ،واستطرد قائلاً: انظر إلى أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية ، فكل مسؤوليها تقريباً يعيشون في غنى ويعملون مستشارين في شركات كبرى . لم استمر معه كثيراً في الحديث واكتفيت بالقول: إنكم تفردتم عن كل دول العالم بأفعالكم  ،فحزمة الامتيازات والمغانم التي تحققت من مناصب ومقاعد حصلتم عليها بالمحاصصة وبقانون انتخابات غير عادل ، كرست شكلاً آخر من عدم العدالة والقفز على مبادئها بشعارات لم تمسّ الواقع ، لذا أتوقع نتائج غير متوقعة في الانتخابات القادمة ، بشرط أن تحسن القوى الديمقراطية اختيار الطريق المناسب للعودة إلى الساحة التي انحسرت عنها مضطرة أو جراء أخطاء  معروفة . الواقع الجديد في العراق يؤكد ضرورة خلق حالة من التوازن بين التيارات الدينية والعلمانية والليبرالية ،وهذا ما لاتتقبله حتى الآن أطراف معينة وتحاول عرقلته ، لأنها تشعربأن هذه القوى ، مرة أخرى إذا أحسنت عملها ، كفيلة بتحقيق الكثير للعراق ومنه العدالة المفقودة . فهل هذا حلم نهار ؟! ربّما .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram