□ بغداد/ احمد عبدربهنفى نائب محافظ البنك المركزي مظهر محمد صالح  ان يكون الانسحاب الأمريكي من العراق له تأثير كبير على صعود الدولار امام الدينار لافتاً الى ان هذا الانسحاب سوف يزيد من قوة الدينار العراقي.
وقال صالح لـ(المدى الاقتصادي ):ان الأوضاع الإقليمية التي حدثت في المنطقة قد أثرت في هذا الانخفاض ما جعل التاجر العراقي وسيطا في المنطقة فالتجارة الاقليمية بحاجة الى تمويلها بالعملة الاجنبية وعلى هذا الاساس بدأ الضغط على مزاد البنك المركزي لتوفيرعملة اجنبية حتى يستطيع السوق مجاراة هكذا عمليات تجارية إضافية. وأضاف صالح :ان البنك المركزي يخشى من التعاملات التي تتعلق بغسيل الأموال والتي لا تذهب في خدمة البلاد  مبيناً ان هذا التكثيف والتدقيق على التعاملات ولد شيئا  من الفقاعة السعرية وعلى الرغم من ذلك فأن قوة احتياطيات البنك المركزي العراقي للعملة الأجنبية هي غذاء للعملة  المحلية بنسبة 100% ما يعني ان السياسة النقدية تمتلك القدرة على مواجهة أي فقاعة سعرية ناجمة عن الظروف الخارجية تفرض على الاقتصاد الوطني. ولفت الى ان البنك المركزي يمثل في الوقت الحاضر أعلى احتياطي في تاريخه.من جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي  علي الفكيكي سبب ارتفاع سعر صرف الدولار العراقي أمام الدينار يعود الى التخوف النفسي في السوق العراقية وقال الفكيكي لـ(المدى الاقتصادي ) :ان الارتفاع الطفيف في قيمة الدولار امام الدينار يعود الى الوضع النفسي في السوق العراقية  مبيناً ان هنالك توقعات لدى البعض من الناس بأن خروج الامريكان سوف يؤثر على سعر صرف العملة المحلية ما دعا مجموعة منهم الى تحويل اموالهم المحلية الى الدولار.واضاف الفكيكي :  ان ضغط المدفوعات الخارجية من قبل التجار والمستثمرين  اثرت هي الاخرى على قلق العملة المحلية.مشيراً الى ان العراق يمتلك ارصدة كافية لا تمتلكها اي دولة من دول الجوار بالمقارنة مع قيمة الناتج المحلي للدولة لافتاً الى قدرة الحكومة بسند العملة والحفاظ على سعر صرف الدينار مستقراً.  ويرى مراقبون ان الانخفاض المفاجئ للدينار امام الدولار في الايام الماضية  اوجد تخوفاً في السوق المحلية ، فإن سعر الدينار انخفض من 1117 دينارا مقابل الدولار الى 1245 فيما خفض البنك المركزي من مبيعاته للدولار الى اقل من عشرة ملايين بعد ان كان يتجاوز هذا الرقم في معدل مبيعاته اليومية للعملة الاميركية بنحو عشرة اضعاف او يزيد.فيما ذهب متخصصون الى وجود حركة سحوبات مالية واسعة شهدتها البنوك خلال الايام الماضية من قبل الشركات المؤسسات الاقتصادية فضلا عن تجار ومواطنين. وان الرسوم البسيطة التي كانت مؤسسات الصيرفة تفرضها على تحويل الاموال الى خارج البلاد سجلت ارتفاعا الى نحو خمسة اضعاف بسبب الاقبال الشديد على تحويل الاموال.ويذهب البعض في احاديثهم بين الانسحاب الاميركي وتصاعد حدة الانقسامات في البلاد، والمخاوف التي ادت الى انخفاض قيمة الدينار، فضلا عن تعرض البلاد الى موجة مطالبات خارجية قد تؤثر على الاحتياطي النقدي العراقي في حال رفع الولايات المتحدة يدها عن حماية صندوق اموال العراق والذي يقدر بنحو خمسين مليار دولار.