TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :حديث الدبابة

نص ردن :حديث الدبابة

نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 09:24 م

 علاء حسن مقرات قياديي القائمة العراقية داخل المنطقة الخضراء شهدت مؤخرا تمركز دبابات ومدرعات ، وانتشارا لعناصر تابعة لمكتب القائد العام للقوا ت  المسلحة ، المعلومة جاءت على لسان النائب عن العراقية عبد الرحمن اللويزي المعروف بتحفظه على الكثير من مواقفها ، وبغض النظر عما قاله النائب فإن اللجوء الى خيار " حديث الدبابة " اصبح احتمالا واردا للخروج من الازمة السياسية "حديث الدبابة " وتجاوزها بقوة السلاح وليس عن طريق الحوار واعتماد طاولة المفاوضات .
ازمة الثقة بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية والسابقة ، باتت مستعصية ، والحلول المطروحة مثل عقد اجتماع للقادة السياسيين والعودة الى اتفاق اربيل وطرح مبادرات جديدة لن تضع حدا لحالة سائدة في المشهد السياسي العراقي تمثلت بتناسل الازمات ."حديث الدبابة " واحد من خيارات المستبدين استخدمته انظمة شمولية للحفاظ على وجودها في السلطة ، والشواهد التاريخية كثيرة ، وتكاد تكون المنطقة العربية صاحبة الريادة في استخدامه ، وللعراق الحصة الاكبر عندما تبنى "حديث الدبابة "بسحق معارضيه داخليا والقضاء على الانتفاضات وقتل المشاركين فيها بالاسلحة  الكيمياوية ، وبهذا النوع من الحديث خضع العراق لطائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، يوم(صخم) النظام السابق وجوه جميع العراقيين بغزوه الكويت .بحلول موسم الربيع العربي،  اختارت بعض الانظمة "حديث الدبابة "  لاعتقادها بانه خير وسيلة للدفاع عن النظام وحزبه الحاكم ، ورئيسه،  قبل ان ينضمَّ الى منتدى المخلوعين من الزعماء العرب المقيمين حاليا في دول وفرت لهم الملاذ الآمن ، او من يخضع للمحاكمة بتهم تتعدى أعدادها ايام وساعات وسنوات حكمه .في مصر منع الجيش استخدام دباباته لتكون حديثا للسلطة والحزب الحاكم ، والقوات المسلحة اصطفت الى جانب المحتجين ، حينما شعرب بأن " حديث البعران "سيكون بديلا عن الحديث السائد والمألوف للانظمة في المنطقة ، ونعني به "حديث الدبابة " ولكن ما يعكر اجواء الربيع العربي الاصرار على استخدام هذا الحديث ، والتخلي عن اي اسلوب آخر لحل مشكلة " تناسل الازمات ". الغريب في المشهد السياسي العراقي البعيد جدا عن مواسم الربيع العربي ، بحسب رأي مسؤولين كبار في الحكومة ، انه يستجيب وبسرعة للاستماع الى احاديث من نوع آخر ، يستخدم المفخخات والعبوات وكاتم الصوت ، فأخذ مدياته الواسعة في الساحة السياسية ، ونتائجه كانت تطال المدنيين ، من دون ان تثير المشاركين في الحكومة فاكتفوا بتبادل الاتهامات ، والتلويح باتخاذ مواقف ، تعلن في حينها ، لان لكل حادث الحديث المناسب،  وربما يكون عن طريق الدبابة او الاستعانة بدول الجوار ، او فتح ملفات سرية عن تورط قياديين  من جهة سياسية معينة بالارتباط بجماعات ارهابية ، وكل هذه الاحاديث ليس ذي جدوى ، لأن الدبابة تحت سيطرة طرف واحد ، وهو صاحب الحق في تحريكها ، واختيار موقعها ، لتكون خاضعة لأوامره، وفي حجرة مدفعها قذيفة مهداد على وشك الاطلاق،  لتنسف مقر من يقف وراء تناسل الازمات  السياسية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram