واسط / السومرية نيوز حذرت وزارة البيئة العراقية، أمس الأحد، من عمليات الصيد الجائر للأسماك والطيور بأنواعها لاسيما الطيور المُعلمة والمُحجلة لاستخدامها في الأغراض العلمية، مبينة أن العراق يقع على أفضل خطين لاستقبال الطيور المهاجرة من شتى بقاع العالم، فيما أكدت سعيها للعمل على ضم العراق إلى اتفاقية رامسار لحماية المواقع الطبيعية.
وقال مدير قسم الأهوار والأراضي الرطبة في وزارة البيئة حسين الاسدي في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن "وزارة البيئة وجهت مديرياتها في المحافظات كافة بمراقبة ومنع عمليات الصيد الجائر للأسماك والطيور على مختلف أنواعها سواء كانت محلية أم طيوراً مهاجرة تأتي إلى العراق ضمن مواسم الهجرة السنوية". وأضاف الاسدي أن "أية عمليات للصيد تعد محظورة بالنسبة للطيور التي تأتي مهاجرة من شتى بقاع العام وبالذات الطيور المُعلمة والمُجحلة كونها تستخدم للأغراض العلمية وتعد من الثروات العالمية المهمة والمفيدة لجميع البلدان"، مشيراً إلى أن "العراق يقع على خط الهجرة الدولية للطيور ويمتلك خطين للهجرة لأغلب أنواع الطيور الأمر الذي يتطلب مراقبة المناطق التي تلجأ إليها ومنع عمليات صيدها بجميع الوسائل". وتابع الاسدي أن " الجهات الحكومية المختصة تسعى لانضمام العراق إلى اتفاقية رامسار لحماية المواقع الطبيعية كون العراق يمتلك أكثر من 27 موقعاً طبيعيا لانتشار مختلف أنواع الطيور"، لافتا الى أن "هناك دولاً لا تمتلك مثل هذا العدد الكافي من تلك المواقع لكنها منضوية ضمن تلك الاتفاقية التي تلزم الدول طوعياً وأخلاقيا بحماية الموارد الطبيعية التي تتمتع بها الأراضي الرطبة". وأشار الاسدي إلى أن "الوزارة وضعت برنامجاً لتثقيف الصيادين وسكان المناطق التي تنتشر فيها الاهوار والبحيرات حول أساليب الصيد الصحيحة وعدم اللجوء إلى الأساليب الجائرة سواء للأسماك أو للطيور مع التأكيد لهم على عدم صيد الطيور المُحجلة كونها مصنفة ضمن البرامجيات البحثية الخاصة بالطيور للدول التي أتت منها".من جانبه قال أحد الصيادين في بحيرة الدلمج في مدينة الكوت يدعى جبار راضي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هناك ميثاقا وقعه الصيادون مع مستثمر البحيرة يقضي بالالتزام التام بتعليمات الصيد التي تحددها الجهات الحكومية العراقية ومن أهمها عدم اللجوء إلى أساليب الصيد الجائر للأسماك والطيور بمختلف أنواعها".وأوضح راضي أن "ما يجري في البحيرة هو عمليات صيد طبيعية وهناك التزام مهني وأخلاقي بعدم صيد أي طائر غريب أو فريد من نوعه مهما كلف الأمر".من جهته وصف سعيد يحيى صياد آخر في حديث لـ"السومرية نيوز"، الإرشادات التي تقوم بها دائرة البيئة بتوجيه الصيادين وحثهم على عدم اللجوء إلى الصيد الجائر بـ"المفيدة جداً" وأسهمت بشكل كبير في الحد من هذه الظاهرة التي حاول البعض من الدخلاء على مهنة الصيد ممارستها قبل أن يتم إبعادهم من البحيرة التي تكثر فيها المئات من أنواع الطيور الفريدة الى جانب الأسماك".وكان رئيس جمعية الصيد بالصقور في واسط، مهدي حمد قد ذكر في حديث سابق للسومرية نيوز في الحادي عشر من الشهر الحالي أن أحد أعضاء الجمعية تمكن من اصطياد صقر فريد من صنف الشاهين البحري وبيعه بمبلغ 16 مليون دينار لأحد الأشخاص المهتمين بالصقور.ووقعت اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة في الثاني من شباط عام 1971 وتضم أكثر من 158 دولة، للالتزام طوعياً وأخلاقيا بحماية الموارد الطبيعية التي تتمتع بها الأراضي الرطبة وكذلك العمل على الارتقاء بالبرامج التي من شأنها أن تحافظ على تلك الأراضي.ويعد العراق من البلدان التي تحتوي على الكثير من الأراضي الرطبة والتي أهمها الاهوار والمستنقعات في مناطق الجنوب إضافة إلى مناطق أخرى تصنف ضمن المناطق الرطبة وتعد مصدراً مهما للموارد الطبيعية لاسيما الأسماك والطيور ، غير أن الكثير من تلك المواقع تشترك بها عدد من بلدان الجوار لذا فإن دعوة العراق دول العالم وبالأخص الدول الأعضاء في اتفاقية رامسار يمكنه من الحفاظ على ثرواته الطبيعية التي عمل النظام السابق على تدميرها من خلال عمليات التجفيف التي قام بها في مناطق الاهوار والتي أسهمت في تهجير غالبية سكان مناطق الاهوار ما نتج عنه فقدان هذه المناطق لهويتها المعروفة.
البيئة تحذّر من الصيد الجائر للطيور وخاصّة المحجّلة

نشر في: 18 ديسمبر, 2011: 09:26 م