  بغداد/ المدى جرت في الولايات المتحدة الأميركية مراسيم دفن آخر جندي أميركي قُتل بفعل عمليات عسكرية في العراق، وألمحت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن القتيل هو الرقم 4474 من أعداد القتلى الأميركيين في العراق. وقالت صحيفة الواشنطن بوست، إن "ديفيد هيكمان (23) عاما، الذي قتل في بغداد، في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق انفجرت في شاحنته المدرعة يوم الأربعاء الماضي هو آخر جندي أميركي، يقتل بعد ثماني سنوات، وسبعة أشهر و25 يوما على بدء الغزو الأميركي للعراق".
وأضافت الصحيفة أن "جثمان ديفيد إيمانويل هيكمان يرقد في حديقة السلام في مقبرة ليكفيو ورقم قبره هو 54، في بلدة غرينسبورو حيث نشأ وترعرع"، مردفة "غطت التربة الحمراء تابوته، بعد أن دفن قبل نحو أسبوعين من موعد عودته إلى البلاد.. كانت هناك ورود قرنفل ذابلة على التراب الرطب.. لم يكن هناك أي علامة بعد تدل على أن هذا هو قبر الجندي". ومضت الصحيفة تقول إن "هيكمان هو القتيل رقم 4474 من الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهم في العراق، وفقا لوزارة الدفاع الأميركية،" مشيرة إلى أنه "ربما يكون الأخير".وأضافت الصحيفة أن واحدا من اقرب أصدقاء هيكمان، هو لوغان ترينوم، قرأ على قبره في أثناء دفنه كلمة جاء فيها "الحمد لله إذا كان ديفيد هو آخر من يموت، لأن ذلك يعني لا أحد آخر سنفقده بالطريقة ذاتها".وأضاف "لكن من الجنون أنه توفي، وبغض النظر عن موقفكم من هذه الحرب، إذا كنتم مع أو ضد ذلك، اعتقد أن الجميع مقتنع أننا يجب ألاّ نكون هناك (العراق) بعد الآن".وكانت آخر مرة شاهدته فيها عائلته قبل أن يقتل في 13 تشرين الأول الماضي، ظهر في مركز الأمن المشترك في مطار المثنى ببغداد، في قاعدة عمليات صغيرة تضمه وفصيلته. وقال لعائلته انه "كان متحمسا ليعود إلى الوطن قبل عيد الميلاد".في اليوم التالي، وقبل منتصف الليل، ابلغ المسؤولون في الجيش الأبوين في غرينسبورو أن ابنهما هيكمان قد قتل في انفجار قنبلة بدائية الصنع.وقالت الواشنطن بوست "وبالضبط بعد أربعة أسابيع، جلست أمه بهدوء في غرفة المعيشة بمنزلها، ترتدي قميصا عليه صورة ابنها العسكرية".