الكتاب: "خارجاً منها" تأليف: سيلما دباغ ترجمة: المدى للوهلة الأولى تبدو، رواية كاتبة القصص القصيرة سيلما دباغ بأسلوبها أسهل قراءة من الروايات الأدبية. ولكننا نستطيع تجاوز هذه النقطة لأن موضوع الرواية ذو وزن كبير وكذلك الموضوع: الصراع العربي – الإسرائيلي، او بالأحرى الجانب الفلسطيني منه.
تتركز الرواية على توأمين، ولد وبنت في حوالي العشرين من العمر وهما إيمان ورشيد، ويلتقي القارئ للمرة الأولى بهما في غزة في خضم المعركة، (مع غموض تفاصيل المكان وأيضا العامل السياسي)، ويبدو رشيد منفعلا لفوزه بزمالة دراسية في لندن، تمنحه فرصة للخروج من البلاد. وفي ذلك الوقت، نجد إيمان في حالة صدمة جراء موت صديقة، وتقرر اتخاذ موقف أكثر فاعلية في أزمة البلاد. وما يبرز في هذه المرحلة، هو الشخصية المخادعة لصبري، الشقيق الأكبر للتوأمين، الذي فقد زوجته وابنه وساقيه في هجوم إسرائيلي قبل أعوام مضت. ساخر في قالب مشوه لأكسندر بوب، يعيش في العالم بذكائه، في الوقت الذي يتحمل الإحساس بالاهانة، عندما تغير والدته كيس الأنبوب المرتبط بمثانته. وهذه الشخصية الكئيبة العاجزة، هي الشخصية الأفضل التي يتفاعل معها القارئ.وفي تلك النقطة، نترك صبري في الخلف، وننتقل إلى لندن (مكان أفضل للشابين الفلسطينيين وحيث تعيش المؤلفة) حيث يعيش التوأمان مع مجموعة من الطفيليين. وقد عانى الاثنان بعض الشيء للتكيف مع المجتمع الجديد، وبعض المفردات الموجودة في الشارع الانكليزي. "خارجاً منها"، رواية تفرض نفسها وستعجب عدداً كبيراً من القراء، لأنها تتحدث عن القضية الفلسطينية وتطلعات شعبها. علما أن هناك رواية جميلة عن فلسطين لمريد برغوثي بعنوان "لقد ولدت هنا".عن الغارديان
خارج فلسطين
نشر في: 19 ديسمبر, 2011: 06:16 م